الجزيرة - عبد الله الحصان
كشف مختصون بسوق الملبوسات الرجالية أن ما يقارب الربع من سوق الملابس الرجالية الشتوية في عام 2009م المنصرم عبارة عن سلع مستوردة تم تخزينها من العام قبل الماضي وأرجع المختصون ذلك إلى إحجام التجار عن الاستيراد نتيجة الأحوال الجوية والبرودة المحدودة وتكدس البضائع الأمر الذي دفعهم لتقديم تخفيضات كبيرة وصلت إلى 70% في موسم هذا العام للتخلص من المخزون.
وحذّر المختصون بقطاع الملبوسات الرجالية من خطورة المواد التي تحتويها البضائع المخزنة في المستودعات على صحة الإنسان إذا ما تم تخزينها لمدة طويلة.
وكشفت بيانات مصلحة الإحصاءات العامة انخفاض استيراد الملبوسات والأقمشة خلال شهر سبتمبر وأغسطس من هذا العام الذي يكثر فيه الطلب على الملبوسات الشتوية. فقد بلغت واردات الأقمشة والملابس خلال شهر سبتمبر وأغسطس من العام 2009م 2217 مليون ريال فيما بلغت الواردات من الأقمشة والملابس للفترة نفسها من العام 2008م 2883 مليوناً وبنسبة انخفاض بلغت 23.2%.
إلى ذلك قال التاجر محمد السماري ل»الجزيرة»: إن الاستعدادات لموسم الشتاء الماضي كانت مبكرة من خلال استيراد كميات كبيرة ولكن برودة الطقس في الموسم الماضي لم تكن كالمتوقع الأمر الذي أدى لتكدس المنتجات مما اضطرنا لعرضها الآن.
وأضاف: «كنا ننتظر قوة شرائية في العام الماضي.. لكن الطلب انخفض على الملبوسات الشتوية لقرابة 40% في السنة الماضية.. ونحن الآن نقوم ببيع منتجات العام الماضي».
واتفق المستثمر في القطاع عبد العزيز الغيث مع هذا الرأي، مضيفاً أن هذا الموسم شهد منذ بدايته طلباً قوياً فاق الموسم الماضي بقرابة 80%، حيث شهد منذ بدايته زيادة في الطلب على الملبوسات الشتوية بمختلف أنواعها نظراً لبرودة الطقس التي من المتوقع زيادتها عمّا كانت عليه في العام الماضي.
من جانبه حذّر جمعان الغامدي مختص في الغزل والنسيج بالهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس من الألياف التي تحتويها الأقمشة ومدى ثبات الألوان أو زوالها، مشيراً إلى مواد تستخدم في تصنيع الملبوسات للحفاظ على ثبات الألوان وعدم حدوث انكماشات مثل مادة الفورملدهايد التي قد تتسبب في آثار صحية بالغة إذا ما زاد استخدامها عن المعيار المحدد في الملابس، كما حذّر الغامدي من انتشار لبعض الملبوسات المعادة التصنيع من خلال إعادة تصنيع الألياف القديمة، مشيراً إلى أنه لا يمكن حل هذه الإشكالية إلا من خلال الإلزامية بعلامة الجودة والتشديد على مخافة الله من قبل المستوردين، وكشف الغامدي ل»الجزيرة» عن قرب تفعيل اتفاقية (الاعتراف المتبادل) التي وقعتها المملكة العام الماضي مع 14 دولة بما فيها الصين التي ستلزم جميع الأطراف بوضع الشهادة على المنتجات للمساهمة في الحد من السلع المغشوشة وتعزيز جودة الإنتاج.
وفي جولة ل»الجزيرة» زارت خلالها عدداً من المحلات المتخصصة في بيع الملبوسات الرجالية اشتكى عدد من المستهلكين من غياب الخيارات هذا العام مؤكدين أنها لم تتعدد في سوق الملبوسات هذا الموسم وأن جودة المنتجات لم تعد كما كانت في السابق.
المتسوق م. الحديثي قال: إنه لم يجد من الملبوسات الرجالية لهذه السنة غير القليل مما ضيّق عليه إمكانية الخيارات، ووافقه المتسوق عبد الرحمن المسند، مشيراً إلى أنه وجد نفسه أمام خيارات محدودة من الملبوسات التي تختلف جذرياً عن ملبوسات العام الماضي مطالباً المستثمرين بالتنويع لإرضاء غاية المستهلك.
يذكر أن حجم الإنفاق على الملابس الرجالية في المملكة يبلغ أربعة مليارات ريال سنوياً وربع هذا الإنفاق يرتكز على الملابس التقليدية وفقاً لدراسات السوق.