لملاحقة فاسدين آخرين..!
الكارثة التي حصلت في جدة.. إثر سقوط أمطار غزيرة.. كشفت الكثير من الأخطاء والعيوب والتجاوزات..
هذه الكارثة المؤلمة.. سنظل نتذكرها وتتذكرها الأجيال لعقود وقرون.. ذلك أننا فقدنا أكثر من مائة شخص وسط هذه الأمواج المتلاطمة.. وهي أيام محزنة بالفعل.. مؤلمة لكل من عايشها أو حتى قرأها لاحقاً من الأجيال القادمة.
كارثة بكل المقاييس.. ولو أن القتلى كانوا واحداً فقط.. لشعرنا بالمرارة والألم والحسرة.. ولحزنّا أياماً على هذا الشهيد.. فكيف إذا كانوا فوق المائة شخص؟
أعود وأقول.. هذه الكارثة المخيفة.. كشفت لنا العديد من الأخطاء التي كانت ستستمر لسنوات.. وستجر وراءها كوارث أخرى.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. اتخذ عدة قرارات صارمة وعاجلة تعالج الأوضاع وتضع حداً لهذه الأخطاء والتجاوزات.
اللجنة التي شكلها خادم الحرمين الشريفين برئاسة الأمير خالد الفيصل.. تواصل أعمالها بكل مسؤولية وهمة ونشاط.. وقد اتخذت خطوات عملية وجعلت الكثير من الذين (في بطونهم ريح) ترتعد فرائصهم.. جعلتهم ينتفضون ولا يعرفون النوم لا ليل ولا نهار.
هذه اللجنة.. وهذه المحاسبة.. وهذه الملاحقة.. وهذه الإجراءات.. جعلت (أيضاً) بعض الفاسدين الآخرين.. وفي مجالات أخرى.. يشعرون أن ساعة الحساب قد وصلت.. إما من خلال هذه اللجنة التي ربما تُوسع نشاطها.. أو من خلال لجنة أخرى.. أو من خلال تفعيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. التي صدر أمر سامٍ بإنشائها قبل مدة.
نحن نقرأ يومياً أخبار هذه اللجنة المشكلة بأمر الملك.. ونسمع ونقرأ أن هناك أكثر من (40) شخصاً وربما أكثر (أوقفوا) بالفعل على ذمة هذه القضية.. وهناك من ينتظر وهو (يرتعش) من الخوف.. ينتظر أن تُجر رجله إلى هذه السلسلة المخيفة و(رجل الدِّيك تجيب الدِّيك).
اللجنة.. تقوم بدورها بكل كفاءة ومسؤولية.. والناس تتابع وهي مرتاحة وسعيدة.. بأن ساعة حساب هؤلاء المستهترين بأرواح البشر.. قد بدأت.
** والناس أيضاً.. تتمنى أن يتوسع نشاط هذه اللجنة.. أو أن تشكل لجان أخرى (لجرّ) الفاسدين في مجالات أخرى.. أضروا بالوطن.. وأضروا بالمواطن.. وأثروا ثراءً فاحشاً على حساب هذا البلد.
هل نفرح بذلك قريباً؟!