Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/12/2009 G Issue 13601
الخميس 07 محرم 1431   العدد  13601

ليتها باتت على آلائها
صالح بن إبراهيم العوض

 

جَرِّدِ العزمَ على سَفْحِ التلالْ

وتجاهل شوقَ رباتِ الحجالْ

فمغاني الحبِّ قد طِيفَ بها

وجوازيها يجافيها الدلالْ

واسألِ الأرضَ التي تعتادُها

وانتظر منها جواباً للسؤالْ

وانبُشِ الأحجارَ ما أنطقَها

كيف هاجت بين هاتيك الجِبالْ

أيُّ ريحٍ عاصفٍ جازتْ بنا

فأحالت ، غَضَباً ، حِلْمَ الرجالْ

من أتى المحذورَ في ركنِ الحمى

من أثارَ الأسْدَ في سوءِ الفِعالْ

من تولَّى كِبْرَهُ مستهتراً

من سعى في أرضِنا تيهاً وجالْ

هل رأى أعينَنَا وَسْنَى بها

أو رآنا تحت أفياءِ الظلالْ

أو رأى فينا قناةً غضَّةً

رامها من ساقَهُ كبشَ ضَلالْ

ليت شعري ما الذي أزهَقَهُ

فَضَغا بين ترانيمِ النِّبَالْ

ركب الصعبَ جهولاً مُقْدِماً

يحسبُ الدربَ وطيئاً كالرمالْ

فأتى الحتفَ ولم يعلمْ بهِ

إنَّ ما يرتادُهُ صعبُ المنالْ

ما لوكرِ (الدُّودِ) غالَتْ جندُهُ

ترتجي ما كان في ضَرْبِ المُحالْ

تتوارى حين ينْشَقُّ السَّنا

وإذا جَنَّ الدجى فُكَّ العِقالْ

خانت الكفَّ التي مُدَّتْ لها

نشأت هوجاءَ أغوى من ثُعالْ

لهْفَ نفسي من غَذَاها إرثَها

أتراها (الفرسَ) يا بئسَ المآلْ

دفنوا فيهم وماجُوا ونجَوْا

نَفْثَةُ السرداب وهمٌ واحتيالْ

ضاقت الأرض عليهم فبَغَوْا

وجَنَى البغيَ فقيرٌ وعِيَالْ

وقلوبٌ ملؤها الحبُّ غدَتْ

لقمةً للظلمِ من أهل الرِّحالْ

من بني الأعمامِ جُذَّتْ رَحِمٌ

طالما عاشتْ على دربِ الوِصالْ

ليتها باتت على آلائها

بين طيب العيشِ والماءِ الزُّلالْ

حينما كنا نهاديها المُنى

ونواليها على أسمى خِلالْ

فَمَعَ الإشراق تمتارُ ضُحىً

ورواحُ الأوبِ مملوءُ السِّلالْ

ولدى (الخُوبَةِ) أفراحٌ مَضَتْ

سَعِدَ الناسُ بها في كلِّ حالْ

إن إيماناً على حُبِّ الثرى

قد هدانا نحو غاياتِ الكمالْ

فسَمَونا كلما لجَّ بنا

لِنُذِيقَ الخصمَ من غَولِ الحَلالْ

فيَدٌ في حلقِهِ تخنُقهُ

ولساقِيه اختلاسٌ ودِغَالْ

ينثني عنهُ وفينا أمْرُهُ

إذْ غدا منسِمُه بين الحبالْ

راحَ نهبْاً للعوالي بعدما

شُرِّدتْ أفراسُهُ بين البِغَالْ

من يكنْ للأسود العنسيِّ يو

ماً وريثاً فقصاراهُ النَّكالْ

نسْحَنُ الصخرَ إذا لاذوا به

ونداويهِ إذا مال وعالْ

لكن (الحكمةُ جاءت يمناً)

شَرَفاً ممن تسامَى بالخصالْ

يا غويَّ الذهنِ ما أنت هُنا

هل رفعتَ الطرفَ مردوعَ الجِوالْ

لترى (نجرانَ) أو (جازانَ) أو

ما حَوتْ (نجدٌ) إلى (حدِّ الشَّمالْ)

أو ترى (صنعاءَ) أو (إبَّاً) إلى

(عدنِ) العزَّةِ في كل مجالْ

كلها قلبٌ وفيٌّ يلتقي

من لدن (ميدي) إلى أقصى (أُوَالْ)

جندُ عبدِ اللهِ لا تخشى الوغَى

لا تبالي حين يدعوها القتالْ

رحِمَ الله ُعقولاً أينعَتْ

فأنابت بيقينٍ واعتدالْ

عضو مجلس الإدارة في نادي القصيم الأدبي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد