فرحتنا كبيرة، بحجم الحدث الذي انتظرناه، وأكرمنا عز وجل بحدوثه، حين رأينا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يعود إلى المملكة، وقد منَّ الله عليه بالصحة والعافية.
فالمشاعر لا تحدها حدود، ولا تعرف الجغرافيا، ووصفها يبقى اجتهادات قد تفيها بعض حقها وقد لا تستطيع، حين تكون وجهتها القائد والإنسان، الذي أحب الناس، واقترن حبه بالعمل، فبادلوه الحب.
لم تثنه رحلة الشفاء عن التواصل مع شعبه، الذي كان ينتظر عودته، على أحر من الجمر. فهو القيادي، والمسؤول، الذي لم يشغله مرضه، ووجوده في الخارج، عن متابعة أمور بلاده، صغيرها وكبيرها. ولأنه اعتاد على مخاطبة ناسه بلغة القلوب، كانوا يترقبون أخباره، بشعور الواثق من رضا الباري عز وجل، ورحمته بعباده.
في رحلة شفائه لم ينشغل سموه عن قضايا العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
كانت فلسطين ومقدساتها في قلبه، العامر دوماً بحب الناس، وذهنه المتحفز بالأفكار النيرة، رغم ما ألمَّ به من مرض، تماماً مثلما حضرت في أول كلمات خاطب بها شعبه والعالم لدى عودته.
فهي بمقدساتها، وعدالة قضيتها، وحضورها الكوني، نافذة للأطلال على العالم وقضاياه المصيرية، ومسؤولية دينية وقومية، لم يتوان آل سعود الكرام لحظة واحدة عن القيام بها على أكمل وجه. وأظهر اهتمامه بالاستقرار العالمي المرتبط بتعقيدات القضية الأبعاد الإستراتيجية في تفكيره. كما عهده العالم كان بخطابه السياسي نموذجاً للقائد المؤمن والمنفتح وحامل الهم الوطني والعربي والإسلامي والأممي، مؤكداً على ثبات الخطى نحو مستقبل أفضل يعم فيه الخير على جميع البشر.
أمام حدث العودة الذي أدخل البهجة في قلوبنا، لا يسعنا إلا أن نحمد الله بعودة سموه سالماً، راجين من العلي القدير أن يحفظه، ويديم عطاءه في ظل جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه.