عذراً يا أمير الإبداع يا فيصل بن تركي عذراً يا (كحيلان) عذراً يا (قهيدان) عذراً يا (بليهان).. عذراً إن انتقدت في بداية الموسم وكان (الانتقاد) من محبة وعذراً أن أمتدح اليوم لأني لا أستطيع أن أوفيك حقك على ما قدمته لنصرنا في عدة أشهر وعذراً لموهوب كرة القدم السعودية القادم (الفذ) محمد السهلاوي الذي يستحق كل الملايين من (الريالات) ويستحق أيضاً حب كل الملايين من الجماهير النصراوية في المدرجات. نعم الأمير فيصل بن تركي عمل وسهر وتعب وسافر وأحضر النجوم وها هي (المحصلة) انتصار وراء انتصار وإبداع وراء إبداع.
منذ متى والنصر يفوز على الاتحاد في جدة في الدوري ومنذ متى والنصر يفوز على الهلال أيضاً في الدوري، فاز لأن الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - قد عاد في شخصية أمير النصر وأمير الجماهير النصراوية المحبوب الأمير فيصل بن تركي أو (حلم) النصراويين الذين انتظروه طويلاً.
نعم إنه حلم المدرجات النصراوية الذي قدَّم كل ما تشتهيه العيون والأفئدة الصفراء.
لقد أعاد (عبد الرحمن بن سعود) الجديد نصر الحب، ونصر الإبداع، ونصر الإمتاع إلى الملاعب الخضراء لتشرق شمس النصر من جديد وهو الذي قال إنه لم يقدّم إلا 20% فما بالكم لو اكتملت الطموحات (الفيصلية) بـ100%؟! أقسم أنني لم أشاهد نصراً بهذا الفن وهذا الإبداع منذ سنوات طويلة، وأقسم أيضاً أنني لم أفرح مثلما فرحت هذه الأيام بالعودة المظفرة لفارس (الكبار) نصر هذا الزمان نصر 2010م.
إنني أرى كوكبة من النجوم تتلاعب بالكرة كيفما تشاء وتسخِّر هذه (المدوَّرة) بأقدامها وعلى (كيفها) لتمتع صهيل الجياد الصفراء في المدرجات التي اهتزت لها أرض الشرقية وتراقصت لها أرض الغربية وطربت لها أرض القصيم وتغنَّت بها أرض نجران مروراً بعروس الشمال لتعانق نخيل الأحساء وكل شبر من أرض السعودية الطاهرة.
هذا هو النصر إن عاد أبهج الجميع، وطرب له الجميع حتى غير العاشقين (يغبطون) هذا النصر وعشاقه.
وإن غاب (قسراً) فإن الكرة ليس لها طعم ولا مذاق والمدرجات تشكو حالها وتقول أين أصفري البراق، لماذا توقف عن عزفه المنفرد الذي لا يعزفه إلا هو فقط. إنني أرى في هذا الجيل الذي يمثّل النصر هذه الأيام (رائحة) وشكل ورونق وهيبة جيل (ماجد).
لقد جندل الهلال في آخر يوم من العام 2009م وقدم أفضل العروض ونفذ الخصم من هزيمة تاريخية وقالوا إن الهلال لم يكن في يومه وبعضهم وللأسف قال إنها مفاجأة وبعدها بأيام قليلة سحق القادسية بنفس الأسلوب والرتم والعناصر وقدَّم لوحة كروية صفراء خالصة عانقت أمواج الخليج في ليلة من ليالي 2010م، وقبل ليلتين فقط عاد الفارس الكبير وبشجاعة ليؤكد للجميع أن ما تحقق وسوف يتحقق هو نتاج عمل وليس سواليف مجالس.
لقد شككوا في انتصار النصر على الهلال والقادسية تباعاً وقالوا أمامكم (العميد) وهو المحك والاختبار الحقيقي لنصركم وجاء الدور هذه المرة على هذا العميد الذي خسر كل شيء (النتيجة) والمستوى وحتى (الأخلاق) لأنه بسهولة واجه جيل (ماجد) الجديد وليس نصر السنوات العشر الماضية، واجه كوكبة من عمالقة الكرة بقيادة القائد حسين عبد الغني وجيل النصر القادم خالد راضي وعبد الله القرني ومحمد السهلاوي وريان بلال وماجد هزازي وإبراهيم غالب وسعد الحارثي والمبدع الرائع (فيقاروا) ولا أنسى صخرة الدفاع المتجدد (عبده برناوي) والفنان خالد الزيلعي وزميله أحمد عباس.
لقد تفرَّج (عواجيز) الاتحاد وهم في حيرة من أمرهم على نجوم النصر الشابة وهم يصولون ويجولون في ملعب الأمير عبد الله الفيصل ونجوا من (تاريخية) كادت أن تحيق بهم ولكن الله لطف بحالهم ولم يبق لهم حيلة إلا (الجلد) الذي تبعه (الطرد) للجزار أسامة المولد والعماني الفاشل (حديد).
هذا إذاً هو باختصار نصر هذه الأيام ونصر الإبداع والإمتاع ونصر المستقبل المشرق لجماهير الشمس المشرقة ومع ذلك لا بد أن نستفيد من عنصرين أجنبيين على مستوى عال بديلين لإيدير والكوري الجنوبي وبذا تكتمل صورة العملاق الأصفر القادم ويكتمل فريق الأحلام القادم.
نقاط في الذاكرة
- نصر هذه الأيام اصطاد عشرين عصفوراً بحجر واحد أمام الهلال ألغى هيمنة الهلال على النصر في الدوري على مدى خمس سنوات، وهزمه بوجود ياسر، وهزمه بوجود الحارثي، وهزمه بوجود حكم أجنبي، وجرَّع المتصدر أول خسارة له في الدوري لم يتجرأ أي فريق آخر على هزيمته غير النصر.
- شكراً فيصل بن تركي، لقد رفعت رؤوس النصراويين عالياً بما قدمته من مال وسهر وتعب وما زلنا نتوسم فيك الخير الكثير لأنك وحدك بعد الله من سيعيد هذا الفارس العملاق إلى منصات التتويج.
- النصر ابتعد عن البطولات سنوات والمدرجات تتضاعف بالآلاف عشقاً وهياماً في هذا النصر إنها (ظاهرة العصر).
- لو ابتعد فريق آخر غير النصر أو حلَّ به ما حلَّ بالنصر لخلت المدرجات، ولكن جمهور النصر (غير) وحبه لفريقه (شاهد على العصر).
- شكراً سلمان القريني، وشكراً عامر السلهام والشكر كل الشكر لمن وقف مع النصر ومع رجال النصر (الأوفياء) بقيادة فيصل الذين أعادوا لنا توهج (النصر) الذي افتقدناه من زمان.
- الله يكفيك الشر يا محمد السهلاوي من جزاري الملاعب أمثال أسامة المولد لأنك بصراحة كنز ثمين لكرة القدم السعودية والنجم القادم لسمائها.
- إنني متفائل - بإذن الله - بأن يحقق نصر هذه الأيام بطولة الخليج وسيتبعها بحول الله بإحدى أو كلتا البطولتين الغاليتين المتبقيتين هذا الموسم.
- انتظروا النصر العام القادم فليالي العيد كما يقولون تبان من (عصاريها).
- الكبار (يعودون) ويمرضون ولا يموتون أما غيرهم فقد سقط إلى براثن الدرجة الأولى أكثر من مرة! هذا هو الفرق بين الكبار وغيرهم ممن يدّعون أنهم من الكبار.