Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/12/2009 G Issue 13601
الخميس 07 محرم 1431   العدد  13601

عدت بالصحة ورافقتك السلامة
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

 

عدت بالصحة ورافقتك السلامة يا سلطان الخير وعنوان الجود، فأهلاً بك في وطنك المتعطش لرؤيتك، المشرئب لطلعتك البهية، لقد سيطر سلطان على العواطف، فالقلوب معه في زمن استشفائه، وفي زمن إقامته في المغرب، لقد طالت الغيبة، وامتدت الغربة، وما علم سلطان أن أفراد شعبه يعدون الليالي والأيام، وما علم سلطان أن الألسن تلهج بالدعاء له بالسلامة. لقد عدت بالسلامة فاستبشر الشعب، ووطأت أرض الوطن فتبسم الزهر ورقت الريح وتنفست الصبا صبا نجد. أيها القادم الميمون جنابه الطاهر إهابه، رحبت بك أرض الرياض قبل أن تصافح الأكف، وغنت الطيور ألحانها في حال هبوط طائرتك، لقد أودع الله محبتك في القلوب، فالشيخ يدعو لك بالسلامة والطفل ينشد أنشودته في سلطان، إن سر محبة سلطان يعزى إلى محبة سلطان لشعبه، فسلطان يحب الصغير والكبير ويتمنى الخير لكل إنسان، إنه ينشد الصحة والسلامة ورغد العيش لكل أسرة هكذا شأنه، جبل على الخير وانطبع به.

أيها الطائر الميمون لقد نقلت إلينا ولي العهد الأمين فأهلاً به وسهلاً نزل بين أهله وذويه، لقد صفقت الأكف حال هبوط الطائرة، وكبر الناس لما بدت طلعة سلطان، وهلل المستقبلون لما رأوا عنوان الصحة فوق رأس سلطان لقد علت شفتيه الابتسامة المعهودة والبشاشة التي لا تفارق وجهه الكريم، إنها بشاشة تجلب السرور، لا تفارق محياه، فهي ملازمة له:

قدوم سعادة وقفول يُمنٍ

هي السراء تمحق كل حزن

أظلتك السلامة ما تغنت

مطوقة على فننٍ تغني

لقد تجدد جمال الدنيا برؤية سلطان، وتضاعف بهاؤها بقدومه فكأن أيام قدومه قد لبست حللاً نيرة، وتبخرت في حُلى زُيِّنت، لقد خرج الشعب للقائك وعلى رأسه قائد المسيرة الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز فرحب بك حال وصولك أرض الرياض، وخرج للقائك أمراء آل سعود الميامين يصحبهم الوفاء وترافقهم المحبة فهم متآزرون في حال الرخاء كما هم متضامنون في حال الشدة، لقد غصت صالات المطار بمستقبليك وتجمعت الأسر حول التلفاز لترى طلعتك البهية وهي تصافح أرض الوطن بعد طول غياب، لقد هب الشعب لاستقبالك صغيرهم وكبيرهم يتزاحمون لرؤية سلطان والاطمئنان على سلامته، وقد كانت إطلالة سلطان تبشر بالخير فهو في كامل صحته ولله الحمد. عدت يا سلطان فاغتبط الشعب سروراً، لقد نال خيرك المساجين وأسرهم فمع قدومك زفت البشرى للمساجين ففرحوا وفرح ذووهم، قدومك قدم معه الخير، وقد عهد الناس الخير منك في كل آونة وحين. لقد تزينت شوارع الرياض وميادينها، فالأعلام ترحب، وكلمات الوفاء تعلو كل منعطف قائلة قدمت يا سلطان الخير فأهلاً بك، لقد رحبت الرياض بأميرها القديم، وهي ترحب به اليوم ولياً للعهد يؤازر خادم الحرمين الشريفين في رخاء الشعب وبناء مؤسساته، لقد تزينت مدن المملكة احتفاء بمقدم سلطان، الكل يرغب في مشاركة الفرح، فالمتاجر في الرياض وغير الرياض وضعت لافتات الترحيب بسلطان بن عبدالعزيز، إنها المحبة تمتد في طول البلاد وعرضها معبرة عن السرور رافعة إشارة الرضا والمحبة، هذا الحب وهذا الوفاء من شعب المملكة العربية السعودية لولي العهد الأمين دلالة على الروابط القوية التي تربط الشعب بقادته، فكل فرد في هذه المملكة الحبيبة يسأل عن سلطان حتى قدومه، وها هو اليوم يفرح لأن القادم صافح أرض الوطن فهنيئاً لنا بمقدم سلطان وعاء الخير والبركة لشعب المملكة وللإنسانية بكافة، فولي العهد جدير بتقديرنا، فهو العسكري المحنك رأس وزارة الدفاع منذ أمد بعيد إلى يومنا، فكلنا نتذكر حماية حدودنا الجنوبية منذ ربع قرن وكيف أوقف سلطان المعتدين وجلب معداتهم إلى الرياض فعرضها في مدخل وزارة الدفاع، فجيشنا الأبي لا يرضى أن تدنس أرض المملكة العربية السعودية فهو درع للوطن، وبالأمس القريب وقف جيش سلطان في الخفجي فطهر الأرض وأسهم في تحرير الكويت وها هو اليوم يحمي حدودنا الجنوبية من المتسللين، وقد تسلح بالإيمان ثم بالأداة القتالية التي أعدها سلطان لكل معتد على أرض الوطن. إن الكلمة الضافية التي ألقاها سلطان بن عبدالعزيز على أبناء شعبه حال وصوله إلى أرض الوطن لتنبئ عن إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وأبناء الوطن، فقد شكر المليك على استقباله وزيارته في المغرب كما أشار سموه إلى أزمة الاقتصاد العالمية وبيّن ألمه من مصاب جدة وشكر كل من استقبله من الأمراء والعلماء والوزراء، لقد كان سلطان بن عبدالعزيز مع شعبه في أيام صحته وفي أيام استشفائه، ففي الأيام التي قضاها في المغرب كان يتابع ما يحدث للوطن والمواطن، فيأمر بعلاج المريض في داخل المملكة وفي خارجها، ومشاريع سلطان العلاجية معروفة غير مجهولة، فمركز القلب في المستشفى العسكري أنقذ بإذن الله كثيراً من المرضى ومدينة سلطان الإنسانية مدينة علاجية متكاملة، أدام الله على ولي العهد ثوب الصحة والعافية، فهذا ما ينشده كل مواطن.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد