Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/12/2009 G Issue 13608
الخميس 14 محرم 1431   العدد  13608
تسرب الكفاءات من مراكز الشرط
علي الخزيم

 

من حديث المجالس والمتابعات الاعتيادية يبدو أن لتأخر البت بالقضايا بأقسام الشرط أسباب تتعدد وتتشعب، وحين تضطر لمراجعة واحد من هذه الأقسام تلاحظ تجهم بعض الضباط وتشعر أن الأمر لا يتعلق بك كمراجع فهم يردون عليك التحية ومنهم من يدعوك للجلوس حتى يتفرغ لك، غير أن بينهم من أخذ منهم القلق حداً ينسيهم حدود اللباقة مع أصحاب القضايا أو المراجعين، مع أن المراجع في واقع الحال لا يهمه سوى إنجاز معاملته متناسياً ما سواها من أمور شكلية لاسيما وهو يرى حجم الملفات وقلة عدد من يتولون البت فيها وإنجازها من ضباط يفترض أن يكونوا مؤهلين وعلى قدر من الخبرة، وإن لم يكونوا كذلك فإن الأعداد ستتناقص، وهنا مربط الفرس ومدار الحديث؛ وهو ما يدعو لعدد من الأسئلة, منها: لماذا يحاول بعض الضباط ترك العمل في أقسام الشرط والمرور ونحوها المواجهة لقضايا الجمهور؟ حتى إنه يقال أن منهم من يبحث عن واسطة تسهل له النقل لموقع يرى أنه مريح عملياً، وهذا ما جعل تلك الأقسام تزدحم بالملفات وتفتقر للخبرات، ولا تتضح هذه المشكلة كثيراً سوى في أقسام في أحياء سكنية مزدحمة بشرائح سكانية تكثر فيها دواعي مراجعة هذه الأقسام وبالتالي تتشكل كثافة العمل فيها وينكشف عجزها عن مواجهة ضغط العمل لقلة العاملين المؤهلين، ويقول المتحدثون أن المؤهلين أيضاً وإن كانوا محبين للعمل ومتحمسون له إلا أنهم في مرحلة من المراحل يجدون أنفسهم في وضع الملل والضجر، أو أن المواجهة مع الملفات أقوى من حماسهم فيتسربون إلى مواقع أخرى تقل فيها الضغوط النفسية والأعباء الذهنية، وهرباً من مواجهة مراجعين كثيراً منهم لا يدركون أبعاد المشكلة ومن أدركها فهو لا يملك الحلول لأنها بيد غيره، وحين أسمع هذا التنظير أطلب تقديم الحلول والمقترحات؛ ففي رأي بعض المتحدثين أن إجراءات متدرجة ومتعددة بإمكان المسؤولين المباشرين البدء بها، ومنها: تخصيص المتمكنين من الضباط والمؤهلين لمعالجة مثل هذه القضايا والتفرغ لها وإعفائهم من نظام (الخفارة أو المناوبة) فهو بالنسبة لهم مفتر لهممهم نحو القضايا ويقطع تفكيرهم بها، ويزيد من تأخير البت فيها، وهناك مواقع تواجه قضاياً عاجلة أو متشعبة تحتاج لتركيز أكثر وجهد أكبر فهذه يخصص لها ضباط أكفاء وتجعل لهم بعض الحوافز المشجعة، مع تحسين بيئة العمل في كافة الحالات فلا يمكن لموظف يدقق قضية أو معاملة وسط ضجيج المراجعين ودخولهم المتكرر، مع مراعاة إعداد مكاتب مريحة بإمكانات جيدة تسهل تنفيذ الأعمال والاتصال، غير أن هذه الحوافز للمجتهدين يقابلها إجراءات مختلفة للمتقاعسين الباحثين عن الراحة في المكاتب بعيداً عن الميدان وعن القضايا وعن الجمهور وعن الحضور المنضبط؛ ويعلق بعض المتحدثين بأن كثيراً من هؤلاء هم الحريصون على ملاحقة الامتيازات والانتدابات مع أنهم غير متميزون في أدائهم، وتنقصهم الخبرات رغم تعدد مشاركتهم بالدورات التدريبية، ويبدو أن الالتحاق بالدورات لا يكفي إن لم تكن هناك ذهنية متقدة وأمانة مهنية مخلصة ومواطنة صالحة، وهنا يكون الفرق بين من يستحق الموقع القيادي وغيره الذي يهتم بالشكليات والمظاهر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد