واشنطن - وكالات:
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس أنه يتحمل المسؤولية الكاملة لجهة الإخفاق في منع محاولة الاعتداء على طائرة يوم عيد الميلاد، معلناً سلسلة إصلاحات في أجهزة الاستخبارات وأمن المطارات للتصدي لتنظيم القاعدة. وفيما كشف البيت الأبيض مساء الخميس أول تقرير حول إخفاقات أجهزة الاستخبارات والأمن بعد محاولة تفجير طائرة مدنية أمريكية في 25 كانون الأول/ديسمبر، أكد أوباما أن مختلف الدوائر المعنية في الإدارة والمسؤولين عنها مسؤولون عن تطبيق تلك الإصلاحات. وأضاف أن الجميع سيتم تحميلهم المسؤولية في حال قصروا في هذا الأمر. وقال أوباما في كلمة مقتضبة ألقاها في البيت الأبيض: (لست مهتماً بالمآخذ بمقدار اهتمامي بمعرفة هذه الأخطاء وتصحيحها لننعم بسلامة أكبر لأنني في النهاية المسؤول الوحيد).
وأضاف (بصفتي رئيساً، أتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية بلادنا ومواطنينا. وحين يخفق النظام فإنني المسؤول). وأوضح أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تخفق في جمع المعلومات أو تقاسمها، بل في مقاطعة عناصر المؤامرة التي كانت في حوزتها. وذكر أوباما أيضاً أن الولايات المتحدة (تخوض حرباً ضد القاعدة)، واعداً أن الإرهابيين لن يتمكنوا من تغيير سلوك الأمريكيين. وقال: (نحن من يحدد سلوك بلادنا، وليس عصابة صغيرة من الأشخاص يريدون قتل رجال ونساء وأطفال أبرياء).
وقال الرئيس إن محاولة التفجير لم تكن نتيجة إخفاق شخص معين أو منظمة معينة، بل إخفاقاً معمماً على النظام عبر المنظمات والوكالات. وأوضح أن النظام الأمني الأمريكي وأجهزة الاستخبارات أخفقت على ثلاثة مستويات، ما سمح لعبد المطلب بالصعود على متن الطائرة. واتهم أجهزة التجسس الأمريكية بعدم إبداء (شراسة) في مطاردة مجموعة القاعدة في جزيرة العرب التي خططت للعملية، ثم بعدم تحليل المعلومات التي تم جمعها بالشكل الملائم. وبعد ذلك لم يتم إدراج المعلومات بالشكل الملائم في القائمة الأمريكية للأشخاص الخطيرين الواجب مراقبتهم.
ولمعالجة هذا الإخفاق، أصدر أوباما تعليمات بتكليف أفراد أو فرق متابعة المعلومات الاستخباراتية من أجل معالجة أي شبهات بوجود مخاطر محتملة ولضمان المحاسبة.
وقال إنه يتعين تقاسم التقارير الاستخباراتية بين مختلف الأجهزة السرية بسرعة أكبر وتحليلها بشكل أفضل وإدخال تعديلات وتحسينات إلى إجراءات إدراج الأسماء على قائمة الإرهاب. وإذ حذر أوباما من عدم وجود (حلول جذرية)، تعهد في الوقت نفسه بتوظيف (استثمارات ضخمة) في أمن الطيران. ووعد أوباما بوضع إستراتيجية جديدة تهدف إلى التصدي لجهود القاعدة من أجل اجتذاب جيل جديد من المجندين بين الشبان المسلمين. وقال: (نعلم أن الغالبية الكبرى من المسلمين ترفض القاعدة.. لكن من الواضح أن القاعدة تسعى بشكل متزايد لتجنيد أفراد لا يعرف لهم أي رابط بالإرهاب، ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن أيضاً في إفريقيا وفي أماكن أخرى، لتنفيذ مخططاتها). وأوضح (لهذا السبب أعطيت الأمر لفريقي للأمن القومي بتطوير إستراتيجية تعالج التحديات الفريدة التي يطرحها المجندون المعزولون). وقال: (يجب أن نقول بكل وضوح للمسلمين في العالم بأسره أن القاعدة لا تقدم سوى رؤية مفلسة من البؤس والموت، بما في ذلك قتل أشقاء مسلمين، فيما الولايات المتحدة تقف إلى جانب الذين يبحثون عن العدالة والتقدم).