إعداد: سامي اليوسف :
(السلطة الرابعة).. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عدداً من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «المحلل الكروي بقناة الجزيرة الرياضية.. عبدالله شريدة » فماذا قال:
أين تجد نفسك أكثر كوسيط أو وكيل أعمال لاعبين أم كمحلل كروي؟
- لا طبعاً أنا وكيل أعمال لاعبين وكمحلل ما زلت في بداية المشوار.
كيف في بداية المشوار وسبق لك الظهور في ثلاث قنوات: art والرياضية السعودية والآن الجزيرة؟
- أقصد أنني في بداية الطريق. صحيح أنا بدأت في art ثم ظهرت بحضور جيد في مباراتين عبر قناة الزعيم ولكني رفضت الاستمرار فيها لكي لا أحسب على قناة ناد، وظهرت في القناة الرياضية والآن في الجزيرة شاركت في 3 مباريات كان الهلال الطرف الثابت فيها أمام الشباب والاتحاد والقادسية.
ما الفارق بين الجزيرة وقنوات art والرياضية السعودية؟
- الفارق كبير جداً في المهنية والاحترافية لمصلحة قناة الجزيرة، تقنياً وفنياً وحتى في احترافية الكوادر القطرية التي تعمل خلف الكواليس، ففي الجزيرة الرياضية احترافية في كل شيء، في العمل والتعامل، من لحظة وصولك إلى الدوحة وحتى لحظة مغادرتك إلى بلادك، كل شيء موفر لك على الرحب والسعة بهدف ارضائك لكي تركز في عملك كمحلل بدون أي منغصات.
أنت والشيحة والدبيخي والسبيعي وهلال والحوار والمنصور والصادق مجموعة من اللاعبين الشباب في المنطقة الشرقية اللذين غادروا الملاعب إلى استديوهات التحليل.. هل وجدتم الفرصة الكافية؟
- بصراحة لم نجد الاهتمام والفرصة على عكس اللاعبين الذين من جيلنا في الرياض وجدة وأخص بالذكر القناة الرياضية السعودية التي لم تعطينا الاهتمام الكافي. ولعل بروز لاعبي المنطقة الشرقية كمحللين رياضيين يعطي انطباعاً ومؤشراً قوياً على أن المنطقة الشرقية تزخر بالمواهب التي لم تأخذ فرصتها الكافية.
ودعني أخرج من هذا الإطار قليلاً وأذكرك بلاعبي المنطقة الشرقية المتواجدين الآن في الساحة الكروية هم نجوم المملكة، يكفي أن نذكر ياسر القحطاني والزوري في الهلال وسعود كريري والرهيب في الاتحاد وصاحب العبدالله وحسن الراهب في الأهلي.
(جنرال) الدفاع الهلالي.. كيف حال دفاع الهلال من بعدك؟
- بصراحة المميز في دفاع الهلال هو النجم أسامة هوساوي الذي أصابت فيه نظرة الأمير عبدالله بن مساعد النجاح فهو برأي (سوبر مان) الدفاع بشهادة الجميع، وخير من يقود الدفاع الهلالي.
والبقية معه كالمرشدي والكوري لي والزوري هم مكملون، ولكن أقولها بصراحة أكبر أن الفوز يغطي العيوب، فالمرشدي مستواه هابط منذ بطولة كأس الخليج يعيبه الأخطاء الكثيرة والفاولات التي يرتكبها ويعاني هبوطاً حاداً في مستواه وعدم التركيز ولو استمر في مستواه الحالي فإنه سيحمل هوساوي عبئاً إضافياً قد يضر أسامة.
ولو يغيب أسامة فستكون هناك مشكلة للفريق، وبالنسبة للزوري فهو يقوم بأدوار تكميلية لكن يعيبه البطء في العودة. والكوري هو أفضل من يسد الغياب وعدم الثبات في خانة الظهير الأيمن منذ رحيل أحمد الدوخي ويتميز في الأدوار الدفاعية أكثر.
بمناسبة الحديث عن الهلال.. ما الذكرى العالقة في ذهنك ولا تنساها؟
- ذكريات أول بطولة أحققها مع الهلال بعد أن تشرفت بإرتداء قميصه وكانت بطولة الدوري في موسم 1416هـ عندما فزنا على الأهلي بجدة 2-1.. وخلال العشر سنوات التي قضيتها لاعباً في الهلال تميز مشواري بتحقيق العديد من الإنجازات والألقاب التي وصلت إلى 25 بطولة وهذا الرقم يفوق ألقاب ناد طوال تاريخه منذ التأسيس.
ما الذي كان يميز تلك المرحلة الهلالية؟
- الذي يميزها أنها شهدت برأي أفضل جيل مرّ على نادي الهلال، جيل التسعينات إذا حددنا من موسم 95 وحتى 2003 أفضل مجموعة من اللاعبين مرت على فريق الهلال بدءاً بالحراسة ممثلة بالثنائي عبدالله الدعيع وصالح السلومي والثنيان والجابر والتمياط والموينع وبشار عبدالله والهويدي وليتانا وسعيد شيبة وسيرجيو وصلاح الدين بصير والعلي والدوخي والمسعري والغشيان والعويران ولطف وغيرهم من النجوم.
كان هناك ترابط وعلاقة قوية بين اللاعبين داخل وخارج الملعب، كان فريقاً لا ينقصه شيء حقق العديد من البطولات والإنجازات التي أسعدت جمهور الهلال خاصة الألقاب الخارجية بمستوى فني يكاد يكون ثابتاً.
ما الجديد في هلال هذا الموسم؟
- استطيع القول بأن هلال التسعينات ولد من جديد، بالحضور المرعب للخصوم والفرق الأخرى وبالمستويات والنتائج الرائعة، عاد هلال المتعة الذي يقدم المتعة الكروية بفن وبنتائج قوية.
يمكن خلال الفترة من 2003 وحتى 2007 كان الهلال يحقق الألقاب لكن بأداء بطيء وأهداف أقل على عكس المرحلة الحالية. لقد عرف المدرب جيريتس كيف يوظف قدرات لاعبي الزعيم، وبالحقيقة أي مدرب لا يتعب مع الهلال نظراً لوجود النضج والفكر والمهارة لدى اللاعب الهلالي الموهوب.
برأيك كمحلل.. ما الذي يحتاجه الهلال كي يسير بثبات نحو لقب الدوري؟
- يحتاج أن يلعب كل مباراة على أساس أنها نهائي، لا مجال للتفريط أو التعويض في ظل مطاردة الشباب وربما صحوة الاتحاد إن تحققت في المباريات المقبلة في الدور الثاني. المطلوب المحافظة على نفس الرتم الذي ظهر به الهلال في الدور الأول.
عندما كنت لاعباً أي من المحللين كنت تحرص على الاستماع لرأيهم عقب المباراة؟
- بصراحة التونسي عبدالمجيد الشتالي عبر أوربت.
وأي الكتّاب كنت تحرص على القراءة لهم بعد المباريات؟
- كثيرون لكن من بينهم: صالح السليمان وعبدالعزيز الهدلق وسليمان العساف وصالح الهويريني.
من الذي يتواصل معك باستمرار من الهلاليين؟
- من اللاعبين: أحمد الدوخي وعبدالله الجمعان وفهد المغيربي وحسين المسعري وفيصل أبو اثنين ويوسف الثنيان، ومن الإداريين: منصور الأحمد وعادل البطي والرئيس السابق الأمير سعود بن تركي والأمير نواف بن محمد والأمير عبدالله بن مساعد.
ما هي أبرز المشكلات التي تواجهونها كوكلاء أعمال لاعبين؟
- هما مشكلتان، الأولى: أن بعض رؤساء وأعضاء شرف الأندية ينظرون لوكيل الأعمال على أنه عدو لهم، بينما نحن نحافظ على حقوق اللاعب وندافع عنها.. والثانية: أن بعض رؤساء الأندية حينما تحضر لهم لاعباً أجنبياً فإنهم يذهبون من خلف الوكيل للتفاوض مع اللاعب مباشرة وهذه المشكلة حدثت معي.
هل هي أزمة ثقة؟
- بصراحة نعم هي كذلك، وأنا أطالب بأن تسود الثقة المتبادلة علاقات وكلاء اللاعبين ومسؤولي الأندية.
الاتفاق لم يستفد من اللاعبين اللذين استقدمتهما خليفة عايل والحاج عيسى.. ما الأسباب برأيك؟
- بالنسبة للجزائري الحاج عيسى أنا لست وكيله بل قمت بدور الوسيط، وبالنسبة للعماني خليفة عايل فإني اعترف بأنه لم يقدم للاتفاق ولا (10%) من مستواه المعروف عنه، لكن يجب أن نسأل لماذا لم يقدم مستواه المعروف عنه مع الاتفاق؟.. وللإجابة على هذا السؤال أقول بكل شفافية إن مسؤولي الاتفاق لم يقدموا الواجب عليهم تقديمه للاعب، وعليهم أن يفرقوا بين اللاعب السعودي وغير السعودي في مسألة التعاملات المالية، فاللاعب الأجنبي لن يصبر مثل السعودي على تأخير رواتبه بالأربعة والخمسة أشهر، الاتفاق تأخر في تسديد جزء من مقدم العقد والسكن الذي منحه للاعب لم يكن مريحاً وكذلك السيارة.. كما أن خليفة عايل ليس مارادونا لكي ينتشل الفريق لوحده فهو يلعب مع مجموعة وكرة القدم لعبة جماعية إذا الفريق كان جيداً فسوف يبرز من ضمن اللاعبين والعكس صحيح، بالرغم من أنه كان في بعض المباريات أفضل لاعبي الاتفاق ويحمس اللاعبين بروح عالية بشهادة خليل الزياني.. وموضوع خليفة عايل مع الاتفاق أخذ أكبر من حجمه، وإذا فاز الاتفاق قالوا فاز الفريق وإذا خسر قالوا السبب خليفة عايل وهذا أمر غير صحيح.
قبل الختام.. دعني أسألك عن القادسية.. هل سيبقى الفريق بالممتاز ولماذا؟
- أقولها بكل صراحة وأسى فريق القادسية هابط لا محالة إلا أن يشاء الله، ولن يبقى الفريق إلا بمعجزة.
وما يحدث للقادسية هو أمر متوقع من قبل محبيه ومن المقربين العارفين بما يدور في النادي من تخبط واضح، بسبب قلة خبرة الإدارة وظهورها في الإعلام أكثر من ظهورها بمقر النادي.
الفريق بلا نجوم ولا جهاز تدريبي جيد وبلا لاعبين أجانب على مستوى، ويكفي أن نذكر بأن 4 مدربين تعاقبوا على تدريبه خلال 11 مباراة وهذا الأمر لا يحدث في عالم كرة القدم بصورة طبيعية.. اللاعبون الذين تم استقطابهم لم يفد الفريق سوى اثنين منهم تقريباً، والفريق الأولمبي بلا فوز.. الإدارة انشغلت بفلاشات الصفقة الأغلى وتركت الفريق يلاقي مصيره. وبمقارنة بينه وبين فريق الفتح الذي حل ثانياً في الترتيب عند الصعود من الدرجة الأولى إلى الممتاز، نجد أن إدارة الفتح عرفت كيف تعمل، حددت هدفها الإستراتيجي وهو البقاء، وعملت بصمت بعيداً عن الضجيج والظهور الإعلامي وفق قدراتها ونجحت بتخطيط سليم منذ البداية.
ماذا تقول لهؤلاء..؟
الوليد بن طلال: لن أنسى وقفاته الصادقة.
عبدالله بن مساعد: روح الهلال.
عبدالرحمن بن مساعد: شاعر الهلال والشاعر بحجم مسؤوليته وقيادته للزعيم.
عبدالعزيز الدوسري: قدوة لرؤساء الأندية.
عبدالله الهزاع: الرئيس الغارق في وهم الأحلام..!.
وجدي مبارك: أبو مبارك كفيت ووفيت.. كان له الفضل الكبير بعد الله في انتقالي إلى الهلال والحمد لله أني كنت عند حسن ظنه.
كلمة أخيرة:
- شكراً ل(الجزيرة) التي لن أنسى مواقفها الإيجابية معي عندما كنت لاعباً فقد كنت أستفيد من النقد الهادف والبناء في مشواري كلاعب لتطوير مستواي.