Al Jazirah NewsPaper Friday  08/01/2010 G Issue 13616
الجمعة 22 محرم 1431   العدد  13616
 
دعا إلى وضع سياسات تخدم مصالح البحرين ونبذ الطائفية
ولي عهد البحرين: للمملكة الحق في الدفاع عن حدودها

 

المنامة - الجزيرة

استبعد ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن يكون هناك حل عسكري للأزمة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، لكنه أعلن عن استعداد بلاده لمشاركة السعودية في حربها للدفاع عن حدودها ضد المتسللين من الحوثيين.. وقال الأمير سلمان إن للسعودية كامل الحق في الدفاع عن أراضيها ضد تسلل الحوثيين.. مشيراً إلى أن هذا «حق مشروع من الأمم المتحدة».. وأضاف أن السعودية بحكم وزنها وثقلها وعمقها الإستراتيجي «جاهزة للتعامل مع هذا الواقع».

واعتبر أن الحسم العسكري من شأنه حل مشكلة تسلل الحوثيين عبر الحدود السعودية، إلا أن مشكلتهم داخل اليمن تحتاج إلى حل سياسي على اعتبار أن الحل العسكري وحده غير قادر على إنهاء المشكلة من جذورها.وجاءت تصريحات ولي عهد البحرين لبرنامج «مقابلة خاصة» مع جزيل خوري الذي يبث في الساعة 11 من مساء الجمعة بتوقيت السعودية.

الشعب يغيِّر الحكومة.. أم الحكومة تغيِّر الشعب؟!

ورداً على الانتقادات التي وجهها البعض من أن «الشعب عادة يغير الحكومات ولكن في البحرين الحكومة تغيّر الشعب» بخصوص ما أُشيع عن عمليات تجنيس للمسلمين السنة، قال الأمير سلمان إن هذه «الإشاعات مبالغ فيها»، وأوضح أنه ليس هنالك دولة «لا يُوجد فيها تجنيس بحكم احتياجاتها»، مشيراً إلى أن هذا الأمر بات حساساً في البحرين بسبب ما أُثير حول «إعادة توازن طائفة ضد طائفة».

ولم يستبعد ولي العهد حصول تجاوزات في نظام التجنيس بحكم أنه «ليس معصوماً عن الخطأ»، وأكد على أهمية وضرورة «إعادة النظر في سياساتنا ووضع سياسات تخدم مصالح البحرين وليس مصلحة فئة على فئة أخرى».

وقال إن «مصلحة البحرين هي أن نخلق مجتمعاً عادلاً تنافسياً قادراً على الاستدامة، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم بعيداً عن الطائفية».. وأضاف إن «القيادة في البحرين قادرة على خلق التوازن الذي يسمح بالعيش في مكان واحد وبيت آمن».

وأوضح أن البحرينيين تعايشوا في سلام لمئات السنين رغم وجود بعض المشاكل البسيطة التي حدثت سابقاً بين «الجيران أو القرى أو المدن» وتمكنت السلطات البحرينية من التغلب عليها، معتبراً أن «هذه الحوادث أمر طبيعي وتحدث في جميع أنحاء العالم».

طاولة الحوار الوطنية

وقال ولي عهد البحرين إن هنالك حواراً وطنياً دائماً في البحرين من خلال اجتماعات عديدة بين المسؤولين والقيادات في المدن والقرى بين ممثلي الشعب والأعيان وكبار رجال الدين.

ورفض الأمير سلمان الاتهامات التي يوجهها المغرضون لشيعة البحرين، وقال إن «الشيعة مذهب من مذاهب الإسلام» ويختلف معه «السنة في طريقة الاستنباط والأحكام من الشريعة فقط»، وأضاف أما «الاتهام بإخلاء ثوب العروبة ولبس ثوب آخر إيران أو غير إيران فقط لأننا اختلفنا معهم» أمر مرفوض.. وقال «ثمة ناس من السنة يتبعون أفكاراً موجودة في المنطقة من قبل إيران أو من قبل العراق أو الصين أو روسيا أو أمريكا»، وأوضح: «نحن لا نربط فكراً سياسياً معيناً بمذهب وهذا خطأ كبير، فالسياسة آنية والمذاهب والدين دائم».

دور ولي العهد

على الصعيد الداخلي، تحدث الأمير سلمان عن دوره في رئاسة مجلس التنمية الاقتصادية، وقال إن «المسيرة الاقتصادية لم تبدأ بي.. بل بدأت بجهود كثيرة من قبل مسؤولين سبقونا في هذه المسؤولية».

وشرح مبادئ رؤيته التي تتمثَّل في غرس 3 عناصر أساسية: التنافسية، لأن التنافس هو الذي أوصل الناس إلى الابتكار، والعدالة، لأن التنافس بدون عدالة يؤدي إلى فروقات كبيرة على المستوى المعيشي، والاستدامة، لأن ذوي الحاجة الفعلية هم الذين يجب أن يحصلوا على الدعم المطلوب.. أما «إذا حصل الغني والفقير على نفس الدعم فهذا يعني أن حصة الأسد من الدعم تذهب للأغنياء».

وأُنشئ مجلس التنمية الاقتصادية عام 2000 بمرسوم وكان تابعاً لمجلس الوزراء قبل أن يتم تعديل صلاحياته واختصاصاته لاحقاً وفقاً لقوانين أصدرها ملك البحرين في العام 2002 و2005.. وذلك مع تعيين ولي العهد رئيساً للمجلس.. ومن ثم منح المجلس استقلالية إضافة إلى صلاحيات التخطيط الاقتصادي والإستراتيجي.

وقال الأمير سلمان إن الأزمة العالمية لم تؤثر على البحرين كثيراً، مشيراً إلى أهم إنجازات مجلس التنمية الاقتصادية في توفير فرص العمل وتقليل نسبة البطالة لدى البحرينيين.

وتحدث الأمير سلمان عن إنجازات فترة رئاسته للمجلس قائلاً إن «نسبة النمو الاقتصادي تضاعفت وتم دمج الإشراف على القطاع المصرفي والمالي وتحرير سوق الاتصالات وتوفير خدمات بأسعار أقل وبنوعية متعددة، جذب استثمارات كبيرة إلى البحرين في مجالات القطاع البنكي والتأمين وبعض الصناعات في مجال صناعة الألمنيوم وتخصيص ميناء خليفة الجديد الذي سيتم ربطه بمنظومة الجسر والمطار، وإنشاء صندوق تمكين لدعم المواطن البحريني في التدريب».

الحوار مع إسرائيل

وتوضيحاً للمقال الذي نشره في «واشنطن بوست» يوليو الماضي، وتحدث فيه الأمير سلمان عن أهمية الاستثمار في الإعلام ومخاطبة الشعب الإسرائيلي بشكل المباشر لتحقيق السلام، قال إن القضية الفلسطينية قضية عادلة.. ولا ينبغي أن نخاف من الدفاع عن الحق الفلسطيني أمام الإسرائيليين.. وقال إن مقاله يتحدث عن «مواجهة العدو ووضعه أمام الأمر الواقع أن هنالك عرباً يريدون السلام ولا يوجد شريك لهذا السلام».

وأوضح أن البحرين تعترف بالشرعية الدولية وتلتزم بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنباً إلى جنب، ولم يستبعد الظهور في التلفزيون الإسرائيلي «بهدف معين وفي الوقت المناسب».

واعتبر أن مهمة العرب الآن هي مساعدة الفلسطينيين على «لمّ الصف والعودة للأسرة الواحدة وإخوانهم العرب».




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد