Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/12/2009 G Issue 13601
الخميس 07 محرم 1431   العدد  13601

مداخلات لغوية
من أخطاء التوثيق
أبو أوس إبراهيم الشمسان

 

قد يعتمد المصنف على حفظه أو على النقل من غيره فربما وقعت بذلك بعض أخطاء في نسبة الأقوال إلى أصحابها، ومن ذلك قول ابن عقيل (3: 160) وذهب جماعة من الكوفيين- ومنهم الفراء- إلى أنهما اسمان». ولكن الفراء يقول في معاني القرآن (2: 141) وقوله (نعم الثوابُ) ولم يقل: نعمت الثواب، وقال (وحسنت مرتفقًا) فأنث الفعل على معنى الجنة ولو ذكّر بتذكير المرتفق كان صوابًا، كما قال (وبئس المهادُ)، و(بئس القرارُ)، (وبئس المصيرُ) وكما قال (بئس للظالمين بدلاً) يريد إبليس وذرّيته، ولم يقل بئسوا. وقد يكون (بئس) لإبليس وحده أيضًا. والعرب توحد نعم وبئس وإن كانتا بعد الأسماء فيقولون: أما قومك فنعموا قومًا، ونعم قومًا، وكذلك بئس. وإنما جاز توحيدهما لأنهما ليستا بفعل يلتمس معناه، إنما أدخلتا لتدلا على المدح والذم، ألا ترى أن لفظهما لفظ فَعَلَ، وليس معناهما كذلك.

ومن ذلك قول الرضي (شرح الكافية،3: 52) و(ما) المصدرية حرف عند سيبويه، اسم موصول عند الأخفش والرماني والمبرد». ولكن المبرد في (المقتضب، 3: 200) يذكر اختلاف سيبويه والأخفش، ويصف الأخفش بأنه خلط، ثم قال: (والقياس والصواب قول سيبويه). قال الشيخ عضيمة: (والعجيب بعد هذا أن ينسب الرضي، والسيوطي إلى المبرد بأنه يرى أن (ما) المصدرية اسم، كما يراه الأخفش)). ومنه قول أبي حيان في (التذييل والتكميل، 4: 281) و(لا) إعمالها قليل جدًّا، حتى إنّ أبا الحسن زعم أنها يُرفع ما بعدها بالابتداء، ومنع النصب، وتبعه أبو العباس، فهي عندهم لا تعمل عمل (ليس). وقال المرادي في (الجنى الداني301) (ومنع المبرد، والأخفش، إعمال لا عمل ليس). ولكن المبرد يقول في (المقتضب، 4: 382) (وقد تجعل (لا) بمنزلة (ليس) لاجتماعهما في المعنى، ولا تعمل إلاّ في النكرة، فتقول: لا رجلٌ أفضلَ منك). ومن ذلك قول الأنباري (الإنصاف، 366، المسألة 67) (ذهب الكوفيون إلى أن الواو العاطفة يجوز أن تقع زائدة، وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش وأبو العباس المبرد). ولكن المبرد يقول في (المقتضب 2: 77) وقالوا أيضًا: إذا السماءُ انشقَّت أذِنتْ لربِّها وحُقَّت. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو، ثم قال في (2: 78) (وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين). ومنه قول ابن السراج (وكان الكسائي يجيزُ الجزِمَ إذا فرق بين الفعلين بصفةٍ (جار ومجرور)، نحو قولك: إنْ تأتني إليك أَقصدْ). ولكن جاء في (معاني القرآن للفراء،2: 422) (وكان الكسائي يجيز تقدمة النصب في جواب الجزاء...) واحتج بقول الشاعر:

وللخيل أيام فمن يصطبر لها

ويعرف لها أيامها الخيرَ تُعقب

فجعل (الخير) منصوبًا ب(تعقب). و(الخير) في هذا الموضع نعت للأيام.

14- ليس رأيًا لسيبويه: قال: ((قوله: (استعجالهم) فيه أوجه:

أحدها: أنه منصوب على المصدر التشبيهي، تقديره: استعجالا مثل استعجالهم، ثم حذف الموصوف، وهو (استعجال)، وأقام صفته مقامه، وهي (مثل)، فبقي: ولو يعجل الله مثل استعجالهم، ثم حذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، قال مكي: وهذا مذهب سيبويه، وقد تقدم مرارا أن مذهب سيبويه في هذا، أنه منصوب على الحال من ذلك المصدر المقدر، وإن كان مشهور أقوال المعربين غيره، ففي نسبة ما ذكرناه أولا لسيبويه نظر).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد