خدم الأسلاف اللغة العربية خدمة جليلة بوضع القواميس والمعاجم المتنوِّعة التي حفظت اللغة وسهَّلت الوصول إلى معاني الكلمات وتفنّنوا في ذلك بوضع معاجم متخصصة مفيدة إلى اليوم لأنها تظهر ثراء اللغة العربية وقدرتها على استيعاب المعارف المتنوّعة.
ولا توجد مقارنة بين ما عمله الأسلاف وما صنعه المعاصرون رغم التطور الآلي الكبير؛ فما زلنا نعيش عالة على أعمالهم.
واليوم ونحن نعاني من ضعف عام في اللغة وصعوبة في فهمها ومزاحمة اللغة الإنجليزية للعربية نحتاج إلى قواميس تماثل القواميس الأجنبية وبخاصة الإنجليزية، والحاجة ملحة إلى قواميس مبسّطة لصغار السن تربطهم بلغتهم العربية، ونحتاج إلى أن نستفيد من تجارب الأمم المتقدمة في وضع القواميس التي تستخدم فيها الصور للتوضيح وتيسير الفهم مما يعين على توسيع الحصيلة اللغوية من العربية للأطفال.
وإذ كنا نحتار في اختيار القواميس الأجنبية الإنجليزية خاصة الموجهة للأطفال لكثرتها وتنوّعها وثراء مادتها وسهولة استخدامها، فإننا نعاني في الحصول على ما يشبهها بالعربية وهي إن وجدت تعاني من قصور كبير.
وكنموذج من القواميس الإنجليزية التي نحتاج إلى مثلها في العربية أشير إلى قاموس oxford picture dicrionary وهو بالإنجليزية والعربية، يحفل بالصور ولترسيخ معاني الكلمات الإنجليزية زوّد بمقاطع للقراءة مع تحديد للكلمات التي يركز عليها، وأسئلة تساعد على الاستذكار والمراجعة.
إن وجود معجم عربي مصوّر يعرّف بالكلمات العربية ويدعم تذكّرها بالمقطوعات الأدبية، هو مطلب ملح لإثراء لغة الأطفال وربطهم بلغتهم التي تشتكي الإهمال، فبناء الإنسان يبدأ من المراحل الأولى في التعليم.