إن المعاني السامية الكبيرة لسعادة المواطنين احتفاء بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام (حفظه الله ورعاه) إلى أرض الوطن بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء توضح عمق العلاقة ومدى ارتباط شعب المملكة العربية السعودية بقادته الذين غرسوا بذور الخير والإنسانية والتعاون والعطاء حتى حباهم الله حب شعبهم وتقدير أمتهم العربية والإسلامية. فقد أعطوا وقتهم وكرّسوا جهدهم خدمة للأمتين العربية والإسلامية، فملكوا القلوب بعطائهم ومحبتهم وإخلاصهم وتفانيهم في كل ما يسعد الأمة ويرفع من شأنها ويعلي كلمتها ويصون كرامتها، مكملين مسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
فالحمد لله الذي تتم بحمده الصالحات وتكتمل بشكره النعم والحمد لله على سلامة سموه صاحب الجود والكرم والأيادي البيضاء، فكم من أرملة ويتيم ومطلقة ومحتاج ومريض مسح دمعتهم بلمسة حانية من سموه الكريم المحب للخير فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه ديناً، أو يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد (أي مسجد المدينة) شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام)
وسمو الأمير سلطان رجل دولة، حياته كلها زاخرة بالنشاط والعمل الدؤوب، وحافلة بالإنجازات والمتابعة والمثابرة والتواصل مع القطاعات الحكومية والعامة، وهي مسيرة طويلة تضم من المناسبات والمنجزات والمحطات المضيئة ما لا يمكن حصره في هذا الحيز الضيق، وله أياد بيضاء في جميع المجالات.
ولسمو الأمير سلطان - حفظه الله - اهتمامه الخاص بالتعليم العالي وخصوصا جامعة الملك سعود في كافة مجالاتها، ففي مجال البحث العلمي والتطوير التقني، فهو الداعم الرئيس لأوجه كثيرة وملموسة في الجامعة، مثل: معهد الأمير سلطان للتقنيات المتقدمة، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز لتطوير أقسام التربية الخاصة بالجامعة، وبرنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، وإنشاء جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، وتمويل مجموعة من كراسي البحث في مجالات: المياه، والبيئة، والحياة الفطرية، والدراسات الإسلامية المعاصرة. والرئاسة الشرفية لعدد من الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية.
ولم يقف عطاء سموه - حفظه الله - عند اهتمامه بالجامعة فقط؛ فقد تعدى ذلك إلى أعمال كثيرة، تشمل اهتمامه بالعلم والعلماء، ومساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم. وقد أهدى سموه مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والذي نجح في جذب الآلاف من المهتمين والدارسين للاستفادة من برامجه التي تستهدف طرح منهجية أسلوب التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة، والمشاهدة. وأنشأ - حفظه الله - مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية التي تشمل خدماتها الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والأكاديمية والبحثية والاجتماعية.
لقد كان انتظار الجميع لعودة سموه وحضوره اليوم بيننا فرحة غامرة وكتابة صفحة أخرى جديدة لغد مشرق بإذن الله. وأن مشاعر الجميع تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى والأيدي مرفوعة بالدعاء لسموه الكريم بأن يديم المولى على سموه الصحة والعافية وأن يحفظه ذخراً وسنداً لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي وأن يحفظ لنا وطننا الغالي.
عميد كلية العلوم والآداب بشقراء
والمشرف على كلية العلوم الطبية التطبيقية للبنات بشقراء