Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/12/2009 G Issue 13607
الاربعاء 13 محرم 1431   العدد  13607
مطر الكلمات
الرحلة في الخطوط السعودية شختك بختك
سمر المقرن

 

إذا كنت تنوي السفر على متن الخطوط الجوية السعودية، فعليك أن تؤمن أولاً بالحظ، لأن رحلتك هذه ستكون (شختك بختك)، فقد يكون مقعدك مكسوراً ولن تجد عنه بديل، وقد تكون طاولة الطعام مكسورة وستضطر في هذه الحالة أن تضع صينية الطعام في حضنك، وقد تكون شاشة التلفزيون لا تعمل، والرحلة طويلة، وأنت من النوع الذي لا يأتيك النوم في الطائرة، عليك أن تعمل حسابك قبل السفر وتحضر معك حقيبة مليئة بالمسليات، إن كنت من النوع الذي يحب القراءة فهذا جيد وليس عليك في هذه الحالة إلا أن تحمل كتاباً أو كتابين تقضي معهما وقت الرحلة، وأحذر أن تكون هذه الكتب ممنوعة حتى لا تتعرض للمصادرة ولن تجد ساعتها ما يسليك في رحلتك، تأكد قبل حمل هذه الكتب أنها ممهورة بختم إحدى المكتبات المحلية.

في كل هذه الحالات لن تجد ما يضمن لك حقك، فمثلاً لن تستطيع استعادة جزء من مبلغ تذكرة الطائرة في حال (حظك) رماك على مقعد ناقص أو أعرج، ولن تحصل على أي تعويض في حال فوجئت بأن شيئاً من حقوقك كراكب لم تحصل عليه، عليك هنا أن تكون خلوقاً وتلتزم الصمت، وإن لم تكن كذلك وحاولت المطالبة فستكون في هذه الحالة (مؤدباً) غصباً عنك!.

لا تتفاجأ عزيزي المسافر إن كنت قد حجزت على متن أي رحلة على درجة الأفق، ووجدت أن هذه الدرجة قد تم إلغاؤها وأن الطائرة مكونة من درجتين (أولى) و(سياحية) مع أني ولخبرتي الطويلة مع شركات الطيران الذي أعرفه أن الطائرة التي لا يكون فيها سوى درجتين تحسب (بيزنس) و(سياحية) ولا يمكن أن تجد هذا على أي طيران في العالم سوى على الخطوط السعودية، وهذا ما حدث بالفعل مع إحدى صديقاتي التي سافرت قبل أسبوعين من القاهرة إلى الرياض وتذكرتها على درجة (الأفق) إلا أنها فوجئت في مطار القاهرة بأن هذه الدرجة ألغيت وعليها إما أن تركب الدرجة السياحية أو تدفع مزيداً من الريالات لتصعد إلى الدرجة الأولى، ونظراً لحالتها الصحية اضطرت المسكينة أن تدفع المزيد مع أن المقاعد في تلك الطائرة لا ترتقي أبداً إلى مرتبة الدرجة الأولى، أكلتها المسكينة واضعة نصب عينها مقولة (مجبرٌ أخاك لا بطل).

أيضاً هناك مشكلة أخرى يُفترض أن لا نجدها عبر الخطوط السعودية والتي عرفنا عنها (المحافظة) بدليل أنها تقريباً المؤسسة السعودية الوحيدة في هذا العهد التي لم تقم بتوظيف النساء لديها، ومن هذا المنطلق المحافظ فإنني أدعوها للنظر في مسألة الاختلاط داخل الطائرة، فمع هذا كله ليس من المنطق أن تركب المرأة التي تسافر وحدها بجانب رجل، خصوصاً على مقاعد الدرجة السياحية الضيقة جداً، وحبذا لو تم احترام المرأة الراكبة خصوصاً من تُفصح لموظف الكاونتر بعدم رغبتها الجلوس بجانب رجل، هذا لم أجده أبداً على الخطوط السعودية ولك أن ترى مشهداً غالباً ما يتكرر على معظم الرحلات عندما تبدأ النساء بمحاولة تغيير المقاعد والمشكلة هنا تقع في (حلق) طاقم الملاحة، مع أنه على الخطوط الأخرى بما فيها الأجنبية تحترم هذا الأمر عندما تُبلغ المرأة موظف الكاونتر بعدم رغبتها بالجلوس في مقعد بجانب رجل، قليلاً من التنظيم، ومزيداً من العمل، وشيئاً من الاحترام يا خطوطنا العزيزة.

www.salmogren.com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد