لم ألتقه كثيرا أو أعمل معه عن قرب لأعرف عنه أكثر مما أقرأ أو تكون عيناي صورة عنه، |
لقاءاتي به أكاد أحصرها في مرتين أو لعلها ثلاثة، الأولى في عرينه صحيفة الجزيرة حين قمت بزيارة للمجلة الثقافية ورحلة عذبة في أركان الصحيفة مع الزميل عبدالحفيظ الشمري، الثانية حين حل ضيفا على برنامجي الثقافي مرافئ وشريكا للروائي والتشكيلي المغربي محمد الشهدي في حلقة كان الكتاب والقراءة محورها، ثم عبر فكره على رفوف مكتبة بيسان في بيروت في إحدى جولاتي في هذه المدينة التي أعشق وأتردد عليها حين أشتاق رفقة الفكر والبحر. |
إصدارات عديدة كانت تملأ رفوف دار بيسان للنشر والتي شعرت وأنا فيها بأنني بين المبدعين من مملكتنا الغالية لكثرة ما تعج به من فكرهم وكتبهم.. وقد كنت بين الكتب كما الفراشة في حقول الزهر والنور.. أحتار أي زهرة سأرشف من رحيقها وأي نور سأصطلي به. |
.. رحلة ملك.. مع بروق الخير في رحلاته.... رؤيتي الصحفية.. مشاركات منبرية.. العواصم الإسلامية بين حلب وطاشقند ثم عيناي تدمعان. |
لعل ما كتبه هذا الرجل واهتم به هو جزء من توثيق نضال ومسيرة رجال هذا الوطن وقادته يدفعه إلى هذا مواكبته والتصاقه بهم سواء في المملكة من خلال انخراطه لعمل الصحفي أو في الرحلات والمناسبات المختلفة خارج الوطن بمهمة رئيس تحرير صحيفة رائدة في المملكة العربية السعودية، وقد كان حضور هذه الكتب على رفوف المكتبة البيروتية والتي توجت عاصمة عالمية للكتاب هذا العام لفكر نتشرف بتحليقه في فضاءات العالم. |
ولأنني من الحزن أغمس حرفي.. ومن الحزن حنجرتي والرحيل المر زوادة هذا الحزن ودمعه، لذا كان هذا الكتاب نافذة إلى ذاكرة مؤلفه، ذاكرة استلهمها من أحداث جسام مرت به ومن مواقف دمعت فيها عيناه، ذاكرة يؤلمها الغياب كلما شعر صاحبها بالشوق والحنين لأناس مضوا لكنهم تركوا فيه عميق الأثر. |
هي مقالات كان أطل بها في صحيفته.. منذور فيها للحزن والغياب والوفاء.. |
الكثير من العناوين استوقفتني وأثارت بي ما أثارت.. والكثير من الشخصيات التي رحلت وبقي أثرها فينا حتى اللحظة.. ملوك ورؤساء وقادة ورجال دولة.. وشهداء واجب.. ومن هؤلاء أيضا والد وولد.. وشاعر وحبيب كان رثاؤهم دمعا وحبرا وذكرى فليسامح الله خالد المالك على ما حرك بي وبقارئتي كتابه (عيناي تدمعان) من الحزن والشجن لرحيل قامات كان من الأجدر أن نتوقف أمام ما قدمته ولذكراها نقدم التحية والوفاء ولا ضير من بعض البوح والدمع علنا نغسل ضبابة الحزن وننشد القليل من الراحة في القليل من الدمع. |
|
حديقة الغروب للدكتور غازي القصيبي : |
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ |
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟ |
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت |
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟ |
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا |
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ |
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ |
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ |
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا |
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري |
|