Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/12/2009 G Issue 13596
السبت 02 محرم 1431   العدد  13596
أضواء
جديد الإسرائيليين وجديد حكام الفلسطينيين
جاسر الجاسر

 

لا جديد عند الإخوة الفلسطينيين؛ جماعة فتح مدَّدت للرئيس محمود عباس والمجلس التشريعي الفلسطيني، وبهذا تكون جماعة السلطة من الإخوة الفلسطينيين قد حلوا مشكلة عدم ترشح الرئيس محمود عباس للرئاسة الفلسطينية للمرة الثانية وصعوبة إجراء انتخابات على كامل الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، سواء كانت انتخابات رئاسية أو تشريعية؛ فقرار التمديد يجعل (أبو مازن) رئساً للسلطة الفلسطينية إلى أن تنفرج الأمور بين الفلسطينيين وتحصل معجزة المصالحة الفلسطينية بين الحاكمين في رام الله ونظرائهم في غزة. وكذلك حال انتخابات المجلس التشريعي.

ومعنى هذا أن التمديد يجعل الوضع على حاله.. وعلى الفلسطينيين الشعب والأكثرية المغلوبة على أمرها أن تنتظر الفرج..!!

إذن، لا جديد في الجانب الفلسطيني، أما في الجانب الآخر.. جانب الإسرائيليين الذين سلبوا أرض فلسطين وتماسك فلسطين ووحدة أهل فلسطين، فكل يوم يحدث جديد؛ فالإسرائيليون وحتى قبل أن يتسلم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو السلطة في الكيان الإسرائيلي، وقد ركزوا جهودهم على استكمال ابتلاع مدينة القدس الشريف محاولين في البدء هدم المسجد الأقصى الرمز الإسلامي الذي يمثل وجوده بقاء للمدينة الإسلامية، بل أحد أهم العواصم الإسلامية المعاصرة، ولهذا، فإن الإسرائيليين تستند إستراتيجيتهم على إلغاء وتدمير المسجد الأقصى بل هدمه تماماً، ومن ثم تنفيذ الخطوات الأخرى بإبعاد الفلسطينيين والمقدسيين بالذات وإحلال اليهود القادمين من الغرب من المستوطنين، ولهذا فقد تم في البداية إبعاد الحراس الذين يقومون بواجبهم وعملهم في حماية المسجد الأقصى وبعد أن حرم المسجد من حراسه بدأ التضييق على المقدسيين الذين يواظبون على أداء الصلاة في المسجد، ثم صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها وأخذت تبعد القيادات الدينية والوطنية عن محيط الحرم القدسي وتمنعهم من تأدية الصلاة في المسجد الأقصى، وهذه هي المرة الأولى في العالم التي تقدم سلطات - حتى وإن كانت سلطات احتلال المواطنين الذين تحتل أراضيهم دولة أخرى - على منع المؤمنين من أداء الصلاة في مسجد يعد واحداً من أهم المقدسات الإسلامية.

إجراء ما كان له أن يتم، ولا أمكن للإسرائيليين أن يمنعوا المؤمنين المسلمين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، لو كان الفلسطينيون متحدين ويداً واحدة؛ فالضعف الفلسطيني والفرقة الفلسطينية والتشرذم في المواقف السياسية والتجاذب نحو أطراف دولية وإقليمية تسعى لتوظيف القضية الفلسطينية لخدمة أجنداتها، انشغال الفلسطينيين بخدمة أهداف الأطراف الإقليمية الأخرى شجع الإسرائيليون على منع المؤمنين من الصلاة في المسجد الأقصى تمهيداً لهدم المسجد وتهويد المدينة المقدسة.. وهكذا، فإن جديد الصهاينة مزيد من التضييق على الفلسطينيين.. وجديد قادة الفلسطينيين مزيد من التباعد وتسويف القضية.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد