كتب - فهد الشويعر:

اسمحوا لنا بداية أن نعود بكم إلى نوفمبر من عام 2008 حين أعلن الشيخ الوليد بن إبراهيم أن مجموعة (MBC) اشترطت من جميع منتجي الأعمال الدرامية منع مشاهد التدخين في المسلسلات التي يتم عرضها على قنوات المجموعة لعدم الترويج لمنتجات التبغ بمختلف أنواعها ولعدم تشجيع صغار السن على تقليد الفنانين.

وهو ما حاول المنتج السعودي حسن عسيري استغلاله إعلامياً وإصداره بياناً قال فيه إنه استجاب لرغبة المجموعة حرصاً منه - حسبما صرح - على عدم الترويج للتبغ من خلال الفنانين الذين يشاركون في أعماله، قائلاً: (لا نود أن يؤثر ذلك على المشاهد وخاصة الشباب منهم حين يشاهدون الفنانين وهم يتعاطون سيجارة التبغ).. وأضاف: (نؤكد في الصدف قناعتنا بهذا القرار بل وندعمه بكل الوسائل المتاحة).

واليوم تعرض mbc مسلسل (أيام السراب) كأول عمل درامي (Soap Opera) عربي - سعودي ويشارك فيه مجموعة من نجوم الفن الدرامي في السعودية والخليج وعدد من الدول العربية، وهو مسلسل أراد مخرجه الأردني سائد هواري أن تفتح أولى حلقاته بإثارة بالغ فيها كثيراً وحاول شد أكبر قدر ممكن من شرائح المشاهدين له، بحيث من يريدون لعبة الجريمة وقضايا القتل فسيجدونها ومن أراد الاستمتاع بتصرفات السعوديين بالخارج فسيجدها وكذلك محبو مشاهدة ما تنتج عنه العلاقات المحرمة.

نحن نتحدث بشفافية واضحة مسمين كل شيء باسمه دون مواربة ولا تزييف، وإن كان من كلمة حق فإننا نتحفظ جدا على مشاهد التدخين والتي مارستها الممثلات والممثلون في مشاهد المسلسل الذي يعرض يومياً. وجاءت في أولى حلقات المسلسل لشد الانتباه، وهي بالمناسبة مشاهد تعرضها القناة يومياً وحتى لحظة إعداد المادة للنشر. قد نعتبر هذه الطريقة التي يمارسها المنتج والمخرج (ميكافيلية) بحيث تبرر الوسيلة غايتهم وهي الإثارة العقيمة، خاصة وأن المنتج حسن عسيري يحرص دوماً التركيز على تكثيف مشاهد العلاقات المحرمة والغريبة مثل ولادة علاقة عاطفية بين شاب وزوجة أبيه أو شقيق يرمي شباك الحب على خطيبة أخيه أو استغلال مدرسات (أجنبيات) للمراهقات من الطالبات.تخيلوا مسلسلاً تبدأ حلقاته بصالات قمار وملاهي ليلية وتدخين لفتيات مراهقات وقتل لمسلسل سيمتد لمائة حلقة قادمة، وللحقيقة فإن لغة الكاميرا والإضاءة والصوت وجميع الأمور التقنية لا غبار عليها وتعتبر ممتازة في العرف الدرامي لكن مماسة التعتيم على المشاهد والبهرجة الإعلامية بمنع مشاهد التدخين ظناً منا أننا ننسى وأن الجمهور لا يذكر ما جرى البارحة وعدم احترام خصوصيته والدخول به (رغم عينه) إلى مناطق موحلة في الخجل لا يناسب ولا يتناسب ومتأكدين بأن الأمر سيكون سلبياً ما لم يكون هناك موقف حازم من إدارة المجموعة.

ونذكر القارئ بأن مسلسل (أيام السراب) استغرق تصوير حلقاته خمسة أشهر فقط بين العاصمتين السعودية واللبنانية، بينما كان مخططاً أن يستغرق التصوير والمونتاج أكثر من عامين ونصف إذا ما تم بالأسلوب التقليدي.

ويضم المسلسل أكثر من 100 ممثل وممثلة من السعودية ودول الخليج ولبنان ومصر وسوريا بينهم هدى الخطيب وتركي اليوسف وزهرة عرفات وقحطان القحطاني إبراهيم الزدجالي ومشعل المطيري ونايف خلف وريم عبدالله وسناء إبراهيم ولوريث حنينو وميار الببلاوي ووفاء البلوشي.

وتدور أحداث المسلسل حول مشكلات مجموعة من الشباب من بيئات وثقافات مختلفة يعبرون عن المجتمع الخليجي بالكامل (بحسب المنتج) ويسرد بشكل درامي تفاصيل كثيرة حول حياة عائلاتهم وأساليب نشأتهم التي تسببت في وقوعهم في أزمات عدة.