Al Jazirah NewsPaper Monday  04/01/2010 G Issue 13612
الأثنين 18 محرم 1431   العدد  13612
 
مؤتمر التقنية والاستدامة في العمران: ملاحظات وحلول

 

يأتي مؤتمر التقنية والاستدامة في البيئة المبنية والذي تنظمه كلية العمارة والتخطيط في رحاب جامعة الملك سعود انسجاما مع المتطلبات العالمية لتطبيق مفاهيم الاستدامة وتكوين ثقافة مجتمعية تساهم في الحد من استنزاف المصادر الطبيعية والمحافظة على المنظومة الكونية العالمية. فالاستدامة تعني الاستغلال الأمثل للمصادر الطبيعية (كالرمل والماء والحجر والشجر وغيرها) وتحقيق الرفاهية ونوعية حياة أفضل للمستخدمين دون أن يكون هنالك هدر للموارد ويحفظ حقوق الأجيال القادمة للتمتع بهذه المصادر بطريقة فعالة.

إن المباني المستدامة هي تلك التي تُصمم وتُبنى وتُشغل بطريقة فعالة لتحافظ على الطاقة والمصادر الطبيعية وإمكانية إعادة استخدام مواد البناء والمواد الطبيعة المتوفرة في موقع البناء، مما يقلل من انبعاثات الغازات الضارة في البيئة.

ويدعو المؤتمر إلى تثقيف الممارسين والمطورين إلى أهمية تناغم البيئة المحلية والمناخية والطبوغرافية، ومراعاة الجانب الثقافي والعادات الاجتماعية للمستخدمين لهذه المباني للمحافظة على النظام الايكولوجي على المستوى المحلي والكوني.

ولنا مثال واضح في عدم احترام متطلبات البيئة المحلية والطبوغرافية تسبب في كارثة بيئية كبيرة نتجت من اعتماد الكثير من المخططات السكنية وبناء المساكن والمباني في مجاري الأودية ومصباتها في مدينة جدة دون معالجة تصريف السيول وتسييرها إلى أماكن معروفة مسبقًا.

من هنا تأتي الحاجة الماسة إلى التطبيق الفعلي للاستدامة في تصميم المباني واعتماد المخططات السكينة لكون المباني جزءا أساسي من منظومة البيئة العالمية حيث تساهم بما نسبته 48% من استهلاك الطاقة العالمية بناءً وتصنيعًا، مما يزيد من انبعاثات الغازات الضارة في البيئة التي تؤثر سلبًا على طبقة الأوزون وتفاقم مشكلته التي ممكن أن تؤدي إلى رفع درجة حرارة الأرض وما قد ينتج عنه من تغيرات جذرية في النظام البيئي متمثلا في الذوبانات الجليدية وارتفاع منسوب البحار وانحصار رقعة اليابسة.

وعليه فإن المباني تؤثر بشكل كبير على جميع جوانب الحياة التي نعيشها، وان النظام الحضري والمعماري الفعال من حيث التخطيط والتصميم والتشييد والإشغال لهذه البيئات والمباني تساهم في وقف الهدر البيئي من خلال إيجاد حلول عملية مستدامة.

بناء على ما تقدم، يقع على عاتق المعماريين والمخططين والمطورين مسؤولية كبيرة في إيجاد بيئة متكاملة ومتوائمة بين المتطلبات الشخصية والمصادر المتوفرة، ويأتي ذلك من خلال عدة عوامل أساسية هي:

أولاً: الاختيار الأمثل للمواقع الملائمة والتي توصف بالمواقع المستدامة بيئياً، وهذه المواقع تكون غنية بالمقومات المستدامة مثل مصادر الطاقة الطبيعية كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها. علما بأن منطقة الخليج غنية جداً بالطاقة الشمسية والتي يمكن الاستفادة منها بشكل فعال لتكوين مصدر إضافي وفعال للطاقة.

ثانيا: الاهتمام باستخدام مصادر المياه والطاقة بشكل فعال.

ثالثا: المحافظة على مواد البناء بشكل فعال من خلال إعادة تدوير مواد البناء وتقليل ناتج ومخلفات مواد البناء والناتجة عن عملية التصنيع والتركيب.

رابعا: التركيز على استخدام مواد البناء الطبيعية كالحجارة والطين وغيرها والتي يمثل ثروة لمواد البناء المستدامة.

خامسًا: حماية ورفع كفاءة البيئة الداخلية للمباني.

لتحقيق هذه الأهداف يمكن أن يستخدم المعماريون أنظمة التصميم المعماري المتكامل والذي يدمج أنظمة البناء المختلفة ضمن بوتقة واحدة في مرحلة متقدمة للتصميم المعماري. بحيث يكون هذا الاندماج متفاعلاً مع النظام المعماري للمبنى. فعلى سبيل المثال، يمكن الدمج بين النظام البيئي، والنظام الإنشائي، والتقنية، والنظام المعماري في مراحل متقدمة من وضع التصور المعماري وهذا يولد نماذج معمارية متكاملة وفعالة في المراحل الأولى للتصميم والتشييد المعماري.

يأتي هذا المؤتمر للقاء العلماء والباحثين والمعماريين للتحاور في هذه الإشكالات والحلول المتاحة، كذلك لوضع لبنة بحثية تستند عليها المعاهد وكليات العمارة في العالم العربي، لوضع منهج معماري متكامل ومستدام لنظام العمارة المتوافقة مع البيئة في المنطقة العربية والتي تتمتع بخصوصيات ثقافية واجتماعية وما تحويه من ثروات ومصادر طبيعية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد