نورة تحدثت عنها في هذه الزاوية حديث الفاجعة برحيلها، هذا الرحيل الذي لم يكن كرحيل الآخرين، حيث رحلت وهي تحمل حقيبتها مع إشراقة يوم العاشر من شهر المحرم كانت فيه صائمة، رحلت مرتدية لباس العلم حاملة كتبها، ولاهجة بأذكار الصباح.

دقت الساعة السابعة منتظرة وصول نورة لتكون على مقعد الدراسة كعادتها كل يوم، لم تأت نورة، ولكن أتى خبرها..! أي خبر جاء..؟ يا له من صدمة عمت كل أرجاء المدرسة، معلمات نورة.. زميلات نورة.. من يعرف نورة ومن لم يعرفها.. خيمت سحابة من حزن على كل أرجاء المدرسة، بل كل أرجاء الحي.. كل من عرف نورة تعذر مجيئه للمدرسة عدة أيام لهول الصدمة.. الصدمة لم تكن بسبب الموت.. لا وربي ولكنها بسبب من تسبب في موت نورة.

نورة زهرة ولا كل الزهرات.. ورحلت ولا كل الراحلات.

نورة أغرورقت مع رحيلها عيون الكثير والكثيرات، ودعا لها كل من عرفها ومن لم يعرفها. صبيحة نشري تلك المقالة كان هناك تواصل مع والدها خالد المالكي الذي أبدى شكره لي وهو شكر لم أكن أنتظره بل كل الذي كنت أنتظره تفاعل الجهات المعنية، ولكن للأسف كعادتهم يلوذون بالصمت، وما علموا أن زمن الصمت ولى..!!

وسائل إعلام كان لها تواصل إيجابي معي بحثا عن خيط يوصلهم بوالدها، هذا الوالد المكلوم، ولكنه والحمد لله من الصابرين، لم أسمع منه عبارة سخط، ولا كلمة نابية، كل الذي يريده ببساطته وعفويته حماية الآخرين من أن يصير مصيرهم مثل مصير نورة، يوم ميلاد نورة كان يوم استخراج شهادتها الأخرى.. شهادة الوفاة حيث كان يوم ميلادها 23-1-1417هـ ويوم استخراج شهادة وفاتها كان 23-1-1431هـ..!!

مصائد للكبار والصغار في الطرقات، ويا ليل ما أطولك مع من يعنيهم أمر هذا المصائد، أصوات علت وأصوات بحت وأصوات صمتت ولا حياة لمن تنادي.

فيا من ولي من أمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - شيء، إياكم ثم إياكم أن تتهاونوا في أداء الأمانة فإنكم مسؤولون يوم القيامة عن كل نفس زهق وكل بغلة عثرت، إن كنتم مفرطون، وهناك تندمون ولات حين مندم.