يلاحظ في الفترة الأخيرة تراجع كبير لنشاط بعض المؤسسات (قطاع خاص) المختصة بالفنون التشكيلية بعد أن كانت تثري الساحة بالمعارض والمسابقات والأنشطة محلياً ودولياً فأصبحت محط أنظار وطموح الكثير من الفنانين.

هذه المؤسسات يرى الجميع أنها الأكثر تحقيقاً للنجاح من المؤسسات الحكومية للعديد من الأسباب، منها التعامل مع الإبداع والمبدعين بحرية ومرونة، لبعدها عن قضايا التشجيع وإرضاء الجميع التي تقوم عليها سياسة تلك المؤسسات المعنية بدعم كل الفنانين على مختلف أعمارهم وخبراتهم ومستوياتهم؛ فالمؤسسات الخاصة قادرة على تحديد مسارها بنفسها ووضع أهدافها وأسلوب تعاملها المتسم بإمساك العصا من منتصفها، حيث استطاعت بهذه الأساليب أو الطرق أن تختار صنفاً أو شكلاً من أشكال الإبداع ومنها الإبداع الحديث والبحث من خلاله عن المتميزين فيه بالأعمال المعاصرة التي تنبع من ثقافة وموروث وطني بتقنيات وأداء يتوازى مع جديد الساحة عالمياً، لتنقلها إلى العالم الآخر متحملة تبعات التكلفة مع ما تسعى إليه بعض تلك المؤسسات في اقتناء الأعمال لتأسيس متحف في مستقبل الأيام، إلا أننا لم نعد نرى جديداً في هذا المضمار مع ما يحتفظ به منسوبو الساحة التشكيلية لإحدى تلك المؤسسات من تقدير لمواقفها السابقة بمساهمتها في تطوير مفهوم العمل الفني وإضفائها جديداً على وعي بعض التشكيليين الشباب بما يحدث في العالم من خلال تهيئة الظروف لهم لعرض أعمالهم عالمياً، من جانب آخر أيضاً نجد أن من تلك المؤسسات من يسعى لتقديم الوجوه الجديدة للساحة بما كونته من قناعة وما تهدف إليه من بناء جيل جديد عبر إقامة المسابقات محلياً تحفيزاً لهم، أو من خلال إقامة المعارض التشكيلية لمختلف المستويات التقنية جمعت في تلك المعارض أسماء معروفة وأخرى ناشئة.

ومع ما ساهمت به تلك المؤسسات من دعم إلا أننا أيضاً لا نغفل ما تحقق لها من مكاسب إعلامية لم يكن لها ذلك دون وجود مثل هؤلاء الفنانين خصوصاً المشاركين في جانب ما تقيمه المؤسسة من معارض ومسابقات التي أراحت نفسها من تبعاتها المادية بما تلقته من دعم ورعاية مادية من مؤسسات أخرى ومع هذا فغيابها أوجد فراغاً كبيراً لا يزال الكثير ينتظر عودتها ويأمل في الحصول على فرصة اقتناء أو إقامة معرض أو جائزة في مسابقة.