جَرِّدِ العزمَ على سَفْحِ التلالْ |
وتجاهل شوقَ رباتِ الحجالْ |
فمغاني الحبِّ قد طِيفَ بها |
وجوازيها يجافيها الدلالْ |
واسألِ الأرضَ التي تعتادُها |
وانتظر منها جواباً للسؤالْ |
وانبُشِ الأحجارَ ما أنطقَها |
كيف هاجت بين هاتيك الجِبالْ |
أيُّ ريحٍ عاصفٍ جازتْ بنا |
فأحالت ، غَضَباً ، حِلْمَ الرجالْ |
من أتى المحذورَ في ركنِ الحمى |
من أثارَ الأسْدَ في سوءِ الفِعالْ |
من تولَّى كِبْرَهُ مستهتراً |
من سعى في أرضِنا تيهاً وجالْ |
هل رأى أعينَنَا وَسْنَى بها |
أو رآنا تحت أفياءِ الظلالْ |
أو رأى فينا قناةً غضَّةً |
رامها من ساقَهُ كبشَ ضَلالْ |
ليت شعري ما الذي أزهَقَهُ |
فَضَغا بين ترانيمِ النِّبَالْ |
ركب الصعبَ جهولاً مُقْدِماً |
يحسبُ الدربَ وطيئاً كالرمالْ |
فأتى الحتفَ ولم يعلمْ بهِ |
إنَّ ما يرتادُهُ صعبُ المنالْ |
ما لوكرِ (الدُّودِ) غالَتْ جندُهُ |
ترتجي ما كان في ضَرْبِ المُحالْ |
تتوارى حين ينْشَقُّ السَّنا |
وإذا جَنَّ الدجى فُكَّ العِقالْ |
خانت الكفَّ التي مُدَّتْ لها |
نشأت هوجاءَ أغوى من ثُعالْ |
لهْفَ نفسي من غَذَاها إرثَها |
أتراها (الفرسَ) يا بئسَ المآلْ |
دفنوا فيهم وماجُوا ونجَوْا |
نَفْثَةُ السرداب وهمٌ واحتيالْ |
ضاقت الأرض عليهم فبَغَوْا |
وجَنَى البغيَ فقيرٌ وعِيَالْ |
وقلوبٌ ملؤها الحبُّ غدَتْ |
لقمةً للظلمِ من أهل الرِّحالْ |
من بني الأعمامِ جُذَّتْ رَحِمٌ |
طالما عاشتْ على دربِ الوِصالْ |
ليتها باتت على آلائها |
بين طيب العيشِ والماءِ الزُّلالْ |
حينما كنا نهاديها المُنى |
ونواليها على أسمى خِلالْ |
فَمَعَ الإشراق تمتارُ ضُحىً |
ورواحُ الأوبِ مملوءُ السِّلالْ |
ولدى (الخُوبَةِ) أفراحٌ مَضَتْ |
سَعِدَ الناسُ بها في كلِّ حالْ |
إن إيماناً على حُبِّ الثرى |
قد هدانا نحو غاياتِ الكمالْ |
فسَمَونا كلما لجَّ بنا |
لِنُذِيقَ الخصمَ من غَولِ الحَلالْ |
فيَدٌ في حلقِهِ تخنُقهُ |
ولساقِيه اختلاسٌ ودِغَالْ |
ينثني عنهُ وفينا أمْرُهُ |
إذْ غدا منسِمُه بين الحبالْ |
راحَ نهبْاً للعوالي بعدما |
شُرِّدتْ أفراسُهُ بين البِغَالْ |
من يكنْ للأسود العنسيِّ يو |
ماً وريثاً فقصاراهُ النَّكالْ |
نسْحَنُ الصخرَ إذا لاذوا به |
ونداويهِ إذا مال وعالْ |
لكن (الحكمةُ جاءت يمناً) |
شَرَفاً ممن تسامَى بالخصالْ |
يا غويَّ الذهنِ ما أنت هُنا |
هل رفعتَ الطرفَ مردوعَ الجِوالْ |
لترى (نجرانَ) أو (جازانَ) أو |
ما حَوتْ (نجدٌ) إلى (حدِّ الشَّمالْ) |
أو ترى (صنعاءَ) أو (إبَّاً) إلى |
(عدنِ) العزَّةِ في كل مجالْ |
كلها قلبٌ وفيٌّ يلتقي |
من لدن (ميدي) إلى أقصى (أُوَالْ) |
جندُ عبدِ اللهِ لا تخشى الوغَى |
لا تبالي حين يدعوها القتالْ |
رحِمَ الله ُعقولاً أينعَتْ |
فأنابت بيقينٍ واعتدالْ |
عضو مجلس الإدارة في نادي القصيم الأدبي |
|