الرياض - واس
جدد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية حرص المملكة العربية السعودية على الوحدة الفلسطينية ودعم الفلسطينيين.
وقال سموه للصحافيين عقب اجتماعه أمس الأحد في مكتبه في الوزارة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (القضية الفلسطينية تهم المملكة كما تهم الأمة العربية، وقد بذلت الأمة العربية الكثير في اتجاه هذه القضية، بالتالي واجب علينا أن نوضح الصورة خاصة للمسئولين الفلسطينيين ونستوضح منهم ماهي توجهاتهم وأهدافهم).
وأضاف سموه أن اللقاء مع خالد مشعل كان الهدف الرئيس منه أن يتم إجراء المباحثات لإزالة الشكوك للأدوار التي تعمل في المنطقة.
ورداً على سؤال عن الزيارات المكثفة لمسؤولين فلسطينيين للمملكة وهل تأتي في إطار إعادة إحياء اتفاق مكة قال سموه: (نحن مازلنا نتفاعل مع ماحصل في مكة وماحصل لهذا الاتفاق وكما تعلمون آلمنا كثيراً أن الاتفاق لم ير طريقه للنور ولكن مافات مات، والأمل في المستقبل في أن يكون هناك استجابة للمبادرة المصرية بالسرعة التي تعيد للوحدة الفلسطينية فعاليتها والتي تسمح للدول العربية أن تكون بجانبها لدعم هذه الوحدة الفلسطينية).
خالد مشعل عبر من جهته عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة المملكة مهنئاً بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام سالماً معافى.
وبين أن زيارته للمملكة تأتي في سياق التشاور مع قيادة المملكة والمسؤولين فيها ووضعهم في صورة التطورات الفلسطينية والتشاور معهم مبرزاً بفخر دور المملكة الدائم في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني وخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية وقال (ثقتنا بإخواننا في المملكة ودورهم معروف في دعم القضية الفلسطينية).
وقال مشعل (نحن طلبنا زيارة المملكة.. فالمملكة دولة عربية كبيرة وذات دور محترم وذات تاريخ وسجل كبير في دعم القضية الفلسطينية، فدورها معروف منذ أيام الملك عبدالعزيز- رحمه الله-، وليس ذلك فقط ولكن أيضا باتفاق مكة الذي أكرمنا به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونحن مازلنا نتطلع إلى دور مميز للمملكة إلى جانب دور مصر والدول العربية حتى إن شاء الله ننجح أولا في رعاية المصالحة الفلسطينية وننجح في توحيد الموقف الفلسطيني ثم لملمة الموقف العربي أيضا في مواجهة القيادة الإسرائيلية المتعنتة فنتنياهو اليوم لا يلقي بالا للفلسطينيين ولا للعرب ولا يحترم أي خطوة من أي جانب فلسطيني أو من العرب).
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس العمق العربي للقضية الفلسطينية وأن الدور العربي هو الأساس مستشهداً بتاريخ العرب في دعم فلسطين وقال (نحن لا نستبدل دوراً بدور.. فلسطين عمقها الأول هو العمق العربي وبالتالي العرب هم عمقنا الأول ممثلاً في الدول العربية وجامعة الدول العربية بالتأكيد، والحركة الإسلامية تأتي بعد ذلك .. العمق الإسلامي، ونرحب بكل الأدوار بكل من يدعم قضية فلسطين لو كان مسلماً او كان عربياً فنحن نرحب به، لكن لانستبدل دورا بدور ويبقى الدور العربي هو الأساس، ونعرف تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ مصر وتاريخ سوريا وتاريخ العرب جميعا في دعم القضية الفلسطينية).
وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على أنه ضد كل ما يمس الأمن العربي وأمن الدول العربية، ونفى ما ادعته بعض وسائل الإعلام عن علاقة حماس بما يسمى) الحوثيين وقال (نحن مع الأمن العربي قبل كل شيء ونحن مع أمن المملكة العربية السعودية ومع سلامة أمنها الداخلي وسلامة حدودها وأراضيها كما إننا مع أمن اليمن ووحدة أراضيه وضد أي شي يسيء لهذا الأمن وأي أخبار للأسف نشرت عبر بعض الإعلام المغرض والمفتري ولا أريد أن أسمي هذا الإعلام عن مثل هذه الأخبار المكذوبة التي لا تستحق أن أعلق عليها ولكن دفعا للشبهة لابد أن أعلق عليها فهذا لا أصل له، لا يمكن أن نكون مع أي طرف يستهدف الأمن العربي لا في اليمن ولا في المملكة العربية السعودية وأنا ذكرت لسمو الأمير هل يعقل أن حماس تقف مثلا مع (الحوثيين) ضد اليمن أو السعودية ولنا مكتب في صنعاء وكنا في زيارة قبل أسبوعين فهل يعقل أن اليمن يسمح لنا بمكتب وأن نلتقي بالرئيس ونتحرك بحرية في اليمن إن كنا نسيء للأمن اليمني ولكن هذه افتراءات لا أصل لها). وردا على سؤال عن المستجدات في تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي قال مشعل (مازلنا نتابع المفاوضات عبر وسيطنا الألماني وبعلم الإخوة في مصر بحكم أنهم رعاة لهذه المفاوضات غير المباشرة، والموقف الإسرائيلي متذبذب يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين.
ورأى خالد مشعل أن المرحلة تتطلب جهداً عربياً وفلسطينياً مميزاً لإعطاء رسالة للإسرائيليين أن هناك إرادة عربية وإرادة فلسطينية وحرصاً وإصراراً على انتزاع الحقوق الفلسطينية والعربية.
وقال (الحمد الله المباحثات مع سمو الأمير سعود الفيصل كانت جيدة ونحن نتابع ذلك ونأمل أن تتحقق آمالنا في المصالحة الفلسطينية أولا وتوحيد موقفنا السياسي الفلسطيني مع الموقف العربي حتى نقاتل في جبهة واحدة حتى ننجز حقوقنا الفلسطينية والعربية).
وأضاف (شرحنا لسموه كيف أننا قطعنا شوطا كبيرا في المفاوضات والحوارات الفلسطينية التي جرت في القاهرة منذ مطلع العام الماضي 2009م وأصبحنا في النهايات، كما أوضحنا أن هناك ملاحظات على الورقة المصرية خلاصته أننا نريد أن تكون هذه الورقة مطابقة لما اتفقنا عليه في حركة فتح وبقية الفصائل ونحن جاهزون عند ذلك على التوقيع عليها في القاهرة مع بقية القوى عند إتمام هذه القضايا التي أوضحنا، ونحن نعتبر المصالحة ضرورة وطنية والانقسام شر لا بد أن نخرج منه إن شاء الله).وجدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ثقته بالدعم العربي وخاصة السعودي والسوري والمصري وأنه الأساس قائلا ً (نحن نرحب بالدور السعودي والدور السوري وبكل دور عربي يساعد على إتمام المصالحة إلى جانب الدور المصري، ولا أحد طلب دوراً بديلا عن الدور المصري وماقيل من البعض لا صحة له على الإطلاق، سواء بذلت دمشق دورا أو الرياض دورا أو أي عاصمة عربية، فنحن جميعا متفقون أن الاتفاقية ستكون في القاهرة، المشكلة ليست في المكان بل في استكمال الورقة التي نوقع عليها حتى تكون إن شاء الله ملبية لمطالب الجميع).
وعن موقف حركة حماس من الدور الإيراني في المنطقة والأمن العربي؛ أكد خالد مشعل التزام حماس بالأمن العربي وأنها منتمية لأمتها العربية وقال (نحن على علاقة جيدة مع إيران في دعم القضية الفلسطينية، لكن نحن مع الأمن العربي بكل تفاصيله، ولا نقبل أي إضرار بالأمن العربي من أي طرف وهذه سياسة واضحة لحماس، حماس حركة فلسطينية عربية منتمية لأمتها العربية كما هي منتمية لأمتها الإسلامية).