Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/12/2009 G Issue 13601
الخميس 07 محرم 1431   العدد  13601
بين اجتماعين
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

 

في مناسبتين متقاربتين، لم يكن الأهم عنوانهما، ولا حتى متنهما؛ فهامشهما الحواري والتعارفي؛ حين مؤتمر الأدباء، ونادي الاقتصادية الصحفي هو الأهم؛ كما طبيعة اللقاءات العلمية والاجتماعية: الرسمية وغير الرسمية في كل أرض الله.

لتكن لنا تحفظاتنا عن مجريات مؤتمر الأدباء ووضع الأندية ولائحتها واتحاد منتسبيها، وحتى بعض برامجها ومطبوعاتها، لكن المؤكد أن صديقنا العزيز الدكتور عبدالعزيز السبيل، وهو يختتم عمله الرسمي في وكالة الثقافة، جدير بالتقدير؛ فقد بدا لبعضنا جزءاً من الإشكالية، وهو - في الحق - الجزء الأهم في تهدئة الأمور ومحاولة (حلحلتها)؛ فالتعامل مع الشأن الثقافي محكوم بجهات وجبهات، وقد ناله ما ناله من سهام الأطراف المتضادة؛ ما يجعله نموذجا للصبر وعدم اليأس والمحاولة المستحيلة لإرضاء الجميع، وهيهات.

حين تولى (أبوحسان) الوكالة، وكان صاحبكم خارج الوطن ، قدم الزملاء ملفا احتفائياً به، وهو يستحقه دون دافع من علاقة عمر تربطنا مذ كنا طلابا في المرحلة المتوسطة؛ فقد قرأ صاحبكم الملف مع من قرؤوه، وعكس إذ ذاك توقعات الوسط الثقافي من أول وكيل للثقافة؛ وإذ يوشك على الترجل (ونتمنى ألا يفعل) فله التقدير لما عمل وما لم يعمل، وربما تحدث يوما فقال ما لم يقل؛ وشهادته - لو تمت - ستكون عنوانا لمعضلة الثقافة الموجهة، وربما كان وجود جهاز رسمي للثقافة أول تلك المعضلات.

أما الأستاذ الخلوق عبدالوهاب الفايز فقد استطاع في ناديه جمع النخب الصحفية وبعض رجال الأعمال والإعلام في لقاء سنوي فريد؛ محوره ألا يكون له محور؛ فتبادلوا الهموم المشتركة في حوارات ثنائية وثلاثية وجمعية، ولعل هيئة الصحفيين تتابع مثل هذا الإنجاز، وتتبنى مقهى ثقافيا في مقرها الجديد يأذن بتواصل مهني منتج يتيح للأفكار أن تتكامل.

شكراً للصديقين؛ فقد جمعا بوعي وسعي، وآن أن ننتظر اتحاد الكتاب، وصندوق الأدباء، وإلغاء الأندية أو تعديل مسمياتها وأهدافها وانتخاب مجالسها، وتأسيس مراكز ثقافية في كل مدينة وقرية، وإنشاء جائزة الصحافة (يقول الدكتور عبدالله الجحلان إنها قادمة)، وكذا تفعيل هيئة الصحفيين، والدفاع عن مكتسباتهم وحقوقهم، والعناية بالطلعة المتوثبة من الأجيال الجديدة، والتواؤم مع معطيات التقنية ومخرجاتها.

آمال متواضعة إذا قيست بما حققه الأدنون فضلا عن الأقصين؛ لكنها الثقافة تتعامل مع انتماءات النخب ومساءلة القيم وتحريك الساكن وربما تسكين المتحرك؛ وهل يرفع الفاعل إلا عامله، وهل عامله إلا المتصرف، وهل الحياة إلا صراع ضد التخلف والتطرف، ولن يستطيع ذلك من سلبت إرادته أو ضعفت همته؛ فبات غيره وصيا عليه.

التغيير تطوير.



ibrturkia@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد