تمضي الأيام في حياتنا.. ونعبر من مرحلة إلى أخرى.. إلى نهاية المشوار.. نتعلّم الكثير.. ونتعرَّف على أناس كثر.. وتحدث لنا أحداث كثيرة.. لكن ما يبقى من هذه الذكريات هو الذي يكون له الأثر الأكبر في حياتنا.. نعم يعز علينا فراق الأحبة وترك جوارهم لكن هذه سنَّة الله في خلقه.. لقاء ثم فراق.

ماذا عساي أن أقول.. هنا.. تحار الكلمات وتتبعثر، ماذا أقول.. والمقال يتيه في بحر المقام.

كثيراً ما نفتقد زملاء مبدعين.. لهم وقعهم الخاص.. ولهم بصماتهم العلمية والعملية، وكثيراً ما نقف حيارى.. نقلّب الذكريات.. ونفرط بالتمنيات.. عساهم يعودون.. أو قل.. عسانا نفلح في إيجاد ما يسد الفراغ الذي تركوه.. ولكن يبقى عزاؤنا بالموروث والكنز الذي خلفوه لنا.

لقد كان لي شرف العمل مع فضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد العجلان.. المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم، حيث عملت معه لمدة خمس سنوات كاملة.. تعرفت فيها على هذا المربي الفاضل عن كثب.. ولمست فيه جوانب إنسانية منها: الطيبة والصدق ودماثة الخلق والتواضع وحب الخير للناس.. وتعرفت أثناء عملي معه على جوانب إنسانية أرحب كامنة فيه، واكتشفت التزامه الديني وحبه الصادق لوطنه ولولاة الأمر، واهتمامه الكبير ببناء المساجد والدعوة إلى الله على بصيرة.