الرياض - صالح الفالح:
رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة رئيس هيئة الجائزة مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على كل الاهتمام والرعاية الذي تحظى بها مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزة الملك فيصل العالمية، وألمح سموه في رده على سؤال للجزيرة عما إذا كان لدى هيئة جائزة الملك فيصل العالمية إضافة جائزة لفروعها الأخرى تتعلق بسماحة الإسلام ونبذ العنف والتطرف.. ألمح سموه أنه لا مانع من إضافة هذه الجائزة مشيرا إلى أن ذلك أمر جيد ومعربا عن أمله وتطلعه إلى هذه الخطوة خلال الأعوام المقبلة.
وردا على سؤال للجزيرة حول وجود تنسيق بين جائزة الملك فيصل العالمية وجوائز محلية أخرى كجائزة الملك خالد وجائزة الملك عبدالله للترجمة وجائزة الأمير نايف للسنة النبوية أكد سموه أن هناك تعاونا وتنسيقا بين جائزة الملك فيصل واستفادة من خبراتها وتجاربها نافيا أن يكون هناك مشكلة وازدواجية بين اختيار الفائزين بينها وبين الجوائز الأخرى.
وتمنى سموه لتلك الجوائز والقائمين عليها كل توفيق ونجاح لخدمة المبدعين والباحثين والمفكرين.
وكشف سموه عن أن موعد تسليم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام لجوائزهم سيكون في غضون شهر أو شهرين اعتبارا من الآن وفي غضون ذلك أعرب سموه بما حققته الجائزة من سمعة عالمية وثقة عالية لحيادية اختيار الفائزين بها من قبل لجان الاختيار واستشهادهم في عملية الاختيار ودراسة البحوث المقدمة لهم من قبل الجامعات والجهات المعنية في عملية الترشيح لنيل الجائزة، لافتا إلى أن هناك عددا من الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية قد نالوا جائزة نوبل معتبرا أن ذلك مصدر فخر واعتزاز.
واستبعد سموه أن يتم منح جائزتي الطب والعلوم لشخصيات وعلماء غير أوروبيين مرجعا ذلك إلى عدم تأهيل الآخرين في بلوغ كفاءاتهم خاصة في الوقت الراهن.
وكان قد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة رئيس هيئة الجائزة مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية أمس عن اختيار دولة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام، في الوقت الذي أعلن عن حجب الجائزة العالمية في فرع الدراسات الإسلامية لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة من الأعمال المرشحة. وتقاسم فروع الجائزة الأربعة الأخرى علماء من جنسيات جزائرية، ولبنانية، وألمانية، وكندية، وأمريكية، وأسترالية. إذ حاز البروفيسور الجزائري عبد الرحمن الهواري والبروفيسور اللبناني رمزي منير بعلبكي على جائزة الفيصل عن فرع اللغة العربية، فيما حصل البروفيسور الأمريكي إنريكو بومبيري والبروفيسور الأسترالي تيرينس شاي شن تاو على الجائزة في فرع العلوم، في الوقت الذي تقاسم كل من البروفيسور الألماني رينهولد جانزو والبروفيسور الكندي جين بيير بليتير ومواطنته البروفيسورة جوان مارتل الجائزة العالمية عن فرع الطب. وأعرب سمو أمير مكة المكرمة في مؤتمر صحفي عقده في الرياض أمس عن أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على كل الاهتمام والرعاية الذي تحظى بهما مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزة الملك فيصل العالمية، مشيراً إلى أن هذا التقدير وهذه الرعاية هي التي دفعت جميع العاملين في المؤسسة وفي الهيئة على الاستمرار في خدمة الثقافة والفكر لهذا المشروع المميز لنهج مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزة الملك فيصل العالمية.
وحمد الله على توفيقه وعلى ما وصلت إليه المؤسسة والجائزة من مكانة حظيت بتقدير الجميع في كل أرجاء العالم العربي والإسلامي والدولي، داعياً الله سبحانه وتعالى أن تستمر هذه المسيرة الفكرية الثقافية العلمية وأن تصل إلى مستوى الاهتمام بالفكر والثقافة لتقدم الإنسان العربي للعالم أجمع في المكانة التي يستحقها وأن تقدم الوجه الحقيقي للإنسان السعودي والعربي والمسلم، وأن تستمر هذه الجائزة بهذه السمعة التي حققتها في الوسط الثقافي في العالم أجمع. وكان الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين قد ألقى كلمة أعلن فيها الفائزين بالجائزة في فروعها المختلفة. وأبان العثيمين أن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية في الفروع الخمسة قد اجتمعت لاختيار الفائزين وهي في مجالات: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم. وذلك في سلسلة من الجلسات امتدت من يوم السبت الثالث والعشرين من محرّم عام 1431ه إلى يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر نفسه الموافق التاسع إلى الحادي عشر من يناير عام 2010م، مشيراً إلى أن اللجان توصلت إلى القرارات الآتية:
أولاً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام منح الجائزة، لهذا العام لدولة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا. يُمثِّل دولة الرئيس رجب طيب أردوغان، المولود في استنبول عام 1954م، أنموذجاً للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي. فقد قام بجهود عظيمة بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها. ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة استنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه، تركيا، أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلامياً وعالمياً. فعلى المستوى الوطني قام بحملات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدَّت إلى نهضة حقيقية وضعت وطنه يواكب مسيرة الدول المتقدمة؛ اقتصادياً وصناعياً، مع التمسك بمبادئ الديمقراطية والعدالة. وعلى المستوى الإسلامي قام مؤيَّداً بثقة الشعب التركي العظيم وتأييده بخدمة قضايا الأمة الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني. أما على المستوى العالمي فإنه في طليعة المؤسسين المسلمين لتآلف الحضارات على أساس من الحوار البناء والانفتاح؛ انطلاقاً من مبادئ التعاون والتفاهم الدولي مما جعل لوطنه تركيا مكانة مقدَّرة بين شعوب العالم ودوله.
ثانياً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية في موضوع: (الدراسات التي تناولت الوقف عند المسلمين)، حجب الجائزة لهذا العام لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة من الأعمال المرشحة.
ثالثاً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب منح الجائزة في موضوع: (الدراسات التي عُنيت بالفكر النحوي عند العرب) لكل من: البروفيسور عبدالرحمن الهواري الحاج صالح (الجزائري الجنسية)، الأستاذ بجامعة الجزائر ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية، والبروفيسور رمزي منير بعلبكي (لبنان) أستاذ كرسي الدراسات العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت ورئيس الدائرة العربية فيها.. وقد منح البروفيسور الحاج صالح الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في تحليله النظرية الخليلية النحوية وعلاقتها بالدراسات اللسانية المعاصرة، ودفاعه عن أصالة النحو العربي، وإجرائه مقارنات علمية بين التراث ومختلف النظريات في هذا الموضوع، فضلاً عن مشاركاته في الدراسات اللسانية بحثاً وتقويماً وتعليماً، وجهوده البارزة في حركة التعريب. أما البروفيسور بعلبكي فقد منح الجائزة تقديراً لجهودة العلمية ودراساته النحوية الأصيلة باللغتين العربية والإنجليزية بحيث أسهم في التعريف بالنحو العربي وجهود النحاة وأصالة مناهجهم لدى المؤسسات العلمية في الغرب؛ وبخاصة كتابته المعمّقة عن كتاب سيبويه ومنهجه وتأثيره في المدارس النحوية التي تلته.
رابعاً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب لهذا العام وموضوعها: (علاج أمراض تآكل المفاصل بدون استخدام الجراحة الاستعاضية) منح الجائزة لكل من: البروفيسور رينهولد جانز(ألماني)، الأستاذ ورئيس قسم جراحة العظام، جامعة بيرن، بسويسرا، والبروفيسور جين بيير بليتير، والبروفيسورة جوان مارتل بليتير (كنديان)، أستاذ أمراض باطنة، ورئيس لوحدة تآكل المفاصل بمستشفى جامعة مونتريال. لقد اكتشف البروفيسور جانز علاجاً جراحياً، لا يتطلب استخدام الجراحة الاستعاضية، للمرضى الذين يعانون من عدم توافق طرفي مفصل الفخذ، وذلك بالحفاظ على عظمي المفصل مع استدارة جزء من عظم الحوض، ولقد أحدث ذلك تغييراً في علاج مثل هذه الحالات على مستوى العالم، حيث أدى هذا الاكتشاف إلى منع تآكل مفصل الفخذ، كما أنه درب جيلاً كاملاً من الجراحين لعلاج تآكل المفاصل بالطريقة الجراحية التي ابتدعها. وله بحوث كثيرة عن العلاج الجراحي لتآكل المفاصل دون الحاجة إلى استخدام الجراحة الاستعاضية. أما البروفيسور جين بيير بليتير والبروفيسورة جوان مارتل بليتير فيشغل كل منهما وظيفة أستاذ أمراض باطنة. وقد عملا معاً في أبحاث تآكل المفاصل منذ عام 1979، وكانت وجهة نظرهما أن التعرف على عملية الأيض الجزيئية في أنسجة وخلايا المفاصل المتآكلة يمكن استهدافها بغرض استحداث وسائل لوقف تآكل المفاصل أو تحجيمها، وكشفا عن العلاقة بين الالتهابات والإنزيمات ودورها وعوامل النمو في تآكل المفاصل، كما استخدما الرنين المغناطيسي في تشخيص علاج تآكل المفاصل ومتابعته بصورة غير مسبوقة. كما استطاعا أيضاً إيجاد علاقة دائمة مع صناعة العقاقير لتطوير عقاقير تستخدم في علاج تآكل المفاصل دون الحاجة إلى جراحة. وتميزت أعمالهما بالغزارة والأصالة وإثراء المعرفة.
خامساً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم هذا العام وموضوعها: (الرياضيات) مناصفة بين كل من: البروفيسور إنريكو بومبيري (الولايات المتحدة)، معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، والبروفيسور تيرينس شاي شن تاو (استراليا)، جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس. البروفيسور بومبيري صاحب إسهامات رائدة ومؤثرة في حقول الرياضيات المختلفة. وتتميز أعماله بالأصالة والتمكن والعرض الواضح، وعنيت بحوثه الأساسية بمعالجة المسائل الصعبة في نظرية الأعداد والهندسة الجبرية والتحليل المركب والسطوح المثلى، كما غطت إسهاماته طيفاً واسعاً من الموضوعات اشتملت على توزيع الأعداد الأولية والهندسة الحسابية والجموع الأسية. وكان من أبرزها حلُّه لمسائل في السطوح المثلى وتطوير مفهوم (المصفاة الكبرى) التي أدت إلى نظرية بومبيري - فينوجْرَادوف. أما البروفيسور تاو فقد اشتهر منذ أن نال درجة الأستاذية في الرياضيات وعمره 24 سنة، وحاز على أعلى جائزة عالمية في الرياضيات وعمره 28 سنة. وقد عمل في عدد من فروع الرياضيات بما في ذلك التحليل التوافقي، والمعادلات التفاضلية الجزئية، والتوافقيات، ونظرية الأعداد، ومعالجة الإشارات. وقد عرف بحلوله المبتكرة للمشاكل الصعبة، وأشهر أعماله نظرية جرين - تاو التي تنص على لزوم وجود متواليات حسابية عشوائية طويلة من الأعداد الأولية. كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شْرُودِينجَر اللاخطية. وأعلن العثيمين موضوعات الجائزة للسنة القادمة (1431هـ - 2011م) ففي فرع الجائزة في الدراسات الإسلامية سيكون موضوعها: (الدراسات التي عُنيت بالجوانب الاقتصادية الاجتماعية في العالم الإسلامي من القرن العاشر الهجري - السادس عشر الميلادي حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي)، وفي فرع اللغة العربية والأدب: (الدراسات التي عُنيت باتجاهات التجديد في الشعر العربي إلى نهاية القرن السابع الهجري)، وفي فرع الطب: (العلاج بالخلايا الجذعية)، وفي فرع العلوم: (الكمياء)، آملة أن يمد الله العاملين في حقول الخير بالعون والرعاية.