Al Jazirah NewsPaper Monday  04/01/2010 G Issue 13612
الأثنين 18 محرم 1431   العدد  13612
 
من القلب
هدف أستروبيا..ولجنة انضباط الهلال
صالح رضا

 

كرة القدم هي سلسلة متصلة.. متى ما أصاب الخلل إحدى عراها فإن المنظومة بكاملها تهتز وتوهن و تضعف وقد تتشتت وتذوب وتتلاشى.. ومباراة الهلال والنصر يوم الخميس الماضي كان الخلل فيها واضحا.. فالإعداد الإداري كان هو الحلقة الأضعف للفريق الهلالي.. وهو سبب النكسة المؤقتة التي أصابت الهلال في لقائه مع النصر في مباراة الديربي.

وسأطرح رأيي بصراحة.. فأني أتعجب من توقيت سفر سمو رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد مع توقيت إقامة مباراة الديربي التي تحتاج لإعداد خاص وحضور فعال.. فهي لا تخضع لمنطق القوة والضعف.. وإنما الإعداد الناجح هو الأهم وهو الفيصل في مباريات الديربي.. سواء ديربي العاصمة الرياض أو أي ديربي في العالم.

إن سفر رئيس النادي (أي نادي) في وقت يتزامن مع مباراة ديربي.. قد يحمل رسالة سلبية.. وقد تصل للاعبين وتصيبهم بإعياء نفسي وشرود ذهني يسيطر عليهم قبل وأثناء وبعد مباراة الديربي.. فأخطاء الرجل العظيم عادة مثل كسوف الشمس وخسوف القمر.. الكل يراها.

النصر سجل هدف (أوستربيا) ولم يكن يخطر ببال أكثر النصراويين تفاؤلا أن يسجل هدف بتلك الطريقة الركيكة.. حتى لاعبو النصر أنفسهم حصل لهم صدمة بالهدف.. ولكنها صدمة إيجابية لم يكونوا يتوقعونها مما جعلهم يعضون على هذا التقدم بنواجذهم.. فهذا الهدف ،وبالتالي التقدم لن يتكرر مع فريق مثل الهلال الذي كان مسيطرا لسنوات طويلة ومديدة على مباريات الديربي حتى أتاهم الحظ يضحك لهم نتيجة سوء الإعداد الهلالي ليحصلوا على ثلاث نقاط لم تكن على البال ولا على الخاطر.. ومن من ؟! من الزعيم بهيلمانه وبريقه؛ فهو يتربع على قمة الدوري دون منازع وإلى هذه اللحظة.

وكنا سابقا قد استغربنا من قرارات لجنة الانضباط في سرعة اتخاذها للقرارات ضد الهلال.. بينما على أندية أخرى لا يتخذ أي إجراء.. وإذا أتخذ تخرج قراراتها مترددة وخجولة وبالتقسيط المريح.. كالقرار المضحك والمتردد والخجول الذي اتخذ في استحياء شديد بحق اللاعب محمد نور.

أين اللجنة المحترمة من حماقة لاعب النصر حسام غالي وخنقه للاعب الأهلي عبدالرحيم الجيزاوي.. وفي نفس المباراة لدماء مهاجم الأهلي الأرجنتيني خافير تيليدو دون أن تحرك اللجنة ساكن مما جعل الجماهير الأهلاوية تضرب يداً بيد.

أيضا: أين هم من خشونة لاعب الشباب زيد المولد.. أو السعران.. أو القاضي أو حسن معاذ.. وما فعلوه في لاعبي الأهلي في اللقاء الأخير؟.. أو أين هم من ريان بلال وما فعله في الفريدي؟!

إن الاستياء من قرارات اللجنة قد أخذ بعدا موغلا في الانتقائية.. بل أصبحت قراراتها موضع تندر الوسط الرياضي والاجتماعي السعودي.. لأنها فاقدة لكل قيمها و قيمتها و مصداقيتها وعدلها الذي من المفترض أن يستمد من دستور هذه البلاد الزاهية بالشريعة الإسلامية السمحة.

ونحن حين ننتقد.. فلا نتصيد أخطاء أحد.. ولا نجامل أحدا.. ولكن يعز علينا انعدام العدل والمساواة في لجنة معنية أن تكون قدوة في الحق والعدل والمساواة.. والله المستعان على ما يفعلون.

جماهير الأهلي.. ونجاة الشباب !!

لا شيء يسهم في العطاء البشري بإيجابية مثل التضحية.. فهي عامل من عوامل نهوض الأمم وانتصار المحاربين وبلوغ المجد.. بل في كل شأن تكون التضحية مهرا مجزيا.. وأعظم أنواع التضحية هي التي تتأتى جماهيريا... فتكون مثمرة بل ونتائجها قوية ومزهرة ومثمرة..

و في الشأن الرياضي تكون التضحية عنوانا جميلا لجماهير عظيمة صبرت وضحت حتى عانقت أنديتها عنان السماء.. وهنا لي عتب على قلة من جماهير الأهلي الكبيرة والعظيمة والرائعة دوما.. حيث إن الجميع وعلى رأسهم سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز باتوا يقدمون تضحيات كبيرة جدا.. وبشكل جدي وعملي ومادي غير مسبوق.. ولكن بقي دور جماهير الأهلي الايجابي غير مكتمل الأضلاع.. فقد نشأت منذ عقود على نمط تواكلي.. مثل (مالنا إلا ولد يقرأ).. بمعنى أنها نشأت بشكل اتكالي إلى حد ما.. وتطالب بالعودة للبطولات دون تضحيات حقيقية منها.. وعليهم بالصبر ثم الصبر ثم الصبر {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.. ودعم الفريق في السراء والضراء.

إن قلة قليلة من جماهير الأهلي امتهنت شتم اللاعبين في كل حين، وحتى قبل بدء المباريات.. حتى وهم يترجلون من الحافلة لغرف تبديل الملابس.. فيسمعون أقذر وأقذع الشتائم تطالهم وتطال ذويهم.. فكيف نطلب منهم عطاء وإبداعا وقد تلقوا سيلا من الشتائم دون مبرر.. نعم، فماذا تتوقع من لاعب مشتوم في أعز ما يملك أن يقدم لك من عطاء داخل الملعب.. وأنت شاتمه وشاتم أهله وذويه.. بشتائم تنم عن عدائية غير مبررة تجاه اللاعبين.. فلابد من الارتقاء في التعامل معهم.. والشد من أزرهم والوقوف معهم بكل قوة ورفع روحهم المعنوية ونسيان قاموس الشتم والشتائم برمته.. عندها أراهن بأن الجماهير ستجدهم خيولا أصيلة تعيد البطولات و الكؤوس لدواليبها.

وخير شاهد على المؤازرة الإيجابية للفريق هو ما حصل في مباراته مع فريق الشباب.. حيث كان الأهلي الأفضل مستوى.. والأكثر قدرة على التحكم بمجرى المباراة.. رغم الخشونة الطاغية من لاعبي الشباب.. ورغم تساهل الحكم عبدالرحمن العمري مع خشونة لاعبي الشباب.. إنما الأهم هو عودة الروح والقتالية للفريق.. وبالتوفيق والسداد للأهلي ولجماهيره الكبيرة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد