Al Jazirah NewsPaper Friday  08/01/2010 G Issue 13616
الجمعة 22 محرم 1431   العدد  13616
 
في مقدمته لكُتَيّب (نعمة الأمن في حماية الفكر)
د. أبا الخيل: حماية الفكر من الانحراف يكون بالانتماء الصادق والولاء الحقيقي للدين والوطن

 

شدَّد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على أهمية نعمة الأمن وحماية الفكر من المؤثرات التي تؤدي إلى الانحراف، وضرورة الحفاظ على هذه النعمة واستشعارها يكون بالانتماء الصادق والولاء الحقيقي للدين والوطن.

جاء ذلك في مقدمة كتيب يحمل عنوان (نعمة الأمن في حماية الفكر) الذي صدر أخيراً لمدير المعهد العلمي بمحافظة أملج صالح بن عايد الفايدي. وعالج الكتيب واحداً من أهم الموضوعات المطروحة في الآونة الأخيرة، هو الأمن الفكري.

وتطرق الفايدي في كتيبه إلى عظم نعمة الأمن، وأنها من أهم ركائز سعادة الإنسان في دينه ودنياه وآخرته ومعاشه ومعاده. وأشار إلى معنى الفكر، وبيان النزعات الفكرية، وقال إن الفكر يعني التفكير، وهو إعمال العقل في المشكلة للتوصل إلى حلها. والنزعات الفكرية موجودة منذ الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومنها القديم والحديث؛ فمن الاتجاهات الفكرية المنافقون والخوارج والمعتزلة والصوفية والعلمانية والماسونية والوجودية وغيرهم.

وبيَّن أن من أسباب الافتراق ظهور الفتن والتقليد والاتباع للأمم السابقة وظهور الفساد والغزو الفكري والتفريط والتساهل في القيام بالواجبات الدينية والغلو في الدين. وتناول مصادر الفكر ومغذيه، وهي قسمان: المصادر الخيرة (القرآن والسنة) وما عليه سلف الأمة الإسلامية، وبخاصة القرون الثلاثة المفضلة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع العلماء الراسخين في العلم. والقسم الآخر مصادر الفكر ومغذيه بالشر، ومن ذلك البُعد عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والجهل وعدم الاقتداء بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفَهْم الخاطئ لما دل عليه الكتاب والسنة، واتباع العلماء الجهال الذين ضلوا فأضلوهم.

وأوضح أن من مظاهر الانحراف الفكري الانعزال والانطواء عن المجتمع والكُرْه للمجتمع والتشديد في العبادة والنفرة من العلماء والانغلاق والتسرُّع في إطلاق الأحكام والتكفير وسوء الظن وسوء الأدب مع العلماء وولاة الأمر. ومن مفاسد الانحراف الفكري استبدال الخوف بالأمن ونهب الأموال وهتك الأعراض وقطع السبل وإطباق الجهل ورفعة الجهال ونقص العلم وغربة أهله وغربة الدين وضعفه والجرأة على العلماء وعصيان ولاة الأمر وخلع بيعة الإمام المنعقدة وتشويه صورة الجهاد والإسلام وفرقة المسلمين وغير ذلك من المفاسد.

وتناول الفايدي معالجة الانحرافات الفكرية من خلال التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واتباع هديه واتباع ما كان عليه السلف الصالح، وتقوى الله. وأشار إلى عدد من صور حماية الدول والمجتمع للأمن الفكري، منها المنع من مطالعة كتب الإلحاد والضلال والزندقة والسحر والكتب التي تؤدي إلى الانحلال والفساد، ومنع بعض الدول رعاياها من السفر إلى الدول الشيوعية، ومنع بعض المحطات الفضائية من تقديم برامج السحر والشعوذة، وحجب المواقع المروجة للإباحية، وتنقيح كل الأعمال الفنية والثقافية من كل ما يخالف العقيدة أو يخدش الحياء ويتنافى مع الفضيلة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد