Al Jazirah NewsPaper Monday  04/01/2010 G Issue 13612
الأثنين 18 محرم 1431   العدد  13612
 
عذاريب
الإنضباط إلى أين؟!
عبد الله العجلان

 

كلما استبشرنا بصدور قرارات واتخاذ خطوات رسمية تهدف إلى تطوير الكرة السعودية والخروج بها من أزمات تعثرها، جاءت إحدى اللجان لتعيدنا إلى نقطة الصفر وتضعنا أمام أزمة ثقة جديدة وحالة احتقان صعبة ومزعجة يصعب احتواؤها.

ليس مهماً بل قد يبدو منطقياً أن تتخذ لجنة الانضباط قراراً بمعاقبة لاعب الهلال الروماني الدولي رادوي لو كان قراراً مبنياً على لائحة واضحة وعادلة سارية على الجميع، أو لو أن اللجنة تعاملت مع أحداث وأخطاء سابقة بذات الحزم والقوة.. لكنها للأسف أحرجت نفسها وكشفت سوء إدارتها وتناقض قراراتها، والأخطر من ذلك أنها تظهر وتختفي بطريقة انتقائية تثير حولها التساؤلات وأيضاً التفسيرات والانتقادات المشروعة، في وقت لا تستطيع فيه تبرئة ساحتها وإقناع الآخرين بصحة قراراتها وتبرير فداحة تناقضاتها.. الأكثر إحراجاً وتعرية وتأكيداً على عدم انضباطية لجنة الانضباط هو أن يقوم نادي الهلال برصد وتقديم وثائق مصورة تكشف حقيقة اللجنة وتدين تصرفاتها بالأدلة والبراهين وليس بكلمات عاطفية وتنظيرات انفعالية، الأمر الذي يجعلنا نطالب بإعادة النظر ومراجعة هيكلة اللجنة، وضبط إدارتها ولوائحها واختيار الأسماء القادرة على أن تكون بمستوى ومعنى وقيمة وأهمية الانضباط كمبدأ حضاري وتربوي يساهم في تطوير الكرة السعودية بدلاً من تدميرها والإسهام في تراجعها وتوسيع دائرة همومها ومشكلاتها..

ما الحكاية؟!

من حق الجميع هنا في المملكة أن يعرفوا أسباب وأسرار وملابسات تحول حقوق النقل الحصرية للدوري السعودي من شبكة (ART) إلى قنوات الجزيرة في قرار مفاجئ ودون إيضاحات من أي جهة معينة بهذا الأمر، بل الأغرب أن يحدث ذلك وسط تأكيدات من وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب عبدالله العذل بأن حقوق النقل ما زالت في عهدة وتحت سيطرة واستحواذ (ART)، على الرغم من أن هذه لم تعد تمتلك سوى قناة واحدة (7)، وانتقال القنوات المخصصة للدوري السعودي إلى بقية قنوات الجزيرة التي بدأت بنقل ما يحلو لها من مباريات دوري زين ودوري الدرجة الأولى والمسابقات المحلية الأخرى. في شأن إعلامي وجماهيري مهم وحساس كهذا له علاقة مباشرة بحقوق الأندية والجماهير والمشاهدين عموماً لابد من توضيح كافة الأمور صغيرها وكبيرها في الوقت المناسب وبصورة تجعلنا نطمئن ونثق ونفهم حقيقة ما يجري ويدور على حسابنا ونحن آخر من يعلم.!

نصر بلا أوهام

فاز النصر لأنه الأفضل في كل شيء، وخسر الهلال لأنه لم يقدم ما يتوافق مع صدارته فظهر كفريق آخر عاجز عن مجاراة تفوق وروح وإبداع وحيوية خصمه النصر.. ما يهمني هنا هو أن المباراة جسدت لنا حقيقة لابد من إيضاحها والاستفادة منها في قراءة وفهم الواقع الكروي وتحديداً باتجاه نادي النصر وفرق أخرى ورطت نفسها لسنوات في بناء أوهام وقناعات لا وجود لها واختلاق أعذار للهروب من الواقع إلى حيث المزيد من الإحباط والإخفاق والمعاناة المتجددة والمتفاقمة في إيقاعها وتأثيرها السلبي حاضراً ومستقبلاً.

في اللقاء الأخير تخلص النصر من خداع نفسه وجماهيره باختراع حكاية التحكيم تارة وترديد أسطوانة ظلم الإعلام تارة أخرى، وكذلك الانقياد وراء عقدة الحظ العاثر، وتفرغ لتقديم المستوى الذي يؤهله للتفوق ويمنحه الفوز وأغلى انتصار فتحقق له ما يريد في ظروف وأجواء هو من صنعها بعد أن غابت عنه وكانت في تقديري السبب الرئيسي في ابتعاد النصر خلال السنوات العشر الأخيرة.

فوز النصر انتصار لفكر وقرارات الأمير فيصل بن تركي، وخصوصاً فيما يتعلق بموقفه الداعم لمدير الفريق الخبير والخلوق سليمان القريني، وفي عدم استعجاله ورفضه لآراء الجماهير وبعض الإعلاميين الذين طالبوا غير مرة بإبعاد المدرب ديسلفا، إضافة إلى غربلة الفريق وتجديد دماء الكثير من عناصره.

يثبت الأمير نواف بن محمد في أكثر من مناسبة وبطولة وإنجاز أنه إداري حيوي وقيادي من طراز نادر وخبير فذ في سائر الفنون والشؤون والهموم الرياضية.

كعادته كان الأمير عبدالرحمن بن مساعد واضحاً ومنطقياً ومقنعاً في تعليقه القوي والمثير على عقوبة رادوي.

بقيادة الشهم الكريم المبادر الشيخ علي الجميعة أجزم أن أعضاء شرف الطائي وبمثل مواقفهم الدائمة والمشهودة سيكون لهم وقفة وفاء وعطاء ودعم لإدارة الطائي التي باتت اليوم أكثر تنظيماً وبذلاً وجهداً واستقراراً وفي طريقها لتحقيق نجاحات جديدة تسعد الجماهير الطائية.

لأنه القدوة والنموذج قبل أن يكون النجم الذهبي اللامع.. يستاهل نواف التمياط ما حظي به من حب وتقدير واحتفاء.

أتعاطف كثيراً مع الراقي فهد المطوع الذي كان من أبرز أعضاء شرف الرائد الفاعلين مادياً ومعنوياً وعندما أصبح رئيساً يحتاج دعمهم ومؤازرتهم خذلوه..!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد