شهر من الرسائل.. مجاناً.. جعلت من (الكل) وليس (البعض) يتبادلون الرسائل.. يتواجدون.. يتواصلون.. هناك من انقطعت أخباره عنك وتتفاجأ برسالة منه.. إما بنكتة وهذا هو الغالب أو الدارج هذه الفترة بالذات.. أو قصيدة.. أو خاطرة.
انهالت النكات كالمطر.. ضحكنا من قلوبنا.. تكوّنت قروبات لهذا الغرض.. (نُكت) كانت تتداول من قبل فصيغت بطراز جديد.. وحُلة جديدة.. فكان فيها الإبداع.. والتشويق.. (ونكت) قيلت في الحال.. وظهر أناس متخصصون في تأليف النكت وسرعان ما تتداول لأكثر من مليون مشترك..
أصبحت تستقبل في جوالك النكتة نفسها عدة مرات.. الكل متلهف أن يرسل.. ومتلهف أن يستقبل..
ويبادلك الرد.. هناك حماس منقطع النظير.. هناك (ثورة) إن صح التعبير لأن نزرع الضحكة على شفاهنا.. وقلوبنا قبل كل شيء..!!
تجد في الصباح الباكر أكثر من عشرين رسالة.. تجعل من يومك سعيداً مشرقاً.. باسماً..
صباحاتك معطرة برائحة الفرح.. تعانق يومك بضحكة تجلجل وجدانك.. ما أجمل أن تبدأ يومك بضحكة.. بابتسامة.. إشراقة وجهك جميلة.. صباحاتك سكر.. قهوتك.. برائحة الهيل والقرنفل والزعفران.. تشتم معها رائحة الحب.. والجمال.. والنفس الطيبة.. والقلوب الطاهرة..
تنظر للحياة بعين الرضا..
تعانق الشمس بروحك العالية ونفسيتك المولعة بشفافية العشق ليوم جميل..
بداية بالحب.. وتذوق طعم الحياة.. بلونها الوردي الجميل.. بدأتها بضحكة عالية.. أو ابتسامة عريضة.. عدلت مزاجك إلى الأفضل!!!
أثناء العمل تجد رسائل أخرى.. تنسيك هموم العمل.. وفي الظهيرة حين عودتك إلى المنزل لا تبالي بطول الطريق وزحمته.. تعانق يمينك جوالك تتعالى الضحكات وليست مستغربة من الآخرين فمن حولك يعيش نفس الوهج ونفس الفرح..!!!
ويأتي المساء.. وما أدراك ما المساء.. تتدبل الرسائل.. وتتغير.. لونها وطعمها ورائحتها..ونكهتها.. ويأتي السمر.. وبدل أن تشاهد التلفاز.. تجدك مشغولا مع نقل ما وصلك إلى من حولك.. وتشاركهم الضحك.. أصبحت أنت صانع نكتة.. وموصل نكتة بصياغتك لها.. وأسلوبك لتوصيلها إلى من حولك.. وكيف تلقيها وتُعبّر.. وما مدى مقدار البهارات التي تضيفها لتزداد تشويقاً وتألقاً..!!
ألا تتفقون معي أننا بحاجة إلى (النكتة).. وإلى الضحك وإلى الترويح.. ليتسنى لنا نسيان الكثير.. والكثير من الهموم..
ألا تتفقون معي أننا بحاجة إلى من يزرع فينا الضحك ويستخرجه من عمق أعماقنا.. إننا بحاجة إلى أن نضحك من القلب لننسى الهم.. والأحزان أبعدها الله عنا وعنكم..!!!
ألا تتفقون معي أننا نستحق ذلك..!!
(*) إعلامي - عضو جمعية الإعلام
sa-m2@hotmail.com