حادثة الطفلة الأفغانية (راضية) التي أُختطفت من جوار الحرم المدني الشريف في وضح النهار قبل خمس سنوات على يد إحدى المقيمات (جمالات)، والتي بدورها سلمتها لشقيقها المجرم (جنيدي) ليسجنها في شقته؛ حادثة مرعبة، تدل بوضوح على استشراء روح الإجرام في بعض النفوس المريضة التي تسير بيننا، وتتحدث لغتنا، وتأكل من طعامنا؛ ثم ما تلبث أن تتحول إلى وحوش ضارية لا تتورع في اقتراف أي جرم!
خمس سنوات أمضتها الطفلة المقيمة ذات الـ(10) أعوام، في غرفة مظلمة تتعرض داخلها على يد ذلك المجرم إلى شتى الانتهاكات الجسدية دون ذنب اقترفته إلا أنها وقعت أمام (شياطين) لا يقيمون للنفس البشرية، ولا لبراءة الطفولة أي وزن!.
لكن الله كشف جريمة (جنيدي وشقيقته) بعد أن توهما أن لا أحد سيكشف جريمتهما، وأن بإمكانهما أن يضللا رجال الأمن، ويفلتا من يد العدالة، ليعودوا بهذه الطفلة المسكينة إلى موطنهما.
أي نوع من البشر هؤلاء؟
لم تردعهما إنسانية، أو شفقة، أو حتى ذرة من الرحمة، خاصة وأن لديهما أطفالا!
أقول لكم بصدق.. لقد شعرت بقشعريرة تسري في جسدي وأنا أقرأ تفاصيل الجريمة، وعن حالة الإذلال والقهر والاغتصاب الذي عاشته تلك الطفلة المسكينة، بعد أن أوهماها (المجرمان) أن أسرتها قد غادرت البلاد، وأن أمها تقبع في السجن بجريمة قتل!
روى أحد جيران المجرم أنه كان شخصاً منطوياً، ولا يغادر منزله إلا في الصباح الباكر، وفي المرات القليلة التي شاهده فيها، كانت تظهر عليه سيماء التدين في إطلاقه لحيته، وتقصيره ثوبه؛ ونسي أن الله لا تخفى عليه خافية، وهو الذي يمهل ولا يهمل.
تذكرت، وأنا أقرأ جريمة (جنيدي)، القصة الشهيرة (دكتور جيكل) و(مستر هايد) حين تصور حالة رجل مزدوج الشخصية يظهر أمام الناس بمظهر سوي، بينما يخفي الوجه الآخر كرجل شرير، آثم..
كأنما تصور حالة هذا (الوحش) الذي هتك عرض طفلة مسكينة، وأذاقها ويلات الجوع، والحرمان، والإرهاب النفسي والجسدي بينما يظهر أمام الناس بمظهر الرجل التقي والورع!
لقد اقتص القضاء العادل للطفلة (راضية) ولأسرتها المنكوبة من هذا (المجرم وشقيقته) حين أصدر بحقهما العقاب الرادع (القصاص).. وفي يقيني أن القتل أقل ما يمكن أن يصدر بحق هذه (الوحوش الشريرة).
علينا أن نحترس.. فشياطين الإنس تسير بيننا دون أن نشعر بها.
alassery@hotmail.com