استبشر الجميع في هذا الوطن الغالي بمقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن بعد أن كتب الله له الشفاء والعافية بمنّه وكرمه وألبسه لباس الصحة والسلامة.
فهو صاحب المناقب الحميدة، والمآثر الكريمة، جمع الله له في قلبه خصال الخير وخلال البر التي ذاع صيتها، وانتشر علمها، وعمّ نفعها القاصي والداني، حتى ملك قلوب الناس محبةً وتقديراً وقبولاً ودعاءً، وهذا من فضل الله عليه وإحسانه إليه، فمحبة الناس له هبة من الله ودليل على محبته لربه وصدقه ووفائه لدينه ووطنه وشعبه، ففي الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض). والقبول في الأرض هو المحبة في قلوب من يعرفه من المؤمنين، فتلهج له الألسن بالدعاء ويبقى له ذكر صالح وثناء حسن.
إن سلطان بن عبدالعزيز أمير سكن حبه القلوب، فسيرته ومسيرة حياته ينطق بها التاريخ عزاً وفخراً بما سطر فيها من أروع المواقف وأشرف الخصال من الكفاح والجهاد، والتضحية والعطاء، والإحسان والسخاء، والعطف والتواضع.. وهو صاحب المنجزات الحضارية والإنسانية والتنموية لهذا الوطن ولا تكاد تقف على عمل أو إنجاز، أو رقي وتقدم في بناء هذا الوطن إلا ولسمو الأمير سلطان أثر واضح وبصمة ساطعة وإسهام كبير، وأيادٍ بيضاء تشهد بأعماله وتنطق بمآثره.
وحسبك بهذا الأمير الذي لا يعرف الكلل ولا يتطرق إليه الملل من الإحسان والكرم، أنه كالغيث الغزير، إذا وقع نفع وأثمر، فلا يُدعى إلى قيام مشروع في مجال الخير إلا لبَّاه، ولا لامس جرحاً إلا واساه ولا جاءه سائل إلا أعطاه ولا طلب منه محتاج إلا آواه، بل يُسارع إلى إدخال السرور على كل إنسان وتأمين ما يحتاج إليه، هذه الأعمال وغيرها مما لا تعلم قلّ أن تجتمع في رجل من رجال النهضات الإنسانية فإنها إذا اجتمعت هيأت لصاحبها مكانة في القلوب، ومهدت له مقعده من زعامة النهضة.
إن حياة الأمير سلطان كلها جد وعمل، وعطاء وإحسان، وإنتاج وإفادة، ونفسه كلها خير وواجب، وعقله كله نور وإشراق، ومطلع محياه كله ابتسامة وعلامة حب ومودة، كل ذلك من ثمرات تمسكه بدينه وإدراكه العميق بأنه لا عز ولا كرامة، ولا رقي ولا حضارة، ولا تمكين ولا سيادة، لا بالثبات على هذا الدين الذي شرعه الله لعباده وارتضاه لهم ديناً ومنهجاً كما قال جل ذكره: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا?.
وهو يؤكد هذا المعنى دائماً ويذكر به في كل مناسبة وفي كل محفل ولقاء محلي ودولي فاستمد بذلك خصال الخير وسجايا المعروف من عقيدة راسخة في قلبه، وُلِدَ عليها وتربى ونشأ بها ودعا إليها وانتصر لها.
لقد هلت تباشير الفرح والسرور بمقدم أمير سكن القلوب، وإن يوم استقباله في الرياض ليوم
مشهود ووقت معهود انقدح في الذاكرة ولا يمكن أن يُنسى، استفاضت فيه مشاعر الحب والولاء والمودة والوفاء وتجلى فيها الحب الكبير من أعماق القلوب يتقدم كل مستقبليه خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم العطوف ملك القلوب والإنسانية وإخوانه الأمراء.
استقبال غفير جداً امتزجت فيه كل عواطف الحب فصارت عاطفة واحدة وهماً واحداً وحباً واحداً لسلطان الخير والعطاء.
وفي مسيرة سلطان العلاجية التي قضاها خارج المملكة إلى أن حطت قدماه أرض الوطن متوجاً بالصحة والعافية من ربه الكريم كان رفيق دربه في كل أحواله وحالاته أمير الصبر والوفاء سلمان بن عبدالعزيز الذي آثر البقاء وأصر على الملازمة مع أخيه قلَّ من يفعل فعله، وندر من يقف موقفه، فأقر الله عينه بشفاء أخيه سلطان جمع الله قلوبهم على التقوى، ودفع عنهم كل شر وبلوى، وأحاطهم بحفظه ورعايته، وجعلهم خيراً ممدوداً على عباده وأدام الله عز هذا الوطن وأمنه واستقراره.
والله ولي التوفيق
(*)وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية