Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/01/2010 G Issue 13617
السبت 23 محرم 1431   العدد  13617
 
الابتعاث الخارجي كشف قصور مخرجاتنا التعليمية
توجه أسر نحو الخليج لتعليم الأبناء لتطور التعليم فيها

 

كتب - رمزي الموسى

وجد عدد من الأسر وسيلته للهروب من البيئة التعليمية في مدارسنا إلى عدد من الدول المجاورة متخذة قرب المسافة الفاصلة بينها حلاً لاستفادة أبنائها من مخرجات التعليم المتطورة تعليمياً في تلك الدول.. معللة رغبتها في إكساب أبنائها صفات تربوية كالإبداع والتعبير والفن بأنواعه والثقة بالنفس وحرية التعبير والحوار واكتساب لغة أجنبية لا تحققها مدارسنا بالبيئة الحالية, إضافة إلى إعطاء الفرصة الأكبر في الجامعات السعودية في التي لا يمكن فيها أن يعطي المعلم أو المعلمة محلياً أي نتائج مرغوبة من قبل ولي الأمر حسب ثقافته ونظرته المستقبلية للمجتمع والتطور بناء على نتائج سابقة للخريجين.. واتجه بعض الآباء إلى السكن في الدول الخليجية القريبة والاستمرار في عمله في المملكة حتى يكون قريباً من أبنائه.

من جهة ثانية اتضحت أهم سمات الإنتاج الجديد من أبناء الوطن بعد الابتعاث الخارجي الذي أسهم اصطحاب الأسر لأبنائهم في مراحل تعليم مبكر كالمرحلة الابتدائية في تجربة تعتبر جديدة للجيل الحالي التي أثبتت قدرتها على إيجاد جيل يتميز بمهارات عالية ومتمرس في اللغة الإنجليزية.وبمقارنة عدد من المهتمين في الجانب الثقافي والاجتماعي فقد لوحظ في أبناء المرحلة الابتدائية تحديداً الذين اصطحبوا مع والديهم للخارج أن الطفل في تلك المرحلة المبكرة يستطيع اكتساب مهارات سرعة البديهة، وحسن التصرف والتعود على المواجهة وممارسة اللغة الإنجليزية وفن الحوار.

(الجزيرة) رصدت إحدى تلك الحالات وتحديداً في بريطانيا عندما اصطحب مواطن زوجته وابنته الوحيدة 7 سنوات من أجل إكمال دراسته العليا.. وقد تعرضت الزوجة لانخفاض حاد في السكر عندما كان زوجها في الجامعة، فاستطاعت الفتاة التي أكملت عاماً دراسياً في بريطانيا أن تتصرف بطريقة سليمة، وهي الاتصال بهاتف الطوارئ ووصفت لهم الموقع.. وكل ذلك باللغة الإنجليزية التي أجادتها بكل طلاقة وظل رجل الطوارئ يقوم بمحادثتها وطمأنتها حتى وصلت سيارة الإسعاف إلى سكناهم فكان الفضل بعد الله هو حكمة الفتاة وحسن تصرفها فكيف عرفت فتاة السبع سنوات رقم الطوارئ في بريطانيا، وكيف استطاعت وصف السكن وأن تتمالك نفسها.. فوجدنا الجواب هو بسبب تعليم المدرسة الطالب منذ مراحله المبكرة كيفية مساعدة الآخرين.. وأهمية معرفة عنوان السكن وتحديد أقرب معلم منه، إضافة إلى زرع الثقة بالنفس ومعرفة أرقام الطوارئ التي تخدم الجميع.. في حين يتعلم الطالب في مدارسنا رقم الهلال الأحمر السعودي في الصف الخامس الابتدائي.

وما زال العديد من المهتمين يترقبون تطويراً شاملاً لمخرجات التعليم بدءاً من البيئة المدرسية والمناهج التعليمية وصولاً إلى المعلم ذاته واختيار الأمثل.. متأملين أن تقوم وزارة التربية والتعليم بدراسة (من يستحق أن يكون معلماً) معتبرينها الخطوة الأولى نحو إيجاد مجتمع واع مليء بالإبداع ينافس دول العالم.. مؤكدين أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تأخذ بكل السبل وتنفق أعلى الميزانيات في سبيل النهوض بالمواطن السعودي نحو آفاق العلم والمجد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد