Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/01/2010 G Issue 13620
الثلاثاء 26 محرم 1431   العدد  13620
 
رقص الأقحوانة
فريق تقييم النصوص .. كنت معهم
محمد يحيى القحطاني

 

قبل نحو شهر كتبت مقالا عنوانه (سلحفائية الدراما السعودية) وبقي حبيس الأدراج وهو يتحدث عن واقع الدراما السعودية وحالة الشؤم التي تنتابنا حيالها وخوفنا من مستقبلها حيث كتبت :

إن التراجعات التي منيت بها الدراما السعودية خلال الفترة الماضية وعدم وجود دراما محلية ذات قيمة عالية ومستوى احترافي متميز جعلتنا متشائمين فيما أرى أيضاً بأن أغلبية شركات الإنتاج السعودية تعتمد على إنتاج عمل واحد في السنة وربما عمل كل عامين إذا استثنينا الزميل حسن عسيري والذي يعمل (وحده) على إنتاج أعمال لفتت انتباه الجميع، واضطراره في بعض الأوقات الاعتماد على الكم في ظل عدم وجود منافس (حقيقي) بالإنتاج وتراخي شركات الإنتاج وانتظارهم هبات (التعميد) استعداداً للبيات الشتوي دون محاولة جادة لتصحيح الوضع.

واليوم وبعد أن بدأت الدراما السعودية تتخذ مساراً جديداً فإنني أود تأييد وجود ورش كتابة يتم فيها ضخ دماء جديدة من الكتاب الشباب الذين يبحثون عن فرصة لتفريغ طاقاتهم بدلا من تفريغها في مواقع الانترنت التي تضج بهم وبمواهب أرى بأنها تتفوق من حيث الفكرة والمعالجة والخط الدرامي على كثير من الموجودين والذين يتناوبون على كتابة مسلسلاتنا حتى ظننا بأن هذا البلد لا يملك سواهم.

وسبق لي أن عملت السنتين الماضيتين مع الزملاء في إحدى الشركات الإنتاجية كعضو في فريق تقييم النصوص، ومعي مجموعة من الزملاء الإعلاميين في السعودية والوطن العربي، وحقيقة فقد كانت تجربة ثرية بالنسبة لي وممتعة بعض الشيء رغم أنها تأخذ من وقتي الشيء الكثير لكنها في النهاية كانت مجدية وعلمتني كيف يتم التقييم واستفدت كل الاستفادة ولا غضاضة في ذلك، وربما مع غيري أتحمل جزء من مشكلة ما تم عرضه من مسلسلات.

مثل هذه الورش تعطي حافزاً للشباب وتضخ أفكاراً تطرد بها البالية وتحل محلها رؤية درامية جديدة تفتح نافذة ضوء للدراما السعودية التي عانت الفترة الماضية من تراجع ومراوحة في مكانها في وقت تعاني أيضاً فيه الدراما السعودية من نقص (الشجاعة).

أغلب الممثلين السعوديين يمتلكون شركات إنتاج حتى الذين شاركوا في عمل أو عملين من فناني الدرجة الرابعة أو الخامسة، والجميع أيضاً يرغب في (تعميد) والخروج بكعكة أو جزء منها دون طموح ولعل أكثر المتشائمين هنا وعادة ما أشاطره هذا الهم هو المنتج الزميل ماضي الماضي الذي كثيراً ما قال وكتب دون أن يستمع إليه أحد وقوبل بهجوم ضده وتشكيك في قدراته من هنا وهناك، بعد أن مني بخيبة أمل لا أحسده عليها وإن كنت أحمله جزء من المسؤولية كونه واحد من أهم وأقدم المنتجين السعوديين وانغلاقه حول نفسه مستسلما للواقع بإحباط أتمنى (صادقاً) أن يزول قريباً، فهو واحد من الذين أعجب بهم وبما يطرحه راجياً أن يزاوج طرحه عمله.

غالبية القنوات العربية تبحث عن المنتج السعودي بكل تفاصيله وهي تعلم بأن السعودية قوة شرائية لا يمكن تجاهلها ومع ذلك لم نستوعب الدرس جيداً ويخرج من هذه الحسبة أيضاً حسن عسيري الذي كثف تواجد شركته خلال السنوات الماضية وأتمنى عليه فقط أن يهتم بالمضمون كما أتمنى أن يخرج له (بعبع) جديد ينافسه لأن الساحة تستوعب الجميع.. وإن كنت أعتقد جازماً أن حديثي هذا سيلحق بمن سبقوه وسيذهب أدراج الرياح، وستغفو السلحفاة قليلاً فقد تعبت من خطوتين مشتهما وربما تفكر في العودة إلى مكانها (السابق).



m.alqahtani@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد