ربنا يستحق الشكر والحمد، وهو لذلك أهل. كيف لا.. وهو الخالق الرازق المتفضل على عباده بألوان النعم.
ونحن في هذا الوطن العزيز الغالي نتمتع بنعم عظيمة وخيرات وفيرة حبانا الله بها بفضله وكرمه، ثم مما تتمع به قيادتنا الحكيمة من حنكة وحكمة راحت بنا إلى شط الأمان في هذا العالم المتغير المتطور الذي تعصف به الأحداث من كل جانب.
في هذا الوطن الغالي على كل واحد منا قيادتنا رشيدة وولاة أمرنا يدركون كل الأمور- وهذا من توفيق الله لهم؛ لأنهم نشأوا وتتلمذوا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - حيث وضع الأسس القوية لهذا الكيان وكان من أقواها وأشدها تمسكه غفر الله له بكتاب الله المتين وسنة رسوله الأمين، فكان أن أكرمه الله سبحانه وتعالى بالعزة والكرامة وحسن التدبير والتوفيق لسياسية الأمور كما ينبغي رغم هذه الأحداث التي تعصف بالعالم، فحمداً لله؛ فقد وفق ولاة أمرنا ثم سددوا لكل خير ونجاح.
وما أدل على ذلك والبرهان الساطع هذه الأرقام التي تتحدث عن نفسها في ميزانية الخير والنماء التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله- وذلك في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم الاثنين 4-11-1431هـ وكانت بحمد الله الميزانية الأكبر في تاريخ المملكة على الرغم من كل الظروف الاقتصادية الصعبة، والتي يأتي في مقدمتها الانخفاض الحاد في أسعار البترول، ومع ذلك بلغت أرقامها حداً لم تبلغه من قبل، فلك الحمد ربنا ولك الشكر على ذلك.
ومن خلال قراءة متأنية لأرقام الميزانية يجد المواطن الخير كل الخير؛ حيث سيتم تعزيز البرامج التنموية وستوفر الفرص الوظيفة للمواطنين والمواطنات، إضافة إلى الوفاء بالالتزامات المالية للعدد الضخم من المشاريع الكبيرة والتي بحول الله توفر الرفاهية والخير للوطن العزيز وأبنائه.
ويأتي إعلانها بمثابة التأكيد على متانة وقوة الاقتصاد الوطني بحمد الله على الرغم مما أصاب العالم من هزات مالية وخلل في البنية الاقتصادية والتي عمّت وطمّت أرجاء العالم من خلال ظروف بالغة التعقيد ولكن المملكة تبرهن للعالم أجمع من خلال أرقام الميزانية التي أعلنت بأن الاقتصاد بعافية ولم يتأثر بهذه التقلبات التي أصابت وأحاطت بالاقتصاد العالمي بشكل عام.
كل هذا يؤكد لأبناء الوطن أن القيادة حريصة وواعية وأنهم ولاة أمرنا يضعون مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة اهتماماتهم، وهذا ما يؤكد على التلاحم والترابط بين الراعي والرعية في وطن الخير والنجاح.
فولاة أمرنا يدركون ويثمنون قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وهم كذلك.
لذا، يأتي دور المواطن بأن يحافظ على معطيات الخير ويسهم في إنجازات الوطن ويبذل جهده كلٌ بقدر استطاعته بأن يكون ساعداً قوياً أميناً في بناء الوطن العزيز (المملكة العربية السعودية) يجب على الجميع رجالاً ونساء كباراً وصغاراً ألا يبخلوا عليها بأي جهد فقد أعطتنا الكثير والكثير.
ويلزمنا تجاهها كل خير في رعاية مصالحها ولنضع يدنا بيد ولاة أمرنا بقيادتها الرشيدة ليستمر العطاء وتنهض البلاد في شتى مرافقها، ويجب أن يدرك الجميع أن الإنسان -إنسان هذا الوطن- هو الأساس في عملية البناء والتطوير والتقدم.
فليس لأحد عذر، بل العمل في هذا العالم المتجدد المتطور المتغيّر الذي أصبح كالقرية الصغيرة حيث تمت وتطورت وسائل الاتصال بأنواعها وبشكل يلفت النظر ويستحوذ على ذي اللب المدرك.
أكررها، دعوة صادقة لكم أبناء وبنات وطني من هذا المنبر الإعلامي جريدة (الجزيرة) أن نقدر لربنا هذا العطاء، ثم لولاة أمرنا هذا الحرص والتفاني في خدمة هذا الكيان العزيز، ونبذل كل ما في وسعنا لتستمر النهضة ويعمّ الخير أرجاء الوطن، ونقدر لولاة أمرنا هذه العناية والرعاية التي يحسدنا عليها الآخرون.
مدير المعهد العلمي في محافظة الرس