دائماً ما تكون مباريات الدور الثاني صعبة ومجهدة للفرق الباحثة عن النقاط.. حيث تكتمل جاهزية معظم الفرق فنياً وتشتد المنافسة على المراكز سواء البحث من الصدارة أو المربع أو الابتعاد عن مراكز المؤخرة وتلافي شبح الهبوط.. ولذلك نجد أن فوز أي فريق بنقاط لقاءاته تأتي بشق الأنفس وبصعوبة بالغة خصوصاً في ظل تقارب المستويات وتكامل صفوف بعض الفرق جراء عودة المصابين أو تدعيم الفرق بأجانب جدد.. على صعيد الصدارة بالتأكيد ستكون مهمة الهلال صعبة للسبب آنف الذكر ولسبب آخر مهم يفسر تباين مستوى الهلال في الدور الأول عنه في الدور الثاني.. فالهلال دخل الموسم وقد وصل لمرحلة جاهزية بلغت 100% حيث قدم الفريق بعد المعسكر السنوي في سويسرا مستويات عالية جداً أمام فرق لم يصل معظمها لمرحلة الجاهزية الكاملة.. (فافترى) الهلاليون على الفرق التي يقابلونها وحققوا أرقاماً قياسية في الدور الأول.. وساهمت فترات التوقف العديد في إيقاف الانطلاقة القوية للهلال حيث أخذت الفترة الزمنية للدور الأول فترة طويلة جداً مقارنة بالدور الثاني الذي بعد انطلاقه كان الهلال قد بدأ في الشعور بنوع من الإرهاق والتعب (لاعبوه) أمام ارتفاع مستوى الفرق جراء المباريات العديدة والفترة الكافية للجاهزية أمام الفرق التي لم تستعد جيداً وهو ما يفسر تراجع الأداء الهلالي سبباً في مواجهته لبعض الصعوبات في حسم مبارياته على عكس الدور الأول، ففي الدوري عادة تبدأ الفرق بنسبة جاهزية تصل إلى 60% تقريباً على أن تصل لقمة الجاهزية مع نهاية الدوري لكن على مستوى المسابقات القوية من الصعب أن تصل بطريقة علمية لأنك ستواجه العديد من الإشكالات التنظيمية والتوقفات وعدم وجود الوقت الكافي بين المباريات وفترات الراحة وغيرها من الأمور المساندة لاستمرار لقاء الفرق واللاعبين بمستوى ثابت في الدوري فتجد لكل مدرب طريقة ولكل فريق برنامج ينجح من ينجح ويسقط من يسقط!.

جوارديولا والهلال؟!

بعد أن حقق المدرب الإسباني الشهير ست بطولات متتالية مع فريق برشلونة أعلن أن مهمته باتت صعبة جداً في الحفاظ على مستوى الفريق أولاً وفي مواصلة المشوار بنفس الطموح والقوة ثانياً وهو يواجه فرقاً متحفزة ستقدم أفضل ما لديها أمام الفريق الأفضل في العالم لأن مبارياته بمثابة التحدي مع النفس وفرصة للإبداع والتألق..

هذا الوضع يتعامل معه الهلاليون بشكل معكوس.. فبعد أن تصدر الهلال وحقق نتائج كبيرة ومستويات لافتة وتربع على الصدارة بالأرقام والنتائج اعتقد الهلاليون أن مهمتهم باتت سهلة.

وأن المهمة أصبحت محسومة لتحقيق اللقب وأن الفرق ستفتح أبوابها وشباكها لهم.. هكذا يعتقد بعضهم أن أفضلية الهلال ستجعل مهمة سهلة في حين وبمفهوم جوارديولا فإن المهمة أصبحت أكثر صعوبة لأن الوصول للقمة قد يكون سهلاً لكن المحافظة عليها هو الأصعب وهو ما أدركه جوارديولا وأعلن عنه مراراً وتكراراً .. فكرة القدم لا تدين ولا تخضع سوى للأقوى والأفضل داخل الملعب وهو ما يتطلب أن يكون الفريق دائماً في مستوى التحدي والمنازلة وجاهز لكل الاحتمالات فالإنجاز لا يسهل المهمة لكن يزيدها صعوبة وإنجاز الهلال هناك (الصدارة) فقط وهي لن تسمن ولن تغني من جوع ما لم يصاحبها روح قوية وإصرار كبير ورغبة صادقة في تحقيق الإنجازات طالما الفريق يملك ما يؤهله لذلك..وبين مفهوم جوارديولا ومفهومنا مساحة شاسعة من الثقافة والوعي والاحترافية تحتاج لتجاوزها للوصول لمثل هذه العقلية..

لمسات:

وافقت لجنة الاحتراف على تسجيل أحمد الدوخي للنصر دون إيضاحات ودون الرجوع لنصوص اللائحة التي اعتمدتها اللجنة في تسجيل للاعب.. ونحن في الوسط الرياضي نحتاج لأن نفهم كيف تم تسجيل اللاعب وهل تم قبول تسجيله في النادي البلجيكي ومن ثم انتقاله للنصر (الكوبري) أم أن اللائحة الداخلية أصبحت لاغية ومن حق أي لاعب ينتهي عقده يستطيع اللعب لمن يريد.. نريد إيضاح لجنة الاحتراف!

بعد انتقال حقوق الدوري السعودي من قنوات ال ART إلى قناة الجزيرة وسقط جزء من العقد الذي يربط اتحاد الكرة بال ART وهو المتعلق بمباريات الفئات السنية لشباب وناشئين.. ولذلك نتمنى أن تعمل القناة الرياضية السعودية على الحصول على هذا الحق الضائع والمهمل لتقوم بنقل المباريات وتقديمها للجماهير الرياضية.

المشروع الضخم الذي يجري إعداده وتجهيزه في نادي النصر بإنشاء ملاعب وتجهيزات للفئات السنية لا شك أنه مشروع كبير سيستحق الإشادة والتنويه لما سيحققه من فائدة مستقبلية للنصر وشبابه ليعود الفريق قوياً كما كان، فمثل هذه المشاريع هي المكسب الحقيقي لأي دعم.

تعمد لاعب الاتحاد أسامة المولد ضرب المهاجم الشاب محمد السهلاوي بهذا الشكل المقزز الذي لا يمت للرياضة بصلة بحاجة لتدخل فوري من لجنة الانضباط بإيقاف اللاعب لأكثر من مباراة جراء الخشونة والعنف الذي استخدمه في المباراة وهنا يكون تدخل اللجنة مطلوباً حين يتفق الجميع على شناعة الفعل وليس ما يراه أعضاء اللجنة وحدهم دون الآخرين!

الانطلاقة الصفراء وقع ضحيتها الهلال ثم أطاحت بالقادسية والاتحاد.. ليعود النصر قويا من جديد ويمنح الدوري شيئاً من الإثارة!