Al Jazirah NewsPaper Monday  04/01/2010 G Issue 13612
الأثنين 18 محرم 1431   العدد  13612
 
الرئة الثالثة
النظام العالمي الجديد.. أعدوٌّ هو لنا أم حليف؟!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

 

بات المرء منا يقرأ، بوتيرة شبه يومية، عن مصطلح (النظام العالمي الجديد)، عبر طروحات ومداخلات ومحطات جدل لا ينتهي، بين مادح له وقادح، ومشكك فيه ومتفائل به!

وقد فُتِنَ ذهني منذ حين بالعديد من التساؤلات حوله، تنبئ في مضمونها عن شك خفي في مدلوله، وهل هو نظام سياسي أم تكتل اقتصادي أم (انتفاضة) ثقافية ضد بعض الأعراف والتقاليد السائدة، أم أنه حصيلة قواسم مشتركة بين كل ما ذكر أعلاه؟!

وينضم إلى التساؤلات المشار إليها سؤال ذو شعب أين نحن، معشر المسلمين، من هذا (النظام الجديد)؟ وهل نحن جزء منه تأثراً وتأثيراً، أم أننا متفرجون عليه؟ وهل نملك مقومات المشاركة في صنع قراره، وتحديد هويته وأولوياته، أم أننا نكتفي بالصمت ورفع أكف الدعاء دفعاً لأذاه وكفاً لشره؟!

وعندي أنه ليس أمراً مستحيلاً أن يكون لنا معشر المسلمين شأن في التأثير على هذا النظام، وتوظيف إيجابياته لصالحنا انطلاقاً من الاعتبارين التاليين:

أولاً: إن أفول نجم الشيوعية العالمية وتيتُّمَ ورثتها وأتباعها في الأرض دليل فادح على إفلاس هذه المنظومة من الفكر، لسبب يسير، هو تناقضها مع معجزة الخالق وفطرة المخلوق في كل مدارات الحياة! ولذا، لجأ منظرو السياسة (وفقهاؤها) في الأرض إلى البحث عن نظام بديل لذلك.

ثانياً: لن ننسى نحن معشر المسلمين أن ديننا كان وسيبقى منظومة ربانية تكرم فطرة الإنسان في أدق خصوصياتها، وتصون حريته، وتقنن له سبل التعامل السوي بينه وبين الناس، حكاماً ومحكومين، أفراداً وجماعات، بعيداً عما يفرق بينهم من اختلاف في اللون أو العرق أو اللسان.

لكن المتأمل لحال مسلمي هذا الزمان لا بد أن يرتد إليه البصر حسيراً لأسباب لا إخالُها مجهولة لدى العقلاء منهم في كل مكان، انظروا، مثلاً كيف بدأت ثورة إخوة الجهاد في أفغانستان..

دفاعاً عن تراب الوطن حتى كتب الله لهم النصر، لكن الفتنة نشبت بينهم طلباً لسدة الحكم لتختطف نشوة الظفر، فإذا بعضهم يقطع رقاب بعض، يرافق ذلك إصرار عنيد على (الهجرة) ببلادهم إلى الدرك الأسفل من التخلف باسم الدين!!

وبتعبير آخر، إذا كانت بعض شرائح الأمة الإسلامية غير قادرة اليوم أن تطعم أبناءها من جوع، وأن تؤمنهم من خوف، وأن تصونهم من شأفة الجهل والمرض، فكيف تطمع أن تكون القدوة الفاعلة... كي تؤثر في منظومة العالم الجديد؟! وتنشئ بديلاً له، إن كان لا بد من بديل!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد