عاشت المملكة مساء يوم الجمعة الماضي ليلة تاريخية عمّت المملكة من أدناها إلى أقصاها احتفاءً بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام سالماً معافى من العارض الصحي الذي ألمّ بسموه، فالحمد لله رب العالمين على كريم عطائه وجزيل إحسانه ولطفه ومنّه أن عاد إلى البلاد الأمير الإنسان، الأمير الفارس، الأمير الشهم صاحب القلب العطوف والخلق الرفيع وهو يتمتع بالصحة والعافية.
إن منظر مطار الملك خالد مساء يوم الجمعة 24-12-1430هـ كان (كرنفالاً) شعبياً وعفوياً أظهر حب الشعب لقيادته وحب القيادة لشعبها، فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يتقدم الجموع من الأمراء والوزراء والعلماء والمسؤولين من المدنيين والعسكريين وجموع المواطنين في مشهد صادق للتلاحم وعمق العلاقة الحميمة التي تربط القيادة بأبنائها وتربط أبناء الوطن بقيادتهم.
وإن حب الشعب لولي العهد الأمير سلطان نابع من الوفاء للقيادة الرشيدة، فمنذ تأسيس المملكة على يد باني نهضتها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه- وهذه البلاد تقوم على هذا التلاحم والإخاء الذي غدا مضرب المثل في العالم أجمع، وهو في الوقت نفسه نابع من الحب الغريزي من الشعب لهذا الأمير الذي جنّد نفسه لخدمة الوطن والمواطن أميراً للرياض عام 1366هـ ثم وزيراً للزراعة عام 1373هـ فوزيراً للمواصلات عام 1375هـ ثم الدفاع والطيران عام 1402هـ (ولا زال) ومعها بدأت بعد ذلك مسؤولياته الجسام نائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء عام 1402هـ ثم ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وساعداً أيمن لقائد البلاد وباني نهضتها الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -وفقه الله- عام 1426هـ.
لقد امتلك الأمير سلطان القلوب وامتلك حب وتقدير الملايين داخل المملكة وخارجها، فهو صاحب السجايا الحميدة والنبل والشهامة والتواضع والكرم وحب الخير للناس، يقول في كلمته لدى وصوله للمملكة بعد هذه الرحلة العلاجية (.. وسعادتي تتضاعف عندما أسمع أن ما تم رصده لإعلان أو احتفال أو غيره قد أنفق لوجه الله تعالى فيما ينفع المحتاجين والمعوزين أو ما ينفع الوطن والمواطنين على المدى القريب والبعيد...) فلله أنت من أمير شهم وإنسان وقائد رائد مصلح وهنيئاً لخادم الحرمين الشريفين بسلامتك وهنيئاً للوطن بقدومك وهنيئاً للمواطنين الذين ملكت شغاف قلوبهم بأعمالك الجليلة في كل مجال وكل ميدان، فأنت ولي العهد الأمين ورجل المرحلة التي يقودها قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، تتجلى فيك الصفات الخلقية والتنشئة الإسلامية التي حنّكها إياك والدك وشارات القيادة والزعامة التي اكتسبتها من (والدك وإخوانك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله) عركتك التجربة فكنت الفارس الأصيل في القضايا الداخلية والخارجية أمنياً وعسكرياً وسياسيا واقتصاديا وتنمية شاملة في جميع المجالات، زرت مناطق المملكة فعرفت أبناءها وقبائلها وتلمست مشكلاتهم وقضاياهم فكنت نعم الرائد الذي لا يكذب أهله وأسست البنية العسكرية لهذا الوطن من مدن عسكرية وكليات ومعاهد حربية حتى غدت قواتنا (البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي) الأقوى في المنطقة حماية للوطن وردعاً للمعتدين على حرماته وأمنه وحدوده، فعاش الوطن والشعب في أمن وأمان بفضل ما تحقق له من قوة رادعة كان لسموه الدور الفاعل في بنائها وإعدادها وتطويرها بل لا نبالغ إذا قلنا إنه يعرف أفرادها فرداً فرداً، وعرفت العالم العربي والإسلامي والدولي وعرفوك من خلال دورك وعملك وفرحوا بشفائك وعودتك.
لقد عاش المواطنون يدعون الله لسموه بالسلامة والعافية طوال فترة العلاج والنقاهة وأملهم في الله كبير وتواصلهم معه مستمر بالسؤال والدعاء.
فالحمد لله على سلامتك يا صاحب السمو الملكي ومرحباً بعودتك الميمونة التي أثلجت الصدور وقرّت بها العيون وحياك الله في وطنك بين أهلك ومحبيك، والشكر مقرون بالدعاء للأمير الشهم الأصيل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي لازمك في رحلة العلاج والاستشفاء التي امتدت (ثلاثة عشر شهراً) وهذا لا يستغرب منه فهو سليل المجد وفرع الدوحة السعودية التي تضرب بجذورها الأصيلة في أعماق التاريخ.
ومرة أخرى نهنئ أنفسنا وقيادتنا الرشيدة على سلامة سموه وشفائه ونسأل الله أن يكلأ بعينه ورعايته قيادة هذه البلاد التي نذرت نفسها للوطن والمواطن في كل وقت وفي أي مكان، ونسأله أن يوفق كل عامل مخلص للدين والوطن، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يحفظ بلادنا وشعبها وقيادتها الرشيدة ويسدد على دروب الخير خطاهم إنه سميع مجيب.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية