جاكرتا - وهيب الوهيبي:
رعى الرئيس الأندونيسي الدكتور سوسيلو بامبانغ يودويونو بحضور ممثل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالقصر الجمهوري في العاصمة الأندونيسية جاكرتا الحفل الختامي لمسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية الثانية لحفظ القرآن الكريم والسُّنّة النبوية لدول جنوب شرق آسيا. وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وامام الحرم المكي الدكتور عبد الرحمن السديس، وإمام الحرم النبوي الدكتور عبد المحسن القاسم وعبد الرحمن الخياط سفير خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا وأمين عام المجلس الإسلامي الشيخ صالح العايد وقيادات وشخصيات سعودية واندونيسية، وبدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى وزير الشؤون الدينية الاندونيسي سوريا دارما علي كلمة رحب فيها بفخامة رئيس الجمهورية الأندونيسية وبمعالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وأصحاب المعالي والفضيلة والحضور.
وقد وجّه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام كلمة إلى الحفل ألقاها نيابة عنه ممثل سموه في المسابقة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق. وجاء فيها: من أرض الحرمين الشريفين أحييكم بتحية الإسلام، فسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته أسأل الله تعالى لفخامتكم الصحة والعافية وللشعب الأندونيسي الشقيق الأمن والاستقرار واطراد التقدم والازدهار.
فخامة الرئيس: إن احتضان جمهورية أندونيسيا لمسابقة سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن وتجويده الأولى على مستوى دول آسيان، وإن حرص فخامتكم على استضافة المتسابقين من كل دول المنطقة، ورعايتكم الكريمة لحفل ختامها، لهي دلالة على حرصكم الشديد على الاهتمام بكتاب الله ودستور الأمة وسبيل الفلاح وهو من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به في قوله: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، ولاشك أن المشاركة المتبادلة إنما هي تأكيد على متانة العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الأندونيسية حكومة وشعبا، فبعد تفضلكم في العامين الماضيين برعاية هذه المسابقة المباركة على مستوى الجمهورية الأندونيسية ودول آسيان، ها أنتم بحمد الله ترون الثمرات المباركة لهذا العمل المبارك الذي نتمنى أن يتواصل لما فيه من الخير والمنفعة العظيمة، وشكر الله لكم رعايتكم وجعلها في ميزان حسناتكم.
ويشرفني يا فخامة الرئيس أن أنقل لفخامتكم تحيات أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - والشعب السعودي، وتمنياتهم لكم بالصحة والعافية وللشعب الأندونيسي الشقيق باستمرار التقدم والازدهار.
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس الأندونيسي كلمة بدأها بالترحيب بضيوف المسابقة وبالمشاركين وقال «نرحب بكل الضيوف من المملكة العربية السعودية الذين شرفوا الحفل كما أقدم للمشاركين والوفود والحضور كل الشكر لأن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق العلاقات بين جمهوريتنا وبينكم في المملكة».
وأبدى الرئيس يودويونو عظيم سعادته لعقد المسابقة للمرة الثانية في اندونيسيا تحت مسماها الحالي.. قائلا «لقد اقترحت ذلك الإسم على سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز عام 2008م فوافق عليه فتحول اسم المسابقة لما هو عليه الآن».
من جهة أخرى وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز افتتح وزير الشؤون الدينية الاندونيسية سوريا دارما علي في العاصمة الاندونيسية جاكرتا المركز الحضاري التعليمي للدراسات المعاصرة الذي تكفل ببنائه فاعل خير من المملكة العربية السعودية. من جانب آخر، أكد الدكتور الشيخ عبدالله المطلق المستشار في الديوان الملكي في كلمته في الحفل فرصة طيبة وعمل صالح.. نقف في هذه اللحظات المباركة على افتتاحه.. بيت من بيوت الله في قلعة من قلاع العلم في جامعة اندونيسيا الحكومة وأضاف «هذا المركز الذي يفتتح اليوم إنما هو امتداد لعدد كبير من المشاريع الخيرية في مختلف دول العالم، ولكن ما يميز هذا المركز أنه في جامعة إسلامية في دولة إسلامية نحب أهلها ونقدرهم وهم يبادلوننا الحب بحبهم لبلاد الحرمين الشريفين».
وسأل الشيخ المطلق الله تعالى أن يجعل هذا المسجد في موازين حسنات من قام به وأن يجعل الله له به قصرا في الجنة، كما سأل الله عز وجل أن تحسن الجامعة استخدام هذا المسجد المبارك وأن تستفيد منه وتجعله قلعة علمية.
ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام المسجد الحرام بمكة المكرمة كلمة أبان فيها أن لله نعم كثيرة على عباده وأن منها نعمة اللقاء في هذا المركز المبارك.. واصفاً اللقاء بأنه يوم فرح وسرور واغتباط وحضور بمناسبة افتتاح مسجد وبيت من بيوت الله.
وأشار فضيلته إلى أن هذا مقام شكر يجب خلاله تقديم الشكر بعد شكر الله عزَّ وجلَّ لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - وفقه الله - وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وحكومتهم الرشيدة على الجهود العظيمة في خدمة الإسلام في كل مكان وعلى التوجيه بإقامة مثل هذه الصروح الدينية والإسلامية والعلمية والقلاع التوعوية والمعرفية.. مضيفاً «الشكر موصول أيضا لحكومة اندونيسيا على التسهيلات التي قدمتها للمضي في بناء هذا المركز وغيره من المشروعات الخيرية».
كما ألقى وكيل وزارة الشؤون الدينية الأندونيسية الدكتور نصرالدين عمر كلمة قال فيها: إن هذا المسجد ليس لأداء الصلاة فقط بل إنه يحتضن ندوات إسلامية ومنها مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسُّنّة النبوية لدول جنوب شرق آسيا، ونعده منبرا مهما لتقويم سلوك شباب الأمة الإسلامية وتوجيههم الوجهة الصحيحة نحو إسلام حقيقي خالص لوجه الله تعالى».
بعد ذلك وقع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز ووكيل وزارة الشؤون الدينية الأندونيسية على اللوحة التذكارية للمركز الحضاري ثم تبادل الجانبان الهدايا التذكارية بهذه المناسبة وقاما بصحبة الضيوف بجولة تفقدية للمسجد وأم الجميع في صلاة الظهر بالمسجد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وفي شأن آخر زار الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديون الملكي معهد العلوم الإسلامية والعربية في أندونيسيا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ورافق معاليه الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام.. وعبد الرحمن خياط سفير خادم الحرمين في جاكرتا.. والدكتور صالح العايد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعدد من الشخصيات الدعوية.