تذكرني المجمعة وفارسها الأمير (عبدالرحمن بن عبد الله آل سعود) بقصص التقاء الأبطال بالفرص الملائمة لهم عبر العصور.. فالمجمعة جوهرةٌ باهظة الثمن، نفيسة، نادرة، تراكمت عليها بعض الأتربة من جراء الزمن، وران عليها الخمول، وغطى لمعانها رملٌ خفيفٌ.. مرَّ بها (الفارس)، انتشلها، ومسح بيده عليها فعادت تتلألأ من جديد كما كانت!
(الفارس) الكريم جاء مثل البارق النجدي؛ تسبقه البشائر، وتتلوه البركات..
فبدءًا بالتنظيم المروري الممتاز، الذي حظيت به هذه المدينة الوادعة منذ أن تولى أمرها الأمير عبد الرحمن، ومرورًا بالنهضة العمرانية التي بدأت على يديه الكريمتين، وانتهاءً ب(جامعة المجمعة) التي أكرمنا الله بها بفضل سموه الكريم..كل هذه بشائر ساقتها إلينا بركةُ سموه الكريم..
ليست هذه الإنجازات شيئًا عظيمًا لو لم نضع في بالنا الوقت القياسي الذي عانقت فيه النور..
فمجيء الأمير عبد الرحمن فتَّح على المجمعة أبوابَ التطور، في شوارعها، في مبانيها، في تخطيطها العمراني، وفي تخطيطها المستقبلي، فبعد عشرين عامًا فقط، خُطط لها أن تكون (مدينة المستقبل)..وهو عمر قياسي بالنسبة للمدن والمحافظات!
الذي يذهلك أكثر من كل هذا، هو (الصمت) الذي يعمل به الأمير، فلا لقاءات كثيرة تسبق الحدث العظيم، ولا لقاءات إلحاقية تتحدث عنه، هو الصمت سيد الموقف من قبلُ ومن بعد! هو من الناس الذين يعملون برفقة (الظل) ويأنسون إلى ال(هدوء)، ويطمئنون إلى (الصمت) مرافقًا وصديقًا!
كأني به وقد وقف على أعتاب هذه المدينة قائلا:
ما كنتُ إن لم تكوني!
وقد رددها من بعده الزمن، فكانت المجمعة، وبدأت مسيرة نهضتها (المخطط لها) لا العشوائية كما يحدث في مدن أخرى..
لقد أراد لها الأمير أن (تكون)، ولكنه وضع تصورًا مدروسًا لهذه الكينونة، ولم يرسلها كيفما شاءت لها الأقدار..
هنئيًا للمجمعة بفارسها الجريء الشجاع المغوار، وهنيئًا لذلك الفارس بالدرة المصونة المتلألئة!.
- محافظة المجمعة