Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
واكتمل العِقْدُ.. بعودة سلطان الخير

 

مرحباً بكم سلطان الخير والعطاء والوفاء والكرم والإنسانية والرأفة والرحمة.. حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً..

مرحباً بكم من قلب مخلص محب لهذا الوطن وترابه..

مرحباً بكم من مبايع صادق ناصح لولاة أمره ولدينه ووطنه..

مرحباً بذي القلب الرحيم, والخلق الفاضل, والفارس المقدام, والقائد المحنك, والبطل المغوار..

أهلاً بكم سلطان البذل في ربوعكم وبلادكم ووطنكم وبين أهلكم وعشيرتكم ومحبيكم.. الكل يا سلطان يلهج بالحمد والشكر والثناء على الله بما هو أهله والدعاء لكم بالصحة والعافية والسلامة وطول العمر منذ حصول العارض الصحي الذي أَلَمَّ بكم..

نحن جميعاً يا سلطان نقول بلسان حالنا ومقالنا لا بأس عليكم - سيدي - تكفير وطهور.. لم تغب يا سلطان عنا لحظة واحدة فأنت معنا في قلوبنا وسائر جوارحنا ونحن معك بقلبك الصافي الكبير في توجيهاتك وأفعالك في حلكم وترحالكم كيف لا؟ وأعمالكم وأفعالكم وتوجيهاتكم السديدة أشخاص قائمة تشهد لكم, وتبرهن على ما تكنه نفسكم الأبية لهذا الوطن وأهله بل لكل مسلم بل للعالم أجمع من إرادة للخير والرقي والتقدم والنماء والفلاح والصلاح.

كم نحن يا سلطان الخير متلهفون إلى هذا اليوم الأغر المبارك الذي تمتزج فيه مشاعر الفرح والغبطة والسرور بالشوق والَولَهِ والحنين لعودتكم سالماً معافى لأرض الوطن..

الرجال - يا سلطان النماء والخير - مواقف وأعمال وأنتم رجل المواقف الصعبة, والشخصية العبقرية الفذة التي يحار اللسان ويجف القلم عن وصفها وتعداد مآثرها وأعمالها الرائدة.. فأيديكم بيضاء ناصعة, وتاريخكم وضاء مشرق.. فأنتم سجل حافل, وصفحة تاريخية مليئة بالإنجازات والعطاءات, والأعمال العظيمة, والمشاهد الإنسانية العملاقة التي تحكي تاريخ هذا الوطن الزاهر ونموه وتقدمه وبناء جيشه والدفاع عنه..

فكم أطعمتم من جائع, وأغثتم من ملهوف, ونفستم عن مكروب, وعالجتم من مريض, ووقفتم مع مكلوم, ورفعتم الظلم عن مظلوم, وأمنتم من خائف, وأجرتم من مستجير, وأعتقتم من رقاب استحقت القصاص, وعلمتم من جاهل, وأصلحتم بين متخاصمين, وحللتم من مشكلات وقضايا.. وأهديتم وأعطيتم وبذلتم.. لا تبتغون بذلك سوى وجه الله والإخلاص له والحب لهذا الوطن وأهله ولكل مسلم يعيش فوق ترابه وثراه..

فليس بمستغرب أن يحتفل الوطن كله - وسطه وشرقه وغربه وشماله وجنوبه.. حاضرة وبادية, مواطنين ومقيمين ووافدين - برجل نذر نفسه لخدمته وخدمة أمته العربية والإسلامية.. فمن عادة هذه البلاد الاحتفاء بقادتها وولاة أمرها ورموزها الأخيار والتعبير لهم عن أسمى آيات الحب والولاء والسمع والطاعة..

فأنتم يا سيدي سجل حافل, وثروة ثرَّة من الأعمال الإنسانية والإدارية والأمنية والإصلاحية والعسكرية والدعوية بل وفي كل المجالات.. فقد عايشتم هذا الوطن منذ بدايته, وأسهمتم منذ عهد والدكم المغفور له الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - في خدمته, واستمرت إسهاماتكم وأعمالكم في عهد إخوانكم الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحم الله الأموات وأطال في عمر الأحياء وأمدهم بنصره وتأييده وتوفيقه - حيث بلغت إسهاماتكم وأعمالكم أوجها في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حيث أنتم نائبه وولي عهده وعضده الأيمن وذراعه القوي الذي يعتمد عليه بعد الله عملاً ونصحاً ومشاركة ودفاعاً عنه, ودفعاً لعجلة التقدم والازدهار والنمو والرفعة له, واختيار الأكفاء خدمة لهذا الوطن الغالي ورعاياه..

مرحباً بكم سلطان الخير راعياً للعلم وأهله ورائداً من رواده, وداعماً له في كل المحافل المحلية والعربية والإسلامية والدولية - لاسيما العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة وسيرة سلف الأمة -.. ألستم القائل - متعكم الله بالصحة والعافية - في إحدى المناسبات العلمية:

(لقد وفقنا الله في المملكة العربية السعودية لأن نقيم حياتنا المعاصرة على العلم, العلم التجريبي, ولهذا جامعاته ومؤسساته.

والعلم الذي يحفظ وجودنا المعنوي وشخصيتنا الحضارية المتميزة, وهو العلم الديني..

ويسرنا أن تكون جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قلعة حصينة من القلاع التي تحمي جبهتنا العقدية والنفسية والفكرية..

وقد لمسنا ذلك في الماضي, ونلمسه في الحاضر, وسنراه منها في المستقبل بحول الله وقوته)

نشكركم - سيدي - على هذه الكلمات المشرقة المضيئة التي تضاعف مسؤوليتنا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. إلا أننا نبشركم كما نبشر قيادتنا الرشيدة أن الجامعة تحقق آمالكم وتطلعاتكم وفق توجيهاتكم النيرة, وأنها عند حسن ظنكم. فلن ترون - بإذن الله - منها إلا ما يسركم بقيادة ابنها البار معالي مديرها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل -وفقه الله- الذي يرعى مسيرتها ويدير شؤونها ويدفع عجلتها بتؤدة وانضباط نحو تحقيق أهدافها, وأداء رسالتها على الوجه الصحيح ووفق ثوابت هذا الدين وهذه الدولة المباركة وبما يتواءم ووسطية الإسلام ويسره وسماحته ونبذه للغلو والتطرف والإرهاب والإفساد, وبما يُؤمِّن كافة منسوبيها فكرياً وعقدياً ويبعدهم عن أي شهوة أو شبهة, أو فكر ضال أو منحرف.. فكم نحن سعداء بمقدمكم الميمون -سيدي-.. وكم نحن متلهفون إلى عودتكم إلى أرض الوطن سالمين معافين غانمين..

وكم نحن نقف إجلالاً واحتراماً لصحبكم الكرام وعلى رأسهم ذلك الشهم الألمعي الوفي ذو الخلق الرفيع والمقام العالي أخوكم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي رافقكم طائعاً مختاراً صابراً محتسباً في رحلتكم العلاجية حتى تكللت بحمد الله بالنجاح ومَنَّ الله عليكم بأن ألبسكم ثياب الصحة والعافية, وعدتم إلى وطنكم لتكملوا المسيرة المباركة لنمائه ورفعته ونهضته مع عضدكم خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني - حفظهما الله - وأعضاء حكومتهم الرشيدة - وفقها الله -.

ولايسعنا في هذه المناسبة السعيدة والغالية على نفوسنا جميعاً إلا أن نرفع آسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو النائب الثاني ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله - وأعضاء حكومتنا الرشيدة..

ولا يسعنا في هذه المناسبة السعيدة والغالية على نفوسنا جميعاً إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو النائب الثاني ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وأعضاء حكومتنا الرشيدة..

سائلين الله أن يمن على الجميع بالصحة والعافية والسلامة والسعادة في الدارين.. وأن يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء وبلاء وفتنة ومكروه.. وأن يغدق على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار.. وأن يكفيه شر الأشرار, وكيد الفجار.. وأن يجنبه إفساد المفسدين وإرهاب الإرهابيين.. وأن يقمع المتسللين من الحوثيين ومن شايعهم وأعانهم, وأن يمكن منهم.. وأن ينصر جندنا المرابطين ويثبتهم ويقوي عزائمهم وينزل عليهم السكينة وأن يسدد سهامهم ورميهم, وأن يلقي في أعداء الدين والوطن الرعب والخوف والذلة والمهانة.. اللهم وأحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبقي منهم أحداً.. اللهم وارحم شهداءنا شهداء الواجب الذين قتلوا وهم يدافعون عن التوحيد وبلاد التوحيد وأهل التوحيد اللهم واغفر لهم, وأكرم نزلهم وأحسن مدخلهم, وتقبلهم في الشهداء, وأبدلهم داراً خيراً من دارهم وأهلاً خيراً من أهلهم.. وأحسن عزاء والديهم وأولادهم وأهلهم فيهم واخلفهم فيهم خيراً.. يا أرحم الراحمين..

د. أحمد بن يوسف الدريوش
وكيل جامعة الإمام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد