فمن تابع الإعلام في الفترة السابقة سواء المرئي أو المقروء سيجد أن هناك ضجة واحتقاناً وغلياناً من البعض وذلك ناتج عن تصريح مقتضب أدلى به رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان، ولعل الكثير من الرياضيين قد استمع إلى ذلك التصريح الذي تحدث فيه عن (الثلاثة الكبار) والذي التقطته وسائل الإعلام ونتج عنه ردود أفعال متفاوتة من قبل البعض ولو أخذنا ذلك التصريح الذي أدلى به (البلطان) بواقعية بعيداً عن الانتماء والتعصب لوجدنا أنه لا يوجد فيه ما يستدعي إثارة تلك الضجة وذلك الانفعال وتلك الردود الحادة والقاسية التي وصلت إلى حد الإساءة لنادي (الشباب)، وهو شيخ أندية الوسطى كما هو معروف، لأن المنطق والواقع يقول إن ما تحدث به البلطان فيه الكثير من الحقيقة الغائبة أو المغيبة.. فنادي الشباب هو صاحب أحد المراكز الثلاثة مع (الهلال والاتحاد) في منافسات كرة القدم في الآونة الأخيرة وليس له منافس على هذا المركز وهذا ما يقوله واقع المنافسات الكروية في الدوري والكأس.. ومن المعروف أن تلك المنافسات هي (المحك) والمعيار الحقيقي لقوة ومكانة أي نادٍ في العالم، ونحن بدورنا جزء من هذا العالم ولسنا استثناء. أما حكاية (الأربعة الكبار) والتي ظللنا نرددها ردحاً من الزمن فلم يعد لها وجود سوى في وسائل الإعلام. وفي اعتقادي أن هذا التصنيف قد انتهى مع انتهاء (المربع الذهبي) سيئ الذكر، وهذا الكلام ليس موجهاً ضد أندية الأهلي والنصر.. فهذان الناديان بلا شك من الأندية الكبيرة بتاريخهما وبطولاتهما وحضورهما في المحافل (المحلية والإقليمية) ولكن الواقع أن هذا المصطلح لم يعد له وجود على أرض الواقع خصوصاً في ظل الحضور والتوهج الشبابي الراهن، لأنه في ظل ترديد هذه المقولة يعني أننا نخرج (الشباب) من قائمة الكبار ونضعه خارج المعادلة وهذا فيه إجحاف لهذا النادي الكبير لا يقبله المنطق ولا الواقع، فكيف نخرج (الشباب) من قائمة الكبار وهو المنافس الحقيقي على جميع البطولات المحلية وهو من أكثر الأندية تغذية للمنتخب الوطني ففي هذا تناقض غريب وعجيب؟. أما إذا كان التصنيف يقتصر على الجماهيرية فيفضل إضافة كلمة (جماهيرياً) للأربعة الكبار أما أن تبقى الجملة على حالها عائمة فهذا غير مقبول لأن الواقع يرفض هذا (التصنيف) في الوقت الراهن. ونحن بدون شك لا نلوم من يريد أن يتمسك بهذا الخيط الوهمي لأن الإنسان بطبيعته البشرية لا يمكن أن يتنازل بسهولة عن شيء كان يملكه وبمتناول يده وسيظل (يكافح وينافح) بكل ما يملك من أدوات للاحتفاظ بهذا (الإرث) ولن يتنازل عنه بسهولة، ولكن في النهاية لا بد من الرضوخ للمنطق والواقع مهما كانت المبررات والأسباب. أما إذا كان لا بد من الإبقاء على التصنيف السابق فلا بد من إلحاق نادي الشباب ليصبح عدد الكبار (خمسة) بدلاً من (أربعة) ويحتفظ الشباب بمركزه الطبيعي ضمن الثلاثة الكبار في الوقت الراهن أو أن يلغي هذا (التصنيف) نهائياً ويبقى الكبير نادياً واحداً فقط وهو الحاصل على أكبر عدد من البطولات المحلية والخارجية على رأي الكاتب (محمد الشيخ).