الدنيا أكبر مدرسة، نعم صحيح لأنك لا تدرس حروفا وكلمات على ورق بل تدرس كل مناهج الحياة عملياً فعلياً.. لا يفيد فيها الغش أو أن تختلس النظر إلى من هو بجوارك هناك من يحملك على رأسه وتبقى كذلك.. وهؤلاء قليل جداً ومنهم من يتصنع الحيل لوجود مصلحة له لديك وما إن يتمكن من قضاء حاجته حتى يضعك تحت قدميه!! وإذا احتجته أجابك بالمقايضة حتى رد المعروف عنده يكون بفعل المثل..؟!
أي صديق وأي صاحب وأي أخ وأي قريب؟!
تتربع في داخله هذه الصفة التي ينبذها الدين الإسلامي وبشدة لماذا أقدم المعروف ولا أنتظر برد وحين الحاجة لا يرد معروفي بل يقايضني على ذلك وبكل وقاحة؟
تمنيت أن أسمع كلمة لا أستطيع أو أن الأمر أكبر من طاقتي، قد يكون ذلك عذراً مقبولاً والأحرى به أن يرد ولو جزءاً بسيطاً مما قدمته له بدافع الوقوف إلى جانبك وذلك بالمثل، هل ما يعد وسخ للحياة يفيد ما بداخلك يا صديقي وذلك بدافع حب الذات وإظهارك القدرة على المساعدة بدافع الاستغلال والتسلط، ولكن أقول لك (من سره زمن ساءته أزمان) وقد تدور الأيام وتصبح صاحب حاجة وأنا من يستطيع المساعدة وقتها فبأي وجه تريد أن أقابلك، إما أن أسامح وأصفح أو أسقيك من نفس كأسك لتتجرع ما قد أسقيتني إياه، حتى لو تظاهرت بذلك أعجز عن فعل ما أقدمه عليه أنت، ولكن صدقني لأضع ذلك الكأس بين يديك لمجرد الإحساس هذا إن كان لديك إحساس. وبعد ذلك أذكرك بما صنعت لعل ذلك يكون رادعاً لأعمالك المشينة وإما أن تسلك الطريق الصحيح أو اتركك لمن هو قادر على قادر وأقول بأعلى صوت ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.
مشاري آل حيد