بهذه الكلمات الإيمانية المعبرة افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رعاه الله - كلمته الافتتاحية أثناء جلسة إقرار الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1430- 1431هـ، والحقيقة ميزانية الخير لأنها تشمل كل جوانب التنمية وتضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين على أرض المملكة العربية السعودية، وتهدف إلى تحسين المستوى المعيشي للأفراد بما يعود بالخير والنفع على كل ربوع المملكة، كما أنها ميزانية البركة لأنها - و- بإذن الله تعالى- ستحقق طموحات البلاد والعباد، وتدعم المسار التنموي الذي تسير فيه المملكة بخطى وثابة نحو تقوية البنية الأساسية للدولة، ودعم الاقتصاد السعودي باعتباره أحد الأركان الأساسية للاقتصاد العالمي، والاستثمار في الجانب البشرى.

ويلاحظ أن هذه الميزانية هي الأضخم في تاريخ المملكة، وهذا مؤشر يدل على قوة الاقتصاد السعودي في مواجهة التحديات العالمية، ويؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين وحكومته على الإنفاق اللامحدود فيما يهم المواطنين، والدعم الكامل لكل قطاعات المملكة، ومما يستوجب التأمل أن ميزانية الخير والبركة قد خصصت نحو 137 مليار ريال سعودي لقطاع التعليم، وهو ما يؤكد الاهتمام البالغ من خادم الحرمين الشريفين وحكومته بالتعليم واعتبار أن الاستثمار في الجانب البشرى هو الأفضل في عالم اليوم، ومن ثم فإن هذه الميزانية الكبرى للتعليم تدعم كل المشروعات التعليمية والتدريبية والتقنية، التي من شأنها تطوير المنظومة التعليمية وتحدث بها النقلة النوعية، بما يضمن الانتقال من إتاحة التعليم لكل مواطن إلى تحقيق الجودة الشاملة، وإدارة النظام التعليمي وفقا للمستويات العالمية.

ولقد عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله، توجهه الدائم نحو الإصلاح الشمولي في داخل المملكة وخارجها، ومن ثم فقد كانت الميزانية العامة للدولة محققة لهذا التوجه الميمون داعمة له راصدة كل الجهود لتحقيق ما فيه المصلحة العامة للشعب السعودي الكريم.

وبهذه المناسبة الكريمة فإننا نتضرع إلى الله تعالى بالحمد الوفير والشكر الجزيل على هذه المنح الكريمة، والخير العميم، ونتوجه بالشكر والتحية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى الأسرة المالكة، وحكومة خادم الحرمين الشريفين، كما نتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى جميع المواطنين السعوديين الذين من الله عليهم بميزانية الخير والبركة.