يا من تسافر في مدن حلمي
أيرضيك أن تهجر مرافئي
وتبتعد عن شطآني
وتغادر واحاتي
وتدع كل أمسياتي
وتتركني أسيرة لوحدتي
تعصف بي الهموم
وتحيطني دياجير الغربة
وتقيدني الخطوات
وتنسف حلمي ببعدك الآسر.
فكل المواني تعتم حين تغيب
وكل الزهور تذبل حين لا تشعر بقربك
والساعات تتداعى اذا لم تكن فيها
مشرقا تضيء كل القناديل
وتدفن افياء الصمت الحارق.
لا تكن قاسياً
فتهجر مدني التي تعودت عليك
وحدائقي التي تشتاق لعناقك
وزهوري التي تبحث عن دفئك
وعالمي الذي لا يضيئه سواك
ووقتي الذي لا يشرق فيه غير نبضك.
أتعلم
حينما تغيب لحظة يغيب معك كل شيء
فلا أعلم أي المساحات تجملني
ولا أي الاتجاهات ترمي بي
والأمواج تلعب بسفني
فأغرق معها بعيدا عنك.
يا مسافر دوما...
هب لي من ساعاتك دقائق
ومن وقتك لمحات تضيء عتمة زمني
ومن ليلك اشراقة تعيد للسنين بهجتها
وتنسيني كل تعب
ومن همسك كلمة أذوب في أعماقها
وأسرح معها في خيالي
إلى حيث يستوطن السرور
ومن نبع حنانك شربة تروي
عطش الأيام..
وتحطم كل دياجير الظلمة
التي تحيط المساحات بغيابك
ومن دفئك ما يعيد لي رونق الحياة
ويبدد كل ما يحتويني من ألم..
كن معي دائما
ولا تغادر مساحاتي العاشقة
لكل ما تحمل في داخلك من حب
واحتويني بقلبك الكبير
حتى أكون الأسعد.
سيف الجهني- جدة