في الأسابيع الماضية، فرح الهلاليون ومعهم كل الرياضيين بمناسبتين تاريخيتين.. الأولى: أن يكون الهلال ضيف الملك، وما أعظمها وأبهجها من مناسبة، قائد المسيرة الوطنية المباركة يهنئ مؤسسه ورؤساءه بمنجز تفوق، والمتمثل بحصولهم على لقب (نادي القرن الآسيوي). المناسبة الثانية: عودة سلطان، أمير الإنسانية المحبوب سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن الغالي مكللاً بالصحة والعافية.. والهلاليون يفخرون ويتفاخرون أن نادي القرن الآسيوي.. يحمل لقب البطل لكأس سموه الغالي.
استقبل الملك عبدالله في مجلسه العامر، مؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد ورئيسه الحالي عبدالرحمن بن مساعد ورؤساء النادي السابقين، حيث تشرفوا بتهنئة الملك لهم بتتويج الهلال (نادي القرن الآسيوي)، وهو إنجاز رياضي يسجل باسم الوطن السعودي الطاهر.
الرعاية الملكية الحميمة للمجدين والمنجزين من الرياضيين السعوديين ما هي إلا امتداد لرعاية الملك عبدالله الدائمة والمعتادة مع كل المجدين والمنجزين في أية ميدان من ميادين التنمية والعطاء الوطني، ويحقق ما يفخر ويفاخر به الوطن الغالي.
وعندما يستقبل (الملك الرياضي) الرياضة السعودية ممثلة في هذه المناسبة التاريخية بنادي (الهلال) إنما هو تأكيد على حرص الملك -حفظه الله- على تشجيع داعم الإنجاز الرياضي السعودي واعطاء دفعة معنوية محفزة لمزيد من البذل والعطاء النافع للفرد والوطني، وإكباراً لقيمة وأهمية الرياضة للفرد والمجتمع.
والملك عبدالله رياضي منذ النشأة فهو المولع منذ صغره برياضة الفروسية تاج الرياضة العربية. ومارس ركوبها، وسابق بها، وخاض منافسات عامة، وحصل على جوائزها في عهد الملك عبدالعزيز، والملك عبدالله مرجع في علوم الفروسية فهو ذو معرفة واطلاع واسع في كل ما يتعلق بالخيول العربية الأصيلة، حسب ما يؤكده المهتمون في هذا الجانب وأصحاب الدراية في علوم الخيل والفروسية في داخل المملكة وخارجها.
الفنان التشكيلي السعودي ضياء عزيز ضياء رسم أكثر من صورة للملك عبدالله وهو يمتطي جواداً وسط العرضة. يقول ضياء عن الملك عبدالله: (عندما يكون راكباً على الحصان يعطي انطباعاً قوياً بفروسيته بما يتناسب مع شخصية القائد، أحب ومارس الفروسية منذ كان صغيراً).
ويجول في الذاكرة وأنا أتأمل هذا القول، ما يذكره (العمري) عن عمر بن الخطاب الخليفة الراشد أنه يأخذ بيده اليمنى أذن فرسه اليمنى وبيده اليسرى أذن فرسه اليسرى ثم يجمع جرافيزه (جسمه) ويثبت، فكأنما خلق على ظهر فرس. في دلالة تأكيدية على فروسية الخليفة العادل وولعه بممارسة الرياضة الأولى عند العرب وامتلاكه للقدرة البدنية التي تعينه على تحقيق براعة الإجادة والقدرة. وهو نفس الأمر الذي يؤكده (البيهقي) عن الإمام الشافعي ومدى فروسيته وحبه لممارسة هذه الرياضة النبيلة، حيث كان والفرس يعدو يثب عن ظهره في إظهار لبراعة الإجادة والقدرة.
ومنذ أن كنا صغاراً لا نمل من تأمل صورة الأمير عبدالله (آنذاك) وهو ممتطٍ لجواد عربي أصيل بلباسه العربي الأبيض، مجسداً لصورة الفارس العربي الذي لا تنجبه إلا جزيرة العرب مهد الفروسية الأولى، تتأمل في الفارس النجيب عمر بن الخطاب والملك عبدالعزيز وفرسان العرب في التاريخ، وصهيل حصان امرئ القيس (الجوني) يزيد الصورة تجلياً واعتزازاً وفخراً وحباً بالفارس العربي الحقيقي عبدالله بن عبدالعزيز، مؤسس الفروسية السعودية الحديثة المحققة لأول ميدالية ذهبية أولمبية في تاريخ الرياضة السعودية.
والملك عبدالله رياضي متعدد الممارسة لعدد من المناشط الرياضية، فهو ممارس منتظم لرياضة المشي، وهي أم الرياضة عند العرب، وأول منشط رياضي مارسها الإنسان لطبيعتها الفطرية الإنسانية، لذا فهي أنفع الرياضات على الإطلاق، ولذلك نصح رسول الله من جاءه يشكو كسله ووهن بدنه: عليك بالنسلان، والنسلان من أنواع المشي الـ137 التي عرفها العرب، وهي مشية الذئب، والتي هي طريقة المشي الجاد المتحفز في خطوة وهي التي يمارسها عادة ممارسي رياضة المشي ذات المنافع اللياقية والصحية.
وكنت قد كتبت مقالة سابقة عن الملك عبدالله والرياضة، عنونتها ب(الملك الرياضي) وهو نفس العنوان الذي حملته مقالة الأديب العربي الكبير عباس محمود العقاد عندما كتب مقالة عن الملك عبدالعزيز التقط فيها الجانب الفروسي والرياضي في شخصية الملك المؤسس واهتمامه بالرياضة العربية حملت عنوان (الملك الرياضي).
و(الملك الرياضي) هو نجل (الملك الرياضي)، فلا غرابة أن يكون ملوك جزيرة العرب السعودية ملوكاً رياضيين. فهم نتاج أرض تاريخ وثقافة وجغرافيا الفروسية العريقة، التي ظهر في بطاحها أول رياضي في التاريخ عرفته البشرية سيدنا إسماعيل عليه السلام أول من روّض الخيل وركبها وسابق عليها في بطاح مكة ووديان الحجاز.
أعود وأقول.. كتبت مقالة عن الملك عبدالله الرياضي استعرضت فيها شيئاً عن علاقة هذا القائد العظيم بالرياضة، هيّج حافز التدوين، الصور التي نشرتها وسائل الإعلام للملك وهو يمارس لعبة (القذة) العربية العريقة بصيغتها الحديثة المعاصرة التي تحمل مسمى (البولز) يمارسها حفظه الله مع ضيوفه من قادة ومسؤولين بالإضافة إلى عدد من الأمراء والوزراء والأبناء، كأنما يحثنا نحن المجتمع السعودي أن نشيع ممارسة المنشط الرياضي لما فيه من منافع بدنية وصحية وترويحية تعين الفرد على مزيد من النشاط والحيوية في عمله الدنيوي والعبادي.
والحديث يطول ويعجز، فيما يتعلق بالجانب الرياضي للملك عبدالله وسأبذل ما أستطيع من جهد لتدوينه ونشره في مقالات قادمة بمشيئة الله، تستجلي الجانب الرياضي لدى شخصيات تاريخية مؤثرة في تاريخنا العربي كعمر بن الخطاب وهشام بن عبدالملك والإمام الشافعي وابن القيم وابن سينا وغيرهم. أنا الآن أعكف على إنجاز مؤلف بحثي عن تاريخ الرياضة في المجتمع العربي المسلم منذ أن دشّن رسول الله أول فعالية رياضية في تاريخنا أسست لمبادئ الرياضة السامية التي يسرت على المجتمعات الإنسانية فيما بعد أن تنتج الرياضة الحديثة التي تمارسها مجتمعاتنا المعاصرة.. الآن.
والملك عبدالله له أبناء وأحفاد رياضيون ممارسون، فالأمير خالد من رموز الكرة السعودية الراهنة.. وحقق قفزات جريئة في مسيرة الكرة السعودية من خلال النادي الذي لعب فيه وترأس إدارته. يكفي سموه إنجازاً أنه أول من دشّن الخطوة الشجاعة والتاريخية في جلبه لأساطير التدريب العالمي للنادي السعودي ممن هم بقامة ومكانة تيلي سانتانا مدرب منتخب البرازيل في عز مجده وطازجية تدريبه للمنتخب الخرافي للبرازيل في أوائل الثمانينيات الميلادية، وما من كروي إلا وسيختار منتخب البرازيل في مونديال 1982 كأمتع فرقة كروية لعبت الكرة.
وبالإضافة إلى سانتانا هناك ديدي الداهية وغيرهم من مدربين ولاعبين أضافوا للكرة السعودية وساهموا في تطورنا وتجاوزها مرحلة ظلت قابعة فيها دهراً طويلاً، ولعل آخر ما فعله الرجل الرياضي الهام في مجال الريادية الشجاعة تأسيسه لأكاديمية النادي الأهلي للبراعم. يكفي الرياضي الأمير خالد نجل الملك أنه نموذج للرجل المتواضع والمتبسط في حياته ومعاشه، ينبوع دماثة ولطف في أخلاقه وطباعه حتى جعله مدرج الرياضة السعودية في موقع متفرد من التقدير والاحترام.. والحب الصدوق.
والأمير متعب بن عبدالله رياضي منذ صباه، متعدد المواهب والممارسة الرياضية.. وقد شاهدته في ريعان شبابه لاعباً صلباً، وباقة زكية من الروح والأخلاق الرياضية للفارس الذي يقتدى به، الأمير متعب له أيادٍ معاينة في النهوض برياضة الفروسية ودعمها، وهو المولع والعاشق المتيم بها، إلى درجة أن أهدى لرياضة وطنه فارساً رياضياً دولياً في الفروسية، نجله الأمير عبدالله المشهود له بأخلاقيات الفارس العربي النبيل، وطبائع الرجال الفرسان التي لا تصطنع ولا تشترى، إنما هي نتاج تربية بيئة بيت يفيض بمكارم الرجال ومراجل الفرسان، وهي صفة جنينية تتواجد نعمائها في أبناء (الملك الرياضي).. أمد الله في عمره.
والأمير متعب بن عبدالله هو الرائد والمؤسس الفاعل لرياضة التنس الأرضي وأحد روادها اللاعبين الأوائل في المملكة.
الحضوة الملكية التي ترعى الرياضة السعودية في نشاطاتها وفعالياتها وإنجازاتها ما هي إلا انعكاس حقيقي وصادق لإدراك الملك عبدالله ووعيه البصير بقيمة وأهمية الرياضة للناس وللبلاد، وهو عندما يحتفل مع الرياضيين بإنجازاتهم إنما هو تأكيد على الرعاية المحفزة لمزيد من العمل النافع والمحقق لرفعة قيمة الوطن الغالي.
فرح النادي الكبير، وفرحه لا يتوقف، وقد فعل الهلاليون إنجازهم التاريخي الذي لا يموت، ليشتعلوا مزيداً من الفرح على الفرح وقد استضافهم ملك الوطن مهنئاً ومحفزاً وسعيداً بأن يكون النادي الرياضي السعودي هو (نادي القرن الآسيوي).
كأني بالهلاليين وقد حققوا منجزهم التاريخي يزفون فخرهم القاري.. منجز شكر وامتنان لوطنهم الذي قدم للرياضة والرياضيين أندية ولاعبين الكثير الكثير، وعربون حب وولاء لمليكهم المفدى عبدالله بن عبدالعزيز الذي يتباهى مدرج الملعب الرياضي السعودي أنه يحمل أكبر حشد من أفراد الشعب يهتفون في مكان واحد ويصفقون ويفرحون ويلوحون ليد الملك التاريخي عبدالله بن عبدالعزيز حين تلوح لهم تحية ومشاركة في كل حضور يقام تحت رعايته.
بش الوطن السعودي، سروراً وفرحاً، بعودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتحولت الجغرافيا السعودية إلى جسد واحد ينبض بالحب لأمير الإنسانية والشهامة، معبراً عن احتفاله بعودة حبيب الشعب إلى شعبه.
والرياضة السعودية تنحني شكراً وعرفاناً لرعاية ودعم سموه لها، ويكفي أن الرياضة في القوات المسلحة السعودية ظلت الرافد المعين بسخاء لمعظم الألعاب الرياضية على مستوى المنتخبات الوطنية أو الأندية الرياضية. والراصد للنشاط الرياضي في مختلف تشكيلات القوات العسكرية يدرك ما لهذا النشاط من دور في رعاية وتدشين كثير من الألقاب والمناشط الرياضية إلى المملكة بفضل التجهيزات والإمكانيات الرياضية المتوافرة في كليات ومعاهد عسكرية، ومدن عسكرية، من ملاعب وصالات رياضية لمختلف الألعاب الرياضية العديدة. فمعظم اللاعبين الرياضيين وفي مختلف الألعاب الرياضية قدمتهم الملاعب الرياضية في القوات المسلحة للأندية والمنتخبات، ومعظم النشاطات الرياضية للأندية السعودية تحتضنها ملاعب وصالات تابعة لوزارة الدفاع.
هذا الاهتمام بالجانب الرياضي في قطاعات وزارة الدفاع يأتي ضمن الرعاية الكاملة والمتكاملة التي يقوم بها الأمير سلطان وأدرك ببصيرته حفظه الله بأهمية وقيمة الجانب الرياضي في حياة العسكري، فكان للقطاع العسكري الأسبقية والريادية المبكرة في توافر البنية الرياضية الأساسية من ملاعب وصالات وتجهيزات ومنظومات تدريبية وإدارية كانت خير عون ورافد لتأسيس حركة رياضية سعودية قادرة على النجاح والتقدم.
والتاريخ الرياضي السعودي سيتوقف كثيراً عند المساهمة الفاعلة والمؤثرة للأمير سلطان بن عبدالعزيز في دعم وتشجيع وتأسيس الرياضة السعودية الحديثة، من خلال كونه وزيراً لوزارة الدفاع والطيران التي لها أفضال لا تعد ولا تحصى على الرياضة السعودية لكونها الرافد الذي وفر بنية رياضية أساسية لا أدري كيف كان سيكون حال وأحوال الرياضة السعودية في غيابها.
في الدول الأخرى يعيش القطاع العسكري منعزلاً عن بقية القطاعات ولا تواصل له مع المجتمع، لكن في القطاع العسكري الذي تديره عقلية ببصيرة وتفوق سلطان بن عبدالعزيز لا يحدث مثل هذا الواقع المعزول حيث سخرت إمكانات وقدرات القطاع العسكري في خدمة الشعب، فإذا كانت المستشفيات العسكرية الأكثر تطوراً في تجهيزاتها وإمكانياتها الطبيعية فتحت خدماتها أمام كل الناس، منذ وقت سبقت فيه الخدمة الطبية المتوافرة في البلاد، فإنما أيضاً وضعت ملاعبها وصالاتها وتجهيزاتها الرياضية المتطورة والوحيدة في وقت الحاجة آنذاك في خدمة اللاعب والنادي والمنتخب السعودي في مختلف الألعاب والمناشط الرياضية.
هذه الجاهزية والأسبقية التي تمتاز بها قطاعات وزارة الدفاع والطيران ما هي إلا نتاج الرجل القائد الذي خرج الوطن السعودي فرحاً بعودته معافى.. وهذا فضل تشكر الرياضة السعودية ربها عليه.
والحديث عن أفضال الأمير سلطان على الرياضة السعودية يطول ويتعدد، لكن لن أفوت ذكر فضل عظيم يقدمه بيت سلطان بن عبدالعزيز للرياضة السعودية، واحة الخير وفضائل أخلاق الرجال، ومن من الرياضيين السعوديين لا يدرك ما قدمه الأمير فهد بن سلطان للرياضة السعودية في أهم مراحل تأسيسها الحديث وستظل ذاكرة الرياضة السعودية محتفظة للأمير الرياضي بذله وعطاءه المؤثر للحركة الرياضية السعودية، حيث كان الأمير فهد الساعد الأيمن المؤثر للأمير فيصل بن فهد، بل كان سموه المسؤول الرئيس في فترات هامة عن الكرة السعودية ومنتجاتها، والصانع لمنجزات وطنية يتغنى بها تاريخ الكرة السعودية، والأمير فهد هو المؤسس الحقيقي لرياضة ألعاب القوى في المملكة والذي تولى رئاسة اتحادها منذ وقت مبكر عندما تأسست اللجنة الأولمبية الرياضية السعودية مدشنة للحركة الرياضية السعودية الحديثة.
الحديث عن الأمير فهد خصب، لعلي أبقيه إلى مقالة مستقلة وبالذات فيما يتعلق بمناسبة رياضية هامة، أصنفها في خانة (الرياضة والسياسة)، وأقصد خدمة الرياضة للسياسة، كوسيلة تحقق التقارب وما فيه مصلحة الأوطان، المناسبة كانت أول لقاء رسمي سعودي - صيني شهدته كوالالمبور الماليزية إبان خوض المنتخب السعودي لمباراتين متتاليتين مع الصين الشعبية التي لا ترتبط المملكة معها بعلاقات دبلوماسية آنذاك، المباراتان ضمن تصنيفات كأس العالم لمونديال إسبانيا 82م، زار الأمير فهد بن سلطان كأول مسؤول سعودي رفيع المستوى السفارة الصينية في العاصمة الماليزية تلبية لدعوة من السفارة التي تقيم حفلاً رسمياً بمناسبة هاتين المباراتين، كنت من ضمن مَن دعاهم الأمير فهد للحضور، بالإضافة إلى السفير وأركان السفارة السعودية في كوالالمبور إلى جانب الزميل محمد النوفل رئيس القسم الرياضي بجريدة الرياض يمكن اعتبار سموه (كيسنجر) السعودي نسبة لكيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في زمن نيكسون مبتدع سياسة (الخطوة خطوة) التي كانت خطوتها الأولى إقامة مباراة رياضية بين أمريكا والصين في لعبة التنس الطاولة. الصينيون احتفلوا بالضيف العربي السعودي بشكل متميز، والحفاوة المتميزة التي حظي بها هذا الأمير النبيل في ماليزيا تجسدت في الاستقبال الجماهيري في ملعب الكرة للأمير الذي ارتدى لباسه العربي الوقور ليكون حديث الجميع طوال فترة الشهر التي قضاها المنتخب السعودي في رحاب كوالالمبور.
حبا الله الأمير فهد بن سلطان محبة كل ما تعامل معه، لطفاً ودراية وجدارة، فهو مجموعة من الرجال في رجل همة ونشاط وإنتاج.. قد أكون منحازاً لهذا الإنسان الكريم لمودة وتقدير وإعجاب أكنها في دواخلي لسموه الجليل. والأمير خالد بن سلطان هو النجل الأكبر لأمير الإنسانية والجود، ورغم مشاغل المسؤولية العسكرية التي تأخذ جل جهد ووقت سموه، إلا أن من حسن طالع الرياضة السعودية أن تحظى بقدر من الاهتمام بها لدى الجنرال العسكري أحد أبطال حرب تحرير الكويت الشهيرة والقيادي الكبير في المنظومة العسكرية السعودية، فالأمير خالد مفتون بالخيل حتى بات يصنف أحد كبار ملاكها على مستوى العالم، وقد حصدت اصطبلاته جوائز دولية قلما حصلت عليها كيانات رياضية عربية مهتمة بالخيل.
يكفي الأمير خالد أنه الداعم الكبير لأقدم أندية العاصمة السعودية (الشباب) الذي قلب الأمير أحواله المتواضعة إلى نادٍ رياضي يشكل الضلع الرابع لأهم أندية الرياضة السعودية في مختلف الألعاب الرياضية إلى جانب الهلال والاتحاد والأهلي.
وشجرة سلطان المباركة، مملوءة بالثمار الناضجة النافعة، تطرح خيرها وجودها لما فيه خير الوطن، وبالنسبة لخدمة الرياضة فقد حبا الله الرياضة السعودية من أنجال الأمير سلطان من دعم ورعى النشاط الرياضي. وما استفادة الرياضيين من خدمات مدينة الأمير سلطان الطبيب الأكثر تطوراً على مستوى العالم، إلا جزء من أوجه العطاء الخير الذي انتفع به الرياضيون السعوديون علاجاً وتأهيلاً. وفي هذا الصدد يجب أن يثمن جهد مشكور يقدمه الأمير فيصل بن سلطان المشهود له بالبذل والعطاء في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية العديدة. الأمير فيصل رياضي من الطراز الأول ممارسة واهتماماً منذ أن كان طالباً نجيباً يحترمه كل من في المدرسة لمكارم الأخلاق وتواضعه ونبله، وهو الرياضي النموذج في اتزانه وإدراك بصيرته وحصافة رؤاه. يفتخر الهلاليون أن الأمير فيصل بن سلطان الداعم الهام لمعظم الفرق السنية لنادي الهلال أكبر أندية المملكة في عدد الألعاب والمناشط الرياضية والاجتماعية والثقافية ممارسة وحضوراً وتفوقاً. ومن عطايا الأمير سلطان الواهبة للوطن الغالي، رجال أفذاذ من أنجاله تسلحوا بالعلم والمعرفة ومكارم الأخلاق يتفاوتون في خدمة راية بلادهم الطاهرة، والأمير تركي زميل المدرسة المشهود له بالتفوق وحصوله على التراتيب الأولى والتي امتدت حتى الدراسة الجامعية التي مكنته من الحصول على مراتب الشرف بجدارة. الأمير تركي رياضي منذ النشأة، وتشهد نشاطات مراحل الدراسة له بذلك، وهو الآن ركن من أركان الإعلام السعودي الحديث. ومهندس متمكن ومتفوق في صناعة إعلام سعودي يعيش في حقبة العولمة الراهنة، قادر ومقتدر في أن يخدم أهدافه الوطنية بكل نجاح ومصداقية. الأمير تركي أستاذ في الإعلام الحديث المتعدد الوسائل والمنفتح على كل الفضاءات. والراصد لما يحدث في وسائل الإعلام السعودي الآن سيكتشف ذلك أو يعود له الفضل الكبير في تحقق ذلك لما يمتلكه من معرفية علمية متمكنة نهلها من خلال مشوار شاق من التحصيل العلمي والمعرفي والتراكم الخبراتي الثري. من حظ الرياضة السعودية أن أمثال الأمير تركي له ولع باللعبة الرياضية وهذا ينعكس إيجابياً على تطوير تطويرها ودفعها للأمام.