Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/12/2009 G Issue 13607
الاربعاء 13 محرم 1431   العدد  13607
المملكة والمواقف التاريخية تجاه الشعب الصومالي.. عام 1430هـ نموذجاً
نوح شيخ عبدي جافو

 

سجلت المملكة العربية السعودية خلال العام المنصرم عددا من المنجزات التي سيخلدها التاريخ لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي تجاه الشعب الصومالي الشقيق وحكومته ومنها:

1- مناشدة المملكة على لسان صاحب السمو الملكي وزير الخارجية لكافة الأطراف الصومالية لوضع حد للخلافات السياسية والمواجهات المسلحة، وتغليب المصلحة العليا لاستقرار بلادهم؛ وذلك في افتتاح لقاء مجموعة الاتصال الدولية بمقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة في 17-12-2009م.

2- رفع الحظر عن المواشي الصومالية بعد توقفها لقرابة عقد من الزمن بسبب المخاوف من حمى الوادي المتصدع التي انتشرت قبل أعوام في دول شرق إفريقيا.

حيث رفعت وزارة الزارعة في المملكة الحظر المفروض على استيراد الماشية من الصومال، وهذه لفتة إنسانية قبل أن تكون اقتصادية ذات أهمية للشعب الصومالي عامة وللحكومة الصومالية خاصة وللتجار الصوماليين بصورة أخص؛ وذلك لكون هذه التجارة مصدر الرزق لكثير من الصوماليين وهي التجارة الوحيدة التي يصل ريعها معظم الصوماليين؛ علما بأن الاقتصاد الصومالي يعتمد على مصدرين أساسيين هما: الزراعة وتربية المواشي وقد اختفى النشاط الزراعي نسبيا في البلاد لحاجته إلى التكاليف الباهظة من الآليات والمعدات المعدومة؛ والدعم الحكومي المفقود؛ وعليه لم يعد للموز الصومالي وجودا في الأسواق العربية ولا الأوروبية منذ عقدين.

3- استقبال جرحى انفجار فندق شامو بمقديشو في 3-12-2009م.

الفاجعة التي أقضت مضاجع الأباعد قبل الأقارب كانت فاجعة يوم الخميس في احتفالية تخريج طلبة كلية الطب بجامعة بنادر؛ حيث فجر انتحاري نفسه وسط الحضور المحتفل ليضع حدا لحياة 25 شهيدا بينهم ثلاثة وزراء: التعليم والتعليم العالي والصحة و10 من الطلاب الخريجين وأولياء أمورهم وطبيبا مشهورا من كادر الكلية وصحفيين صوماليين، وجرح عشرات آخرين.

إنه ليوم عسير على أهل العلم والمعرفة،واستهداف وزراء المعرفة والصحة في احتفالية العلم والطب لينبأ عن مدى عمق الجهل والمرض لدى المنفذين الحاقدين.

وفي هذا الجو الكارثي فما كان من المملكة إلا أن ترسل طائرة خاصة مزودة بالأجهزة والكوادر الطبية إلى نيروبي لنقل الجرحى والمصابين لمعالجتهم في مستشفيات الرياض، وكان من نصيب مستشفى الملك الخالد الجامعي بجامعة الملك سعود شرف علاج طبيبين، وعضوين من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب في جامعة بنادر المستهدفة، تشرف بزيارتهما الطلاب الصوماليون بجامعة الملك سعود، وفي قسم الحروق في المستشفى يرقد الطبيان أحدهما: الدكتور عبد الله حسين (بشكليتي BUSHKULEETI أمين عام نقابة الأطباء الصوماليين، الطبيب المحترف الذي لم يغادر مقديشو طيلة الحروب الأهلية، يعالج جرحاها ويعلم طلابها، وها هو تطال إليه يد الغدر ويرقد على السرير الأبيض؛ إلا أن قوة صبره على المصيبة وتجلده وحالته المستقرة هو ما أنسانا على الهموم،رغم تأثرنا بكلامه عند حديثه عن الأطباء الصوماليين المهجّرين من العاصمة؛ إذ يقول كان في مقديشو قبل سنتين حوالي ثمانيين طبيبا لم يبق اليوم فيها سوى ثلاثين طبيبا بعد مغادرة أربعة منهم في رحلته الإجبارية ووفاة خامس في التفجير الغاشم.

4- تنظيم مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية حول الصومال في جدة برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي والذي يتوقع في أن يسفر عن تقديم كافة أنواع الدعم اللازم للحكومة الصومالية لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والإنسانية، غير أن المراقبين يرون أهمية الدور الإنساني في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب الصومالي؛ لاسيما وأن المؤتمر يعقد في بلد عرف باهتمامه في إغاثة الملهوفين ومد يد العون للمحتاجين، كما أن للمملكة العربية السعودية قصب السبق لمساندة الشعب الصومالي المنكوب، ويظهر ذلك جلياً من خلال اهتمام المملكة منذ بداية الأزمة الصومالية وجمع الفرقاء في مكة المكرمة في بداية التسعينيات، ومروراً بلقاء خادم الحرمين في جدة بوفود العشائر الصومالية بعد اختتام مؤتمر مقديشو للمصالحة في عهد حكومة على محمد جيدي رغم أن نتائج المؤتمر لم تكن على المستوى المأمول لتطلعات خادم الحرمين الشريفين وانتهاء بمناشدة الأمس القريب السالفة ذكرها.

أما الشعب السعودي فلم يكن أقل اهتماما من قيادته السياسية التي توجهه بما فيه صلاح الأمتين العربية والإسلامية؛ إذ شيد في الصومال عشرات من المشاريع الممولة من قبل الجمعيات الخيرية أو من فاعلي الخير من السعودية.

وقد عبر الصوماليون شكرهم وامتنانهم للشعب السعودي الكريم وقيادته مرارا وتكراراً، ولا عبرة لبعض الأصوات الشاذة التي تنتقص من الدور السعودي في حل المشكلة الصومالية. كما يرجوا الشعب الصومالي من خادم الحرمين الشريفين بصدور توجيهه الكريم بإطلاق حملة تبرعات شعبية في عموم مناطق المملكة للمساهمة في إغاثة الشعب الصومالي على غرار الحملة السعودية في مساعدة الأشقاء الفلسطينيين بعد أحداث غزة .

وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ بعون الله وتوفيقه بإحباط عمليتين إرهابيتين ضد مصالح المملكة في العام المنصرم تورط فيها صوماليون:

1- إطلاق سراح الناقلة العملاقة (سايرس استار) المملوكة لأرامكو السعودية بعد احتجازها من قبل قراصنة صوماليين، وذلك بعد انتفاضة شعبية وإعلامية ضد القراصنة تندد المساس بالمصالح السعودية، ومساعي حميدة من السلطات السعودية والشركة المالكة.

2- تورط بعض الصوماليين المغررين بأحداث المتسلين من شمال اليمن، حيث تمكن الأمن السعودي بالسيطرة على الوضع والتعامل مع الحدث بالصورة المناسبة دون أن تثير أية مشاكل بين البلدين أو الشعبيين؛ وذلك لمعرفة الأمن السعودي بنية الصوماليين المعروفين بالتهريب البشري في الحدود اليمنية، والنية السيئة للحوثيين باستغلال ظروف الصوماليين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم كفانا الله شرهم ووقانا من كيدهم.

عضو منظمة رابطة المثقفين الصوماليين في المهجر



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد