Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/12/2009 G Issue 13608
الخميس 14 محرم 1431   العدد  13608
الشيخ العصيمي يكتب عن قرار تأجيل المباريات
عناية الأمير سلطان بن فهد محل تقدير الجميع

 

أخي العزيز الفاضل الأستاذ النبيل أخي محمد العبدي - سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز لطالما تميزت هذه الصفحات بإعطاء حرية الرأي وطالما تميزت بقوة الطرح.

أخي الفاضل: كم أسعد الناس خبر تقديم وتأجيل بعض المباريات الكروية بسبب تزامنها مع احتمالية وقوع كسوف للشمس، لأن هذا الكسوف يظل ظنياً، ولكن عناية الأمير سلطان بن فهد - وفقه الله لما يحبه ويرضاه - بشأن الصلاة أمر بالتأجيل والتقديم، من أجل حث الشباب على إقامتها، وخاصة وأنه ليس من اللائق أن تقام مباريات في مثل هذا الوقت العصيب، لأن الكسوف والخسوف من آيات الله الكونية التي جعلها الله تخويفاً للعباد، ولذا لما انكسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم شديد الحر - كما عند مسلم - خرج ليصلي بالناس وأمر بلالاً - كما في الصحيحين - أن ينادي الناس الصلاة جامعة وصلى بالناس وأطال القيام والركوع، تقول عائشة كما في الصحيحين: فتقدم فصلى أربع ركات في ركعتين أربع سجدات، قالت عائشة: ما ركعت ركوعا قط ولا سجدت سجودا قط كان أطول منه ثم خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا) ثم قال: (يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً).. وفي رواية متفق عليها، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره).

وإني لأنصح نفسي وجميع القراء بالعناية بأمر الصلاة المفروضة والنافلة وألا يهملوها، فهي ركن من أركان الإسلام، كما أحث إخواني الشباب إذا حدث الكسوف حقيقة فليبادروا بالتوجه إلى المساجد فزعين خائفين مبتهلين إلى الله، وعدم الانشغال عنها بلهو أو فرح وترح، وأختمه بكلام عظيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال: (والعلم بوقت الخسوف والكسوف إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي، فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلي إلا إذا شاهدنا ذلك، وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك كان هذا حثا من باب المسارعة إلى طاعة الله وعبادته، فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين).

ثم قال رحمه الله: (عند قوله صلى الله عليه وسلم بأنهما آيتان من آيات الله) هذا بيان منه - صلى الله عليه وسلم - أنهما سبب لنزول العذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله، ثم ختم كلامه بقوله: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يزيل الخوف، حيث أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق حتى يكشف ما بالناس، وصلى في الكسوف صلاة طويلة). انظر (مجموع الفتاوى 24-258-259) باختصار وتصرف يسير.

وفي الختام أشكر لجريدتكم تكرمها بنشره مع ضيق الوقت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. صالح بن مقبل العصيمي التميمي
فاكس: 2414080



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد