لم يعترض رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد على قرار إيقاف (رادوي) كقرار مثلما زعم البعض ذلك، بيد أنه ومن منطلق البحث عن العدل والإنصاف اعترض على سكوت لجنة الانضباط عن ممارسات خاطئة ارتكبها لاعبون في فرق أخرى وبالذات ضد نجوم هلاليين دون أن تتخذ بحقهم أي عقوبات رغم أن ممارسات هؤلاء اللاعبين كانت أشنع من تلك التي صدرت من (رادوي) في مباراة الهلال والنصر وراحت اللجنة وبسببها تعاقبه بالإيقاف عن مشاركة فريقه أمام الأهلي.
استوقفني ما جاء في حديث الأستاذ نابت السرحاني رئيس لجنة الانضباط في برنامج الجولة وفيما يخص تأكيده على (أن لجنته لا تتخذ قراراتها إلا بعد قناعة تامة منها وحسب قوانين ولوائح اللجنة).. هذا كلام جميل من الأخ نابت.. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل ما قام به لاعب النصر حسام غالي (هذا على سبيل المثال) وباعتبار أنه أكثر اللاعبين خروجاً عن النص.. (هل ما قام به) من ممارسات وتهور واعتداءات ضد لاعبي الأهلي (الجيزاوي.. وتوليدو) وبحق نجم المنتخب والهلال أسامة هوساوي.. وما تفوهت به أيضاً بعض الجماهير المحتقنة من عبارات هابطة ومسيئة تجاه نجوم هلاليين حتى آخر مباراة.. (هل يعقل) أن كل هذه الحالات لا ينطبق عليها ما ذكره السرحاني وأن لجنة الانضباط لم تقتنع بها، أو أنه كان لابد من معاقبة أصحابها؟.
للأسف.. كل ما ذكره الأستاذ السرحاني بات وكأنه يدين عمل وسياسة لجنة الانضباط.. كما أنه جاء ليؤكد أيضاً أن كل الحق كان مع سمو رئيس الهلال عندما قال: إن قرار إيقاف (رادوي) إما أنه كان استقصاد للهلال بدافع الميول.. أو أنه جاء تنفيذاً لتوجيهات خفية لإلحاق الضرر بالهلال.
المتأكد منه شخصياً.. أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد لا يمكن أن يتحدث بمثل تلك الشفافية والوضوح إلا بعد أن طفح الكيل الهلالي، ولأنه كان يستند أيضاً على حقائق وبراهين يملكها وتؤكد أنه على حق في كل ما قاله، خصوصاً وأن الأمير أعلنها صريحة عندما قال: إنه على استعداد تام لترك الرئاسة الهلالية متى كان السبب فيما يحدث للهلال هو وجوده كرئيس لمجلس إدارته، وكأن سموه كان يرمي إلى أشياء نحن نجهلها.
ويبقى المثير للاستغراب هو أن الأخ نابت السرحاني ذكر أن العقوبات لا يرضى بها أحد وأن تلك هي طبيعة البشر، وأن أي شخص دائماً ما يرى أنه مظلوم حتى لو كان هذا الشخص (مجرماً) في ساحة القصاص ورقبته تحت السياف.. لا يا أخ (نابت) في ساحة القصاص لا يجلبون إليها إلا الذي يعترف ويقر على نفسه بالقصاص وبتصديق من هيئة التمييز وكبار العلماء.. أي بمعنى أنه لا يمكن أن يقول هذا الشخص أو ذاك عن نفسه بأنه مظلوم وهو الذي اعترف طواعية وأقر بجريمته وبتصديق شرعي وبعد أن أصبح في ساحة القصاص.
كما أنه من الظلم وغير المنطق أيضاً أن نجعل من (القصاص وساحته) مثالاً نضعه في مقارنة ولو بسيطة مع ما ذكره سمو رئيس الهلال عن لجنة الانضباط وتذمره من سياستها وقراراتها.. وهذا خطأ كبير وقع فيه الأخ السرحاني نتمنى ألا يتكرر منه مع احترامنا وتقديرنا له.
كلام في الصميم
وضع النصر حداً لمعاناته أمام الهلال ولمسلسل غيابه عن تحقيق الفوز عليه طيلة المواسم الخمسة الأخيرة (منذ موسم 1425هـ) وذلك من جراء فوزه في المباراة التي جمعت الفريقين يوم الخميس ما قبل الماضي وبعد (13) مباراة متتالية كانت قد جمعتهما وانتهى (10) منها لمصلحة الهلال وفي ثلاث مباريات تعادل الفريقين (أي بمعنى) أن النصر لم يتمكن من تحقيق الفوز إلا في المباراة التي حملت رقم (14) للفريق الأول.
المثير للضحك أن هناك من علق على هذا الفوز مدحاً في النصر وذما للهلال وكأن الهلال هو الذي يخسر من أمام النصر طيلة آخر خمسة مواسم وليس العكس. رغم أن أغلب هؤلاء الذين علقوا كانوا (قبل المباراة) لا يتوقعون حتى خروج النصر بالتعادل من أمام الهلال.
اختلف الكثيرون في الوسط الرياضي وما زالوا مختلفين حول أحقية النصر بالمشاركة في بطولة أندية العالم الأولى التي أقيمت في البرازيل عام 2000م إلى درجة أن رسائل عديدة وطلبات خاصة ظلت وما زالت تردني من أجل أن أوضح كل الحقيقة.. البعض يقول أن هذه المشاركة قد جاءت طبيعية وبفعل أحقية النصر بصفة رسمية ودون غيره من الفرق الآسيوية.. والبعض الآخر أرجعها إلى دعم اتحاد الكرة له كفريق سعودي، وأنه لولا هذا الدعم لما تمت تلك المشاركة النصراوية.
ولأن الواجب يفرض أن نضع حداً للاختلاف القائم حيال مشاركة النصر العالمية وحفاظاً على التاريخ من عبث العابثين إليكم كل هذه الحقائق وبعض التفاصيل التي يجهلها الأغلبية.
مشاركة النصر في بطولة أندية العالم جاءت بعد انعقاد اجتماع لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي في كوالالمبور يوم الثلاثاء الموافق 10-2-1420هـ وبموجب (ترشيح) من لجنة المساباقت وبفعل فوز النصر بأصوات (6) أشخاص هم: رئيس اللجنة الصيني (جي لونق) ونائبه اللبناني (رهيف علامه) وعضو اللجنة الإماراتي يوسف السركال وعضو اللجنة الإيراني محمد بختري إضافة إلى عضو اللجنة السعودي وليد بن بدر، وعضو اللجنة الهندي (مور) وذلك من أصل عشرة أصوات.
مع العلم أن عدداً من الأعضاء الآسيويين حاولوا انذاك إبعاد النصر عن المشاركة العالمية الأولى، وترشيح (بطل سوبر 1999م) جابيلو اليابني ولكنهم عجزوا بسبب فوز النصر (بطل سوبر 1998م) بأغلب الأصوات الآسيوية من خلال اجتماع لجنة المسابقات.
للتواصل: salehh2001@yahoo.com