الجزيرة- هبة اليوسف
عقد مساء يوم الثلاثاء الماضي حلقة نقاش مفتوحة هي الأولى من نوعها بين خبراء عالميين ومحليين في مجال التوحد وأهالي التوحديين بعنوان: (اسأل الخبير ماذا يمكن أن نفعل لأطفالنا؟)، بقاعة الأمير سلمان للاجتماعات في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وذلك بتنظيم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وبالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، وذلك حرصاً من المركز على مساعدة الأهالي في معرفة كل ما ينقصهم حول التوحد، وقد طرح الأهالي العديد من الأسئلة عن الأكل والتخاطب والنطق واضطرابات النوم وفرط الحركة، والقلق وطرق التواصل والتعامل مع أطفالهم.
وقد طالبت أمهات التوحديين الحاضرات بعدد من المطالب، وقد التقت (الجزيرة) بأم نايف التي ذكرت معاناتها مع ابنها التوحدي الذي يبلغ من العمر خمس سنوات:
(حقيقة ينقصنا الكثير من الدراسات حول التوحد بالمملكة, ونحن نعاني الكثير مع أبنائنا، فابني أعراض التوحد لديه خفيفة، لذلك فهو لا يقبل في مدارس التوحديين ولا في المدارس العادية والقطاع الحكومي لم يطبقوا الدمج بشكل تام فهم يخضعون الطفل لتقييم قبل قبوله، ومن المعروف أن التوحديين لا يتقبلون الأشخاص الذين لم يتعودوا عليهم من قبل، لذلك فلو خضع ابني للتقييم لن يتقبلهم، وبالتالي سيعتبرونه ممن لديهم توحد شديد ولا يتم قبوله، مع العلم أن التوحد لديه خفيف.
أما المدارس الخاصة فهي تضاعف السعر للطفل التوحدي فهم يأخذون من الأطفال العاديين (7000) ريال.. أما ابني فطلبوا (25000) ريال، وهذا المبلغ لا تقدر عليه كل الأسر والمشكلة الأخرى هي عدم تقبل المجتمع لمرضى التوحد فأنا لا أصطحب ابني معي لأي مكان).
أما أم سامر: التي كانت محتارة فلا تعرف إلى أين تذهب للتأكد من أن ابنها (3 سنوات) مصاب بالتوحد فعلاً حيث إن مركز الأمير فيصل بن فهد ذكروا لها بأنه ربما يكون مصاباً بطيف التوحد ولكنهم غير متأكدين من ذلك، فالأعراض في ابنها ليست واضحة بشكل تام، وذكرت بأنها تضع ابنها في حضانة عادية وهم لم يلاحظوا عليه أي شيء سوى أنه لم يستطع مساعدة نفسه في الذهاب للحمام، وطالبت بأن يكون هنالك مكان يحتويهم فهم كثيرو الحركة، ويجب أن يكون هنالك مركز متخصص يفرغون فيه طاقاتهم.
وقالت أم عريب:عندما أردت إلحاق ابنتي بالمدارس الحكومية وفي أثناء تشخيصها من أجل الدمج قالوا لي: لا تذكرين بأن لديها توحد، وإنما قولي بأن لديها مشاكل في التواصل فقط.. لماذا أذكر شيئاً ليس في ابنتي وأخفي حقيقة مرضها عن المدرسة التي ستقضي فيها نصف يومها, والبعض منهم يقول لي سافري بها وعالجيها في مراكز خارج المملكة.. ولماذا مرة أخرى آخذ ابنتي لمراكز لا يعلّمونها لغتها فكيف تتواصل مع مجتمعها فيما بعد، وبالرغم من أن حالة ابنتي خفيفة جداً إلا أنه عندما أذكر ذلك للمدارس عند تسجيلها يصيبهم الهول، وكأنني قلت إنها مصابة بمرض معدٍ أو كأنه عار كبير، وعن المراكز الخاصة ذكرت:
(المراكز الخاصة جيدة نوعاً ما ولكن أطفالنا بحاجة لأكثر من ذلك، فقد عملت لابنتي نظاماً معيناً وهو المدرسة وجلسة يومية بالإضافة لمُدرّسة خاصة تأتي لها في المنزل، وقد تحسنت كثيراً على هذا النظام ولكنه مكلف جداً.. فأنا أخصص مبلغ 5000 ريال شهرياً لهذه الدروس، ولا أستطيع قطع أي شيء عنها حتى لا تنتكس حالتها فهي تعودت عليها وأصبحت روتين حياتها حتى أهلي جزء من هذا الروتين فإذا سافروا تتضايق جداً وتكون مستاءة بشكل كبير).
أما أم محمد التي كانت متضايقة لأنها لم تكتشف حالة ابنها إلا في وقت متأخر نسبياً حوالي الأربع سنوات، ووضعت اللوم على وسائل الإعلام حيث ذكرت أنهم كانوا يعرضون الحالات الشديدة من التوحد وقد ارتبط التوحد عند معظم الناس بالتخلف العقلي، وذكرت أنها لم تكن تعلم بوجود نوع خفيف من مرض التوحد.. وأنها كانت تعلم بأن أبنها مصاب بشيء ما، ولكنها استبعدت التوحد بسبب الصورة التي أخذتها عنه من الإعلام، كما ذكرت بأنها ألحقت ابنها بمدرسة عادية وهم لم يلاحظوا عليه شيئاً سوى فرط حركة وقلة تركيز، وتقول بأنها اضطررت أن تقول لهم بأنه مصاب بفرط حركة حتى لا يُطرد من المدرسة فلا مدارس التوحديين تقبله ولا المدارس العادية، وهي تريده أن يختلط بالمجتمع.. وهذه هي الطريقة الوحيدة حتى يتحسن.
وأضافت: نحن بحاجة لمدارس خاصة لهم وإخصائيين يتابعون حالتهم، وأبحاث متوسعة في كل شيء خاص بالتوحديين من أكلهم وطرق التعامل معهم والتواصل... إلخ
وفي نهاية اللقاء شكرت مركز الأمير سلمان على جهودهم في حلقة النقاش وقالت: هذه خطوة أولى ونتمنى أن يتبعها العديد من الخطوات في مجال التوحد, وكنا نتمنى من المختصين أن يعطونا حلولاً ناجعة وآخر ما توصلت إليه الأبحاث، وآخر المستجدات في طرق العلاج والتواصل، ولكن للأسف لم يكن هنالك متسع من الوقت.. لذلك نتمنى عمل لقاءات أخرى.