Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/12/2009 G Issue 13608
الخميس 14 محرم 1431   العدد  13608
أين خدمات البريد يا مؤسسة البريد؟
أسعد محمد رشيد

 

نحن نعلم أن البريد السعودي مرَّ بمراحل إدارية وفنّية متعددة من تاريخ نشأته عندما كان إدارة حكومية تعمل بروتين وبيروقراطية لا تتناسب مع خدمات البريد العالمية ومتطلبات البريد والناس في الداخل والخارج، فرأت الحكومة أن تحول البريد إلى مؤسسة لكي ينطلق ويواكب التطلعات والآمال المعولة عليه والأنظمة المحلية والعالمية في مجال البريد. فهل تم تحقيق هذه الآمال والتطلعات وانطلق البريد كما نريد بارتقاء الخدمات إلى المستوى المنشود..؟

لا أريد أن أسبق الأحداث وإنما سأذكر ثلاثة مواقف حصلت معي شخصياً، وهي:

1- في شهر شعبان أرسلت كرتوناً إلى أمريكا إلى موقع بعيد عن واشنطن 3 ساعات بالسيارة، وطلبوا 1200 ريال أجرة لإرسال الكرتون بالبريد الممتاز فدفعت المبلغ، وقالوا إنه سوف يُرسل على أول رحلة لأمريكا، ونحن نعلم أن الرحلات الجوية متوفرة ومتعددة إلى أمريكا ومباشِرة فتوقعت أن يصل الطرد خلال ثلاثة أيام ولكن للأسف لم يصل إلا بعد أسبوع، فهل هذا يتناسب مع خدمات البريد الممتاز والأجرة المدفوعة المرتفعة..؟

2- منذ ثلاثة أسابيع خلت أرسلت رسالة أخرى إلى أمريكا، الرسالة برقم EM000215231SA ويبدو أن شعارهم (في التأني السلامة)، وللأسف لم يصل الكرتون الثاني إلا بعد عشرة أيام.

3- أرسلت خطاباً مسجلاً به مستندات لأحد الأصدقاء بجدة وتوقعت أن يصل خلال مدة لا تتجاوز الأربعة أيام لأن الرحلات ما بين الرياض وجدة متعددة تكاد تكون كل ساعة، ولكن لم يصل إلا بعد أسبوع وترتب على ذلك أن ما بتلك الرسالة من مستندات لم تصل في وقتها والسبب البريد السعودي.

كان البريد في الماضي يتقاضى على الرسالة المسجلة نصف ريال، أما الآن فتضاعف المبلغ إلى عشرة أضعاف، ومستوى الخدمة ربما يكون تراجع بالنسبة نفسها، فهل هذا يتناسب مع أهداف المؤسسة البريدية وما هو معوّل عليها..؟

الجميع يعلم ما للخدمات البريدية من أثر في حياة الناس في الداخل والخارج، وكم من رسائل وصلت إلى أناس فأدخلت السرور إلى نفوسهم والبهجة على قلوبهم والعكس صحيح، وعامل الوقت كان له دور فعّال ومؤثر جداً، فهل يعلم مسؤولو البريد ويقدرون عامل الوقت أم أن الروتين هو الفعال في البريد إذ كان مؤسسة أو غير مؤسسة، فإن كان الأمر كذلك فلماذا حُوّل البريد إلى مؤسسة..؟

لذا أتمنى من المسؤولين في مؤسسة البريد إعادة النظر في أوضاعهم وإجراءاتهم قبل فوات الأوان لكي لا تصبح مؤسسة البريد كَلاً على الأهل والوطن وربما تتسبب في الإساءة إلى صورتنا في الخارج وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً. فهل سيتم هذا العمل..؟

- رئيس مجموعة نسمة الحجاز



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد