تتناغم الكلمات دلالاً فوق السطور فتنصهر ليذوب عطرها فوق خد الزهر معلنة ميلاد الفرح بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد سلطان الخير والعطاء والحب، فقد كان مساء الوطن ليلة السبت مشرقاً بطلة سلطان، لم نكن بحاجة إلى نهار تتجلى فيه صورة أروع من هذه الملحمة الوطنية التي تلاقت فيها القلوب مع هذا الرمز الوطني الكبير، رجل المواقف، القائد الإداري، والسياسي المحنك، لتعبر لسلطان عن ولهها به، وتخبره أن الوطن كل الوطن يحتاجه وأن الجميع ينتظر هذه اللحظة ليعبر عن مشاعره وولائه لقيادته.
إن الخيرية في شخصية الأمير سلطان أمر لا يرقى إليه الشك ويكفينا في هذا الصدد شهادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، فهي شهادة العارف بهذه الشخصية السلطانية الخيرية عن كثب، يقول أبو فهد حفظه الله إن الأمير سلطان مؤسسة خيرية قائمة بذاتها منذ أن عرفه، فهو من أصحاب الخير الساعين إلى الخير وأينما حل في مكان نبتت فيه أزهار الخير، كما أن للكثير من مزايا سلطان الخير على الجانب الشخصي دوراً كبيراً في تسيده قلوب الناس، ويأتي على رأس هذه المميزات ابتسامته الصادقة النابعة من القلب دونما تصنع.
إن هذا الوطن مدين للأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بعمرٍ قضاه في خدمته منذ نعومة أظافره، وفي مناصب متعددة، وحتى أصبح ولياً لعهد أخيه خادم الحرمين الشريفين، سجله حافل بالإنجازات، لا يقدر عليها إلا الرجال الذين وضعوا رفعة الوطن نصب أعينهم، وهموم الشعب فوق كواهلهم، وصغائر الأمور خلف ظهورهم، والأمير سلطان جدير بذلك وأهل له، فلم يتقلد منصباً إلا وتركه أفضل مما كان عليه، ولم يتول مهمةً إلا وأتمها على أكمل وجه، ولم يبسط يده إلا وجاءت بالخير العميم.
إنه الإنسان الذي فتحت له جميع القلوب أبوابها، واتفق الكبار والصغار على محبته، وتقدير جهوده، والثقة بصدقه، والاحترام لصرامته، والاعتزاز بنخوته، وسعة صدره ورحابة أفق تفكيره، حتى لا يكاد يختلف على احترامه والإشادة برجاحة عقله اثنان في هذه البلاد، من رجال علم إلى مثقفين إلى ساسة إلى رجال مال وأعمال إلى أكاديميين إلى أطباء ومهندسين ورياضيين وفنانين وحقوقيين، إلى مدنيين وعسكريين، إلى شيوخ وشباب وحتى الأطفال يحبون وجهه ويأنسون إلى بشاشته ويتغنون به في كل مكان وزمان.
إن فرحة الوطن بعودة الأمير سلطان إليه هي فرحة عامة في جميع أنحاء المملكة، وإذا لم يستطع جميع أبناء الوطن المشاركة في الاستقبال في العاصمة الرياض لحظة وصوله فإن قلوب أبناء الوطن وعيونهم قد شاركت في فرحة الاستقبال للأمير سلطان ولي العهد وللأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي رافق سمو الأمير سلطان طيلة فترة علاجه ليعبر عن قمة المحبة والترابط الأخوي، وبعودة الأمير سلمان بن عبدالعزيز تعود الحيوية للعاصمة ويعود الحماس والتميز لجميع القطاعات الحكومية والخاصة بالرياض، فهو مؤسس الرياض الحديثة المدينة التي نضرب بها المثل في التخطيط والتنظيم والنظافة، ليس على مستوى المملكة فقط وإنما على مستوى جميع المدن السعودية والعربية.
لقد كان أميرنا المحبوب سلطان الخير يواصل جهوده لخدمة دينه وبلاده ومواطنيه وأمته بعزيمة لا تكل، ونفس لا تمل، ولا يمكنني في هذا المقام سرد عطاءات وإنجازات وحصر ما قام به الأمير سلطان، فهذا يستدعي حديثاً طويلاً ومساحات أطول، لكنني في هذا المقام أحاول ما استطعت التعبير عن مشاعري حيال هذه المناسبة الكريمة كواحد من ملايين الشعب السعودي الذين يبتهجون بسلامة سموه الكريم ومقدمه سليماً معافى.
إنه يوم تاريخي يسعد به الوطن وأهله ويحتفي به الوطن وأهله، فماذا عساي أن أقول في هذا المقام وماذا عساي أن أعبر عنه وأكتب فيه، فلن تكفي كل عبارات المحبة والتقدير والولاء والوفاء للتعبير عما في القلوب لسمو ولي العهد الأمين الأمير (سلطان بن عبدالعزيز) فرحةً بعودته إلى رحاب وطنه معافى ولله الحمد والمنة، فقد طالت المعاناة لفراقه وزادت الشفقة لغيابه لمكانته الكبرى بين شعبه وعلاقته الحميمة بمواطنيه فكل التهنئة للمليك المفدى والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي، وخالص الترحيب والتأهيل بسموه الغالي وشقيقه ورفيق دربه الأمير (سلمان بن عبدالعزيز).
لقد اكتسب الأمير سلطان هذا الحب العظيم من أبناء هذا الشعب الكريم نظير ما يتمتع به من صفات جعلت الكتابة عنه صعبة جداً، ولئن غاب سموه العام الماضي عن أرض الوطن للعلاج؛ مما ألم به من عارض صحي شفاه الله منه ولله الحمد والمنّة، فقد كان رعاه الله في القلوب التي تدعو الله آناء الليل والنهار بأن يحفظه الله ويكلأه بعين عنايته، لذا فقد جاءت عودة سموه بالفرح الذي غمر قلوب محبيه الذين طالما أسعدهم عطاؤه الجزل، ومواقفه الإنسانية ومكارمه الحميدة التي تفرج الكروب، وتأسو الجراح، وتعين المحتاج، لقد اكتسب سلطان بن عبدالعزيز محبة الناس، وتلاحمهم، ووفاءهم لأن الرجل الإنسان كان ملاذاً للفقراء، والمحتاجين، والأرامل، واليتامى، وكان صديقاً وقريباً من كل النخب الاقتصادية، والفكرية، والإعلامية، والتربوية، يحتفي بهم، ويشاركهم همومهم، ويفهم أفكارهم، ويحاورهم في كل أمر يهم الوطن، وتطلعاته، ومستقبلاته، وهموم الناس في معيشتهم، وحياتهم.
إن سعادتنا جميعاً بعودة الأميرين بالسلامة إلينا، تجسد أجمل صور التلاحم بين شعب وفي، ورموز قيادة صادقة ومخلصة وأمينة على وطن هو خير الأوطان، ولملكٍ هو المثل والقدوة والأنموذج الذي زرع في دواخلنا كل معاني الرجولة والأصالة، ورسّخ القيم العليا، وقيم الحب والتضحية والولاء لهذا الوطن الغالي، كما رسّخ في نفوسنا ومشاعرنا كل معاني (الوفاء) تجاه بعضنا البعض.
لقد عادت الابتسامة إلى شفاه الملايين وقرت أعينهم بشفاء ولي العهد الأمين والساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين، فحبنا لسلطان لا نُلام عليه، فقد أسرنا بابتسامته المعهودة والمعتادة وحبه الكبير لأبناء شعبه وعطفه عليهم وحرصه على راحتهم، فهو بحق رجل دولة يعمل بإخلاص لتحقيق الرفاهية والتقدم للمواطن والضيف الوافد إلى هذا البلد الكريم، وهو رجل خير قدم العطاء وأعان المحتاج وساعد الفقير وأغاث الملهوف، فرجل هذه صفاته ومناقبه ألا يستحق منا أن نسعد ونفرح بسلامته وعودته إلينا وإلى وطنه الذي أحبه فأحبه؟.
فحمداً لله على سلامتك أميرنا المحبوب، وأهلاً ومرحباً بك في وطنك الذي ظل ينتظرك خلال عام كامل على أحر من الجمر، وها أنت تعود إليه بصحة وعافية، فاللهم لك الحمد حمداً حمداً، ولك الشكر شكراً شكراً، والحمد لله رب العالمين.
عمر بن عبدالعزيز المحمود